قطاع الزراعة يشهد طفرة غير مسبوقة
هناك أرقام ومؤشرات ايجابية تؤكد أن مصر على الطريق الصحيح وأن ما نفذته من مشروعات عملاقة، وقرارات وإجراءات أتى ثماره وحقق عوائده.. الحقيقة أن طريق البناء والاتجاه نحو امتلاك القوة والقدرة الشاملة لم يكن ممهدًا أو مفروشًا بالورود بل خرج وانطلق من قلب الأزمات والصعوبات والتحديات.. ولعلنا اليوم نعيش حالة الوعى والإدراك لقيمة ومكانة وجدوى ما حققته مصر ــ السيسى على طريق البناء والتنمية خاصة فى ظل القدرة والثقة فى عبور التحديات وتداعيات الأزمات العالمية والإقليمية التى ألقت بظلالها وتأثيراتها القاسية على جميع الاقتصادات العالمية ومصر جزء من العالم تؤثر وتتأثر ورغم هذه الظروف القاسية التى واجهت مصر سواء بما ورثته من مشاكل وأزمات متراكمة من العقود الماضية أو غياب الإصلاح الحقيقى والشامل، وافتقاد إرادة الحل والبناء، أو ما حدث فى 2011 من فوضى أدت لخسائر اقتصادية فادحة. ثم الإرهاب الإخوانى وجائحة كورونا ثم الحرب الروسية ــ الأوكرانية، ثم التغيرات والاضطرابات الجيوسياسية فى الإقليم والعدوان الصهيونى على قطاع غزة وما أحدثته من تداعيات خطيرة فى المنطقة على كافة الأصعدة وكان لسان حال العالم والمنطقة، كلما خرجنا من حفرة وقعنا فى أخري.. لكن هذه الأزمات العالمية والإقليمية المتلاحقة كانت حالة اختبار حقيقى لقوة وصلابة الدولة المصرية وجدوى ما نفذته من رؤية للبناء والتنمية واطلاق المشروع الوطنى لتحقيق التقدم وأيضا العزم والإرادة والرؤية فى وجوب وحتمية امتلاك القدرة والردع.. عشنا فترات قاسية ومؤلمة وصعبة لكن ورغم ذلك فإنها كشفت لنا الكثير من النقاط الايجابية والمضيئة فى مسيرتنا والذى تأكد للجميع ضرورة استكمالها والبناء عليها فقد حمت وحفظت هذا الوطن فى أكثر الظروف صعوبة، لذلك فإن مؤشرات التفاؤل تسطع مثل الشمس، والحصاد والنتائج تشير إلى أن القادم أفضل بكثير وان الانفراجة قادمة سواء فى ظل ما تحقق من نتائج وأرقام أو فيما لدينا من فرص ثمينة وكثيرة حقيقية لجذب الاستثمارات الضخمة وفى ظل فاعلية المشروعات العملاقة سواء فى البنية التحتية أو النهضة الزراعية أو الاهتمام الكبير بملف الصناعة الذى يعد ركيزة مهمة وقوية للتقدم وتحقيق الاكتفاء والصادرات وجلب العملات الصعبة أو توفيرها، لذلك سأتوقف عند بعض النقاط المهمة التى تؤكد حالة التفاؤل والانتعاشة الاقتصادية، أو على صعيد القوة والقدرة كالتالي:
أولاً: الحقيقة أن رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى فى البناء والتنمية باتت مثار اعجاب واجماع وتقدير فى الداخل والخارج فى ظل الاختبارات المتوالية والأزمات المتلاحقة، لكن الدولة المصرية اثبتت صمودًا وثباتًا أمام هذه الأزمات المتلاحقة ولم يشعر المواطن المصرى بأى خلل أو عجز أو نقص فى احتياجاته، وإذا اتخذنا قطاع الزراعة مثالاً فإنه يشهد طفرة غير مسبوقة فى عهد الرئيس السيسى الذى انتشل هذا القطاع من الضياع والمحنة إلى الازدهار والمنحة، فقد عانى من التبوير والتعدى على الرقعة الزراعية إلى التوسع الأفقى والرأسى حيث اضافت مصر إلى رقعتها الزراعية اكثر من 4 ملايين فدان وهو رقم كبير للغاية فى ظل الموارد المحدودة خاصة المياه لكن مصر نجحت فى الاستخدام الجيد للمياه سواء من المعالجة الثلاثية لمياه الصرف الزراعى أو استخدام نظم الرى الحديث وتميزت المشروعات الزراعية العملاقة بأنها مشروعات شاملة وعمل متكامل تتوفر له كافة السبل والمقومات وغزو حقيقى للصحراء، فالمشروعات ليست فقط استصلاح وزراعة الأراضى بل طرق، ومحطات كهرباء ومياه، ومصانع، لذلك حققت نتائج مبهرة وغير مسبوقة سواء على تحقيق الاكتفاء فى الكثير من المحاصيل أو التصدير بأرقام لم تتحقق من قبل حيث وصل معدل الصادرات الزراعية إلى 8.6 مليار دولار فى العام الماضى ويأتى ذلك فى توقيت بالغ الاهمية وهذا الرقم قابل للزيادة فى السنوات القادمة فى ظل التوسع الرأسى والافقى والاهتمام الكبير بهذا القطاع لذلك تجد ارتفاع المؤشر السنوى سواء لزيادة الرقعة الزراعية أو الصادرات المصرية الزراعية.
ثانيًا:نجاح كبير للسياسات النقدية للبنك المركزى فى ظل صعوبات وأزمات دولية وإقليمية متلاحقة، وحقق تحرير سعر الصرف النتائج المرجوة منه بشكل كبير، وإذا اتخذنا تحويلات المصريين فى الخارج يتأكد لنا هذا النجاح فقد تراجعت تحويلات المصريين فى الخارج لعام 2023 إلى 19.5 مليار دولار وبعد تحرير سعر الصرف فى مارس 2024 وصلت تحويلات المصريين فى الخارج إلى 29.6 مليار دولار بارتفاع وصل إلى 51 ٪ فى العام الماضى وهو أمر يؤكد النجاح ومع وجود مبادرات وتشجيع للمصريين فى الخارج وتقديم تسهيلات ويمكن زيادة موارد العملات فى الداخل.
ثالثًا: وصول الصادرات المصرية إلى رقم غير مسبوق ولأول مرة وهو 40 مليار دولار فى عام2024 هو أمر مهم رغم الظروف الإقليمية الصعبة ومؤشر على قدرة مصر على تحقيق هدفها فى الوصول إلى 145 مليار دولار صا درات بحلول 2030 وهو ما يؤكد أهمية زيادة الانتاج بالجودة العالمية والتنافسية.
رابعًا: من أهم مؤشرات النجاح الكبير لرؤية واستراتيجية مصر فى البناء وامتلاك القوة والقدرة احتفاظها بأعلى درجات الأمن والاستقرار رغم التحديات والتهديدات غير المسبوقة وهو ما يؤكد عبقرية الاستثمار فى بناء القوة و التطوير والتحديث خاصة امتلاك جيش وطنى قوى وقادر على حماية الأمن القومى المصري، ومؤسسات و طنية محترفة لحفظ الأمن للمواطنين.