ذاعت شهرته وتعاون مع كبار المطربين.. أم كلثوم وفايزة أحمد
عمر خورشيد أيقونة الجيتار مصرياً وعربياً.. طالت شهرته الآفاق رغم عمره القصير بحسابات الزمن والذى لم يتجاوز 36 عاماً.. حيث ولد فى التاسع من أبريل عام 1945 ورحل فى 29 مايو 1981.. نشأ فى عائلة فنية.. الأب أحمد خورشيد المصور السينمائى وشقيقته من الأم الفنانة شريهان.
– حصل على ليسانس الآداب قسم فلسفة.- التحق بمعهد يونانى للموسيقى وهو فى الـ17من عمره.. كوّن بعدها فرقة موسيقية عملت لمدة 10 أيام فى الأقصر، ثم الملاهى الليلية فى القاهرة.- شكل بعدها فرقة «ميجا تورز» الموسيقية، رآه عبد الحليم حافظ فى حفلة للفرقة ليطلب منه الانضمام للفرقة الماسية، بقيادة الموسيقار أحمد فؤاد حسن.
وروى الموسيقار الكبير هانى شنودة أن كارتر انبهر بموسيقى عمر خورشيد، ووصفه بالعبقري.- كان عمر خورشيد يضع الموسيقى التصويرية لأفلامه.- عانى من حمى البحر الأبيض المتوسط لفترة قبل وفاته، الأمر الذى منعه من المشاركة فى فيلم «صراع فى الوادي».- لديه ابنة من زوجته اللبنانية «دينا» تدعى ياسمين خورشيد، وتحمل شهادة ميلاد مصرية بتاريخ ميلاد 26-3-1976 تزوج عمر خورشيد 4 مرات، كانت الاولى مع أمينة السبكي، والثانية من الفنانة ميرفت أمين، والثالثة من خبيرة التجميل اللبنانية دينا التى كانت أطول زيجة بين سائر زيجاته، أما زيجته الاخيرة فكانت من الفنانة مها أبو عوف فى نفس فترة زواجه من دينا.
توفى فى التاسع والعشرين من شهر مايو عام 1981 فى حادث سيارة، ولم يبلغ عامه 36 أمام منزله بالهرم عندما اصطدمت سيارته بعمود إنارة وكانت معه زوجته دينا والفنانة مديحة كامل، بعد الانتهاء من عمله بأحد الملاهى الليلية بشارع الهرم.
عمر خورشيد معجزة حتى آخر العمر..
36 عامًا فقط هى كل سنوات عمره، فى الحياة..هى سنوات قليلة لا تذكر فى عمر الزمان..
كثير منا يفشل فى تحديد طريقه ورسم مستقبله فى مدة تماثلها، لكن عمر خورشيد نجح خلال تلك الفترة القصيرة فى أن يتحول إلى معجزة تتناقل الأجيال حكاياها وموسيقاها وعبراتها بين الحقيقة والخيال.. فيما روى عنه..المهم أن المعجزة صنعت نفسها، وبمعنى أقرب إلى الواقع ولدت من رحم الخيال.
تفاصيل حياة عمر خورشيد نفسها منذ طفولته كانت تنبئ بميلاد «فلتة»من فلتات الزمن.. فقصة عزفه للجيتار بدأت بكراهية وانتهت بعشق أبدى لا يموت. طفل يتلقى دروسًا فى الموسيقى على كل الآلات، يسعد بآلة «الكمان»، ويحترف البيانو، ويدندن بالعود، لكنه يحمل كراهية شديدة تجاه آلة الجيتار ويرفضها تمامًا، وفجأة ودون مقدمات منطقية يقرر فى عامه التاسع شراء أول «جيتار» بـ 12 جنيهًا من حصالته لتنفجر موهبته الموسيقية وتبدأ المعجزة فى كتابة حكايتها.
وبداية عمر مع الموسيقى بدأت مبكرًا أعتقد قبل بلوغه 7 سنوات، وكانت الحاجة جيهان شقيقته الكبرى أول من أهدت له «جيتار» هدية، وخلال مرحلة طفولة عمر كان يقابل السيدة أم كلثوم كثيرًا، نظرًا للصداقة التى تجمع بين خالة عمر وكوكب الشرق، وكان دائمًا ما يذهب إلى منزل «الست» ويعزف لها مقطوعات صغيرة وكانت دائمًا ما تثنى عليه لاختياره مقطوعات صعبة، لذلك عندما احترف الموسيقى طلبت أم كلثوم منه العمل لديها فى الفرقة، ووافق بالطبع على الفور، فقد كان العمل معها بمثابة شهادة تاريخية بموهبته أمام الجميع.
فى البداية لينا السبكي، ثم الفنانة ميرفت أمين، ثم جورجينا رزق ملكة جمال لبنان، ثم الـ»ميك أب أرتيست» وعارضة الأزياء اللبنانية جيرالدين، وأخيرًا الفنانة مها أبوعوف، وفى الحقيقة عمر كان حنونًا جدًا ودبلوماسيًا ويجيد الاستماع لمن حوله، وكان إنسانا بمعنى الكلمة».
قال شقيقه ادهم : «فى أيامه الأخيرة لاحظنا أنه يسرح كثيرًا، وكان ذلك بعد عودته مع الرئيس السادات من كامب ديفيد وعزفه أمام الرئيس الأمريكي.
تعاون عمر خورشيد خلال مسيرته الفنية مع الموسيقار هانى شنودة، وكانت لهما محطات فنية هامة.. كان يراه الفنان اللى عمره ما هيتكرر».
عملا معًا فى فرقة «بيتيشا»، وكان عمر فى ذلك الوقت يعزف فى الفرقة الماسية، ثم كلف عبدالحليم حافظ. هانى شنودة بتكوين فرقة صغيرة تنضم إلى فرقته فى الحفلات، وبالطبع تواصل مع عمر خورشيد لأنه كان أفضل من يقوم بهذا الدور لأنه كان يحفظ غربيوشرقى وكان هذا هو المطلوب بالفعل».
كان عمر متعدد الأوجه، كان منتجا سينمائيا كبيرا وناجحا ويفهم معنى الإنتاج ولا يبخل على أعماله، وكان نجمًا سينمائيًا شهد له الجميع، وبالطبع كان عازف جيتار من الدرجة الأولي، وموسيقيا موهوبا معجونا بالفن، كان «حاجة ما بتجيش كتير فى الزمن» لكن هذا هو حال الدنيا» وهو أول من جعل آلة الجيتار «أشيك»آلة موسيقية فى الفرق الشهيرة..وهو أول من عزف «منفردا» فى حفلات للجيتار فقط.
كانت بدايات عمر خورشيد الفنية..بدخوله عالم الموسيقى الشرقية من خلال الموسيقار حلمى بكر و كانت صداقتهما أول صداقاته فى عالم الموسيقى الشرقية، واستمر التعاون بينهما كثيرًا واستعان به فى أغنية «ياللى الهوى رماك» مع محمد رشدي، وكان معه مجدى الحسيني، وكان هذا أول دخول له فى عالم الأغنية العربية، كان يمتلك سيارة كاديلاك مكشوفة وجاء مع مجدى الحسينى وكانا مندهشين جدًا من وجودهما فى فرقة شرقية، وبعد نجاح الأغنية بدأ عمر فى تكوين فرقة موسيقية خاصة به، ونجح فى إثبات نفسه بشدة، لدرجة أنه تلقى عدة طلبات من لبنان لإحياء حفلات موسيقية هناك».
استعان عبدالحليم حافظ بعمر خورشيد فى فرقته فى البداية ثم استعانت به أم كلثوم، ومن هنا بدأت شخصية عمر خورشيد الموسيقية المستقلة تظهر بشدة، ودخل عالم التمثيل وأثبت نجاحه أيضًا ثم بدأ يدخل عالم الإنتاج ويصبح ظاهرة، لدرجة أن الشباب الصغير بدأوا يقلدونه فى عزف موسيقاه، وبدأ جيل كامل من الشباب يمسك الجيتار بطريقته، وأكثر ما نجح فيه كان تعريب أو تمصير الجيتار ولذلك هناك جمل موسيقية له محفورة فى الأذهان حتى الآن سواء فى أفلام أو مقطوعات منفردة».
كان له السبق فى عزف آلة الجيتار فى مصر وكان أول من عزف الجيتار بشكل غربي، ثم مجدى الحسيني، لكن فى عالم الموسيقى الشرقية كانت بدايتهما معا فى الأغنية التى ذكرتها، ثم تعاونا مرة أخرى فى أغنية فيلم لفؤاد المهندس وشويكار ثم مرة أخرى فى فيلم لسمير صبرى ونيللى والأغنية كانت بعنوان «مبروك للعروسة»، ثم بعد ذلك كونا فرقة ثم استعانت بهما الفرقة الماسية ومع صلاح عرام، ثم أصبح لكل منهما شخصية مستقلة».
كان آخر وأهم العازفين»الظاهرة»..بعده حدث اختفاء لهذا النوع من العازفين فى مصر.. فقد كان من الممكن أن ينجح بعض من تعلم من عمر وأن يكون لهم مستقبل كبير لكن للأسف هؤلاء كل شاغلهم الأموال، وهذه النقطة سبب تراجعهم واختفائهم، هؤلاء لم يدركوا أن كلمة «سوليست» صعبة جدًا.
كان عمر فنانًا شاملاً نجح فى السينما والموسيقى ونجح كعازف لأنه كان يحب عمله ويحب الفنانين الذين يعمل معهم ولم يكن مجرد زائر للاستديوهات أو المسارح، الجميع أحبه بداية من عبدالوهاب لأم كلثوم لعبدالحليم حافظ، ولذلك كان عبدالحليم يمنحه الوقت ليعزف منفردًا، نجومية عمر خورشيد لم تأت من فراغ.
عزف الراحل عمر خورشيد.. مع كبار المطربين المصريين، وكان لديه معهم ذكريات كثيرة جمعتهم، فقد كان من الموسيقيين الطموحين جدًا، ومن القلائل الذين أخلصوا للعزف الموسيقي، وشهرته بدأت أثناء عزفه الغربى مع فرقة «بيتيشا».
جمعتهما الصداقة وكان يرى أن إخلاص عمر للموسيقى وأمانته فى عمله بدأت تظهر بشكل أكبر بعد دخوله عالم الموسيقى الشرقية عن طريق بليغ حمدى وعمله مع كبار المطربين فى عصره مثل أم كلثوم وعبدالحليم حافظ ونجاة الصغيرة وفايزة أحمد، وخلال تلك الفترة بدأت بصمته تظهر وتصبح واضحة للجميع، خاصة أن إحساسه بالموسيقى كان له عبق خاص، وأم كلثوم تحديدًا تكاد تكون احتضنته إنسانيًا وفنيًا أولاً لإيمانها بموهبته الفنية، ثانيًا لصداقتها مع أسرة والده مدير التصوير الراحل أحمد خورشيد، وعندما توفى والده تعاملت معه مثل ابنها تمامًا».
وصل بفنه إلى الاحترافية العالية التى كان يمتلكها خلال عزفه على الجيتار…فقد كان يراعى عدم وجود «الربع تون» فى الجيتار، ومن مميزاته التى تحترم فى الحقيقة رفضه إدخال «الربع تون» على الجيتار لأنه اعتبر ذلك أمرا غير منطقي، لأن الجيتار مختلف عن البيانو وكان مؤمنا بأن الجمهور لن يصدقه، لكن عمر وبحرفية شديدة نجح بأدائه فى الاقتراب من الموسيقى الشرقية خلال العزف دون أى تعديلات على الجيتار، وهذا يحسب له بالطبع ويدل على احترافه وإحساسه بالجمهور.
للأسف بعض الملحنين الشرقيين عارضوا فى ذلك الوقت وجود الأورج والجيتار فى الفرق الموسيقية الشرقية، واعتبروا وجودهما تشويها للموسيقى لكنه نجح فى إثبات العكس وكان يؤمن أن معظم الآلات مثل الكمان أو التشيللو صناعة غربية فى الأساس لكن العزف هو الذى يمصر الآلة وليست الآلة هى من تمنح جنسيتها لعازف، بدليل أن أفضل عازف كمان فى العالم لن يستطيع العزف مثل أحمد الحفناوى ملك الكمان فى مصر والوطن العربي، لأن إحساس أحمد الحفناوى بالموسيقى الشرقية أقوي، وأثبت منذ ذلك الوقت أن دخول الأورج والجيتار لم يكن تشويهًا..
كان عمر سابقًا لعصره بمقطوعات موسيقية وكانت لديه حداثة موسيقية مستقبلية، ولم يكن محبًا لأى شيء تقليدى قد ينتهى مع الأيام لذلك عاشت أعماله كل هذه السنوات حتى الآن، بدليل وجود «رينج تون» لمقطوعاته الموسيقية بين الشباب الذين لم يعاصروه، وللأسف عمر رحل عن عالمنا ولم نجد حتى الآن البديل.
النجومية كانت تبحث دائمًا عن عمر لذلك جذبته السينما إليها وشارك بالتمثيل فى أكثر من فيلم وكان تمثيله محترما جدًا سواء مع صباح أو محمود عبدالعزيز أو نجلاء فتحي، وأفلامه لايزال الشباب يشاهدها، ورغم أن عمره الفنى لم يكن طويلًا فإنه موجود بيننا حتى الآن.. فهو فنان لن يعوض.