الله عليك يا مصر! الله على رجالك ونسائك وشبابك! شعب جميل واصيل خلق للتميز والابداع، جذوره ضاربة فى أرض طيبة، ترابها خير، ويسقيها مياه نيل مبارك.
اقول هذا بعد مشاركتى فى ورشة عمل حول «المشاركة المجتمعية»، نظمتها الجمعية المصرية لصحة الاسرة برئاسة الدكتور ممدوح وهبة، بالتعاون مع منظمة اليونيسف، وشاركت فيها مجموعة متميزة من الطالبات فى المرحلة العمرية من 15 إلى 16 عاماً من تسع مدارس مختلفة، بهدف التعرف على اهمية دمج المراهقين فى برامج المشاركة المجتمعية والعمل التطوعى لخدمة زملائهم واسرهم ومجتمعاتهم. وذلك لتشجيعهم على العمل الجماعى والتواصل الاجتماعي، لما لذلك من اثر كبير فى اكتسابهم المهارات الحياتية، والقدرة على احداث تغيير ايجابي، وتحسين صورتهم الذاتية، وبناء الثقة بالنفس.
فقد أثبتت العديد من الدراسات ان المشاركة المجتمعية تعد من انجح واسهل الوسائل لحماية المراهقين من السلوكيات السلبية، والتى قد تعرضهم للمخاطر والامراض. وهذا ما تؤكده السير الذاتية للعديد من القيادات والرموز الذين ابدعوا وتألقوا فى مختلف المجالات العلمية والسياسية والفنية والاقتصادية. اليوم تتسابق الدول للاستثمار فى هذه الفئة العمرية، من اجل تحقيق اهداف التنمية المستدامة. وكما قال بان كى مون فى عام 2015:»إن فئة المراهقين فى العالم- والبالغ عددها 1.3 مليار فتى وفتاة بين سن 10 و19 عاماً- تعد اكبر طاقة بشرية لم يحسن العالم الاستفادة منها بعد».
نعود إلى الفيوم، حيث اقيمت ورشة العمل، والتى لم تعتمد على محاضرات او خطب تقليدية، بل كانت حوارات وعملا جماعيا وتعلم من خلال المرح مع استخدام اساليب التعلم بالمشاركة والتعلم الايجابى اتاحت الفرصة للطالبات للحوار والتساؤل وابداء الرأى والتعبير عن انفسهن، مما جعلهن جميعا على درجة عالية من الانتباه، والحرص على المشاركة الايجابية طوال الوقت. وهذا هو الاساس فى اكتساب المهارات وتغيير السلوك.
ركزت الورشة على محور «التغذية» من حيث: لماذا نأكل؟ وماذا يجب ان نأكل، وماذا يجب ان نتجنب؟ ما دور الاسرة؟ ما دور المدرسة؟ وما دور الاعلام؟ ثم طرح سؤالاً على الطالبات: «ماذا يمكنكن ان تفعلن لخدمة من حولكن فى تعزيز التغذية السليمة والابتعاد عن المواد الضارة كالمشروبات الغازية والمقرمشات المحملة بالمواد الكيميائية، والسكريات، والدهون المشبعة كالزيوت المهدرجة وزيت النخيل؟
جاءت الافكار ثرية وجديرة بالتنفيذ: جومانا محمد من المعادى اقترحت ادراج التغذية السليمة والمهارات الحياتية فى منهج دراسى غير صفي، اما فاطمة معتز اقترحت تخصيص «يوم قومى للتغذية السليمة» تشارك فيه المدارس كافة، تقاطع خلاله الاغذية الضارة، وتعد فيه العائلات وجبات صحية ذات قيمة غذائية عالية.
بينما طالبت سجى تامر شوقى بمنع استخدام المواد البلاستيكية فى المدارس، لما لها من اضرار على الصحة والبيئة، واعربت عن رغبتها فى لقاء وزيرة البيئة لعرض فكرتها. وتطوعت فرح فتيحة، قائدة الجناح الشبابى للجمعية لتنسيق برنامج رسائل توعوية قصيرة تذاع يومياً فى الاذاعات المدرسية فى المدارس المشاركة وغيرها.
سعدت كثيرا بهذه الزهور المشرقة من فتيات مصر، بعقولهن، وطاقتهن، وافكارهن المتميزة.
وعمار يامصر.
تكلم حتى أراك
من عرف لغة قوم..آمن مكرهم.. مقولة عربية قديمة لكنها اليوم اكثر حداثة مما نظن خاصة فى ظل عالمنا المتسارع المتداخل الذى يملك ادوات التواصل والتعبير وتعد اللغة الانجليزية واحدة من اهم المهارات التى يحتاجها الانسان فى القرن الحادى والعشرين وهى لغة العلم والسفر والتكنولوجيا والتطور المهنى واتقانها لا تقتصر على الحفظ أو الترجمة بل يمتد لقيم فنونها كمهارات التحدث والاستماع والكفاية الابداعية، والنقد والخطابة.
هل تعلم ان اكثر من 1.5 مليار شخص حول العالم يستخدمون اللغة الانجليزية.
هذا الرقم وحده كاف ليجعلك تدرك ان تعلم هذه اللغة ليس مجرد خيار بل ضرورة حياتية للانفتاح على فرص التعليم والعمل والتطور.
ولقد قال نيلسون مانديلا اذا تحدثت إلى رجل بلغة يفهمها فذلك يصل لرأسه. اما اذا تحدثت له بلغته فذلك يصل لقلبه.
بهذا المعنى فاللغة لا تبنى فقط جسور المعرفة بل تبنى ايضا القلوب.
الطالب الذى يجيد اللغة الانجليزية يستطيع ان يشارك فى مسابقات دولية. ويقرأ كتبا دون ترجمة.. ويتابع تطورات العلم اولا بأول دون ترجمة مما تنتج هذه المهارة فرصة للتعلم بالخارج.. أو العمل فى مؤسسات عالمية أو حتى اطلاق مشروع رقمى يخاطب جمهورا عالميا. وتذكر جيدا كل لغة جديدة بنتعلمها هى نافذة جديدة على العالم.. فإن لغتك هى جواز سفرك نحو المستقبل ولا ننسى مقولة الاسلاف الناجرة «تكلم حتى أراك».