لم يساورنى الشك لبرهة واحدة أن مصر قوية وتمتلك الإرادة. دعونا من تقولات وتخوفات البعض أننا لا نقوى اقتصاديا فالأزمة الاقتصادية أصابت الجميع شرقا وغربا شمالا وجنوبا. مصر الكبيرة دون غيرها قويه بلحمتها وجيشها وانصهارها وترابطها اللامعهود. والمعلوم لكل ذى عقل انها عصية على الكسر ولا تنحنى الا لله الواحد القهار .قد تجد مصريا لايصلى ولكن عندما يهان الدين أمامه ينتفض ويحمر وجهه. هكذا المصرى تركيبة غريبة ممكن يعانى من شظف العيش وقلة الزاد ويزداد فقره لكن عندما يتعرض الوطن للمخاطر يتناسى كل الآلام يقدم ولا يتأخر.. هذا ما عهدناه فى الماضى وعند كل الملمات التى تعرضنا لها كنا أقوياء شجعان وفرسان لم نتواري.. هنا فى مصر الابتلاءات تجمع شملنا والآلام توحدنا والضربات تقوينا. لا أبالغ اذا قلت نحن فى التحديات على قلب رجل واحد خلف جيشنا وقائدنا ومن قال بغير ذلك فهو مريض وعلى عينه غشاوة ويمكن علاجه.. بعد تصريحات الرئيس الأمريكى ترامب والتى كررها فى عدد من اللقاءات فور تنصيبه رئيسا تكلم حول تهجير أهالى غزة والضفة ثم كانت تصريحاته فى اللقاء الأخير مع رئيس وزراء الكيان الإسرائيلى والذى قال فيه إن قطاع غزة سيكون تحت الولاية الأمريكية وأنه يستطيع تحويله إلى ريفيرا الشرق الأوسط بالمخالفة لكل الأبجديات والقوانين والأعراف وحتى شريعة الغاب والواق واق؟ ويبقى العلاج الأوحد هو الانصهار فى قالب واحد والاصطفاف والتآلف والتآذر. فما يحاك لغزة والضفة جزء من خريطة كبيرة ومعتمدة سبق وروجوا لها. حاولوا مرارا وتكرارا تنفيذها ولكن باءت كل محاولاتهم بالفشل. شعب يقف خلف قيادته لا تخف عليه فهو قادر على كبح جماع كل المتغطرسين والجبابرة على مر الزمان والمكان. كم من المؤامرات تكسرت على أعتاب مصر. فقط علينا استنهاض الهمم وشحذ الإرادة. عندها سيعرف هؤلاء. أننا قادرون مهما كان الثمن ومهما قدمنا من تضحيات.. موقف عربى موحد بات من الفرائض وتنسيق تام بين الدول العربية والاسلامية. وقد أدرك العربى قديما قيمة الوحدة والابتعاد عن الفرقة والتشرزم عندما صاغ ابياتا للتعبير عن أهميتها وضروراتها. تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا * وإذا انفردن تكسرت آحاداً. هذه حقيقة ليس أقل من الوعى والاصطفاف وهذا ليس بعسير إذا خلصت النوايا. الأمة عندما تتوحد تصنع لنفسها سياجا وحصنا حصينا. حفظ الله مصر أرضا وشعبا وجيشا ورئيسا.