تعيش الأسرة المصرية هذه الأيام تحت مظلة موسم امتحانات آخر العام.. تتوالى جداول مواعيد اللجان مع مراحل التعليم المختلفة.. ليصل الجميع إلى أقصى درجات الاهتمام مع ترقب تخرج الألوف من الطلبة والطالبات فى معاهد وكليات التعليم العالى والجامعات يحملون مع الشهادات المرتقبة آمالاً وأحلاماً تلتقى عند البحث عن مكان ضمن مؤسسات ووزارات وهيئات الوطن وشركاته ومرافقه يستطيع الخريج الشاب من خلاله أن يرد الجميل للوطن الغالى.. ثم لأسرته التى تحملت العناء الكثير للإنفاق على تأهيله على مدى سنوات طوال وله هو نفسه.. والحلم الذى بداخله وصولاً إلى تواصل الأجيال ضمن منظومة بناء الإنسان.
هذا العام بين عشرات الآلاف وربما المئات من الآلاف الذين يؤدون الاختبارات النهائية العملية والتحريرية ومنها مشاريع التخرج التى أشهد بأنها تنوعت وتقدمت إلى آفاق عالية تغطى الاحتياجات والتطورات والابتكارات.. أجدنى مشغولا بهذا الحدث شخصيا لأن ضمن أبطاله حفيدى الأكبر باسل مهندس نظم المعلومات والذكاء الصناعى المرتقب وهو بحمد الله من الطلاب المتفوقين.
وبالتالى يمتد هذا الاهتمام إلى المنظومة الحاكمة تشغيل الشباب والخريجين الجدد بعد أن أصبحت القوى العاملة بوزارة العمل مجرد طرف وشريك فى نظام التوظيف والتشغيل بسبب تصاعد الخط البيانى وتزايد حاجة الوطن إلى المزيد من الشباب المؤهل لقطاعات الإنتاج والخدمات.. وإضافة احتياجات المشروعات الكبرى والنهضة الشاملة والمتكاملة التى تشهدها الجمهورية الجديدة.. ناهيك عن تلبية احتياجات الجامعات ومعاهد التأهيل إلى أجيال من المبتكرين والعلماء الذين تنتظرهم أعباء ومهام التوسع الملحوظ فى التعليم العالى وتلك الجامعات الفنية والمتخصصة والدولية وغيرها التى تكاملت مع جميع أقاليم البلاد.. بيوت خبرة تنهض بالتنمية ومستوى حياة الإنسان.
وكذلك يتوهج قطاع ريادة الأعمال الذى يستقبل الشباب الطموح الساعى إلى بدء مشروعه الخاص ثم التوسع فى النشاط يلبى متطلبات الاقتصاد الواعد والاستثمار الجاد.. من هنا أرجو أن تفكر الدولة فى آلية موحدة وفاعلة لتشكيل لا يقتصر فقط فى جهاز التنظيم والإدارة أو القوى العاملة سواء تلقى طلبات القطاع الخاص أو ملتقيات التشغيل.. لأن آمال الوطن تلتقى مع طموح الشباب الواعد عامل الفرحة وشهادات النجاح والتقدير.. نحن على أعتاب الحصاد المأمول واستثمار رشيد بقواعد راسخة حديثة متطورة تسعد الجميع وتجلب الفرحة لأسر الخريجين.