أثارت التغيرات المفاجئة في منسوب البحر بشاطئ المشربية وإنحسار المياة على شاطئ البحر الأحمر في منطقة دهب بـالبحر الأحمر، مخاوف العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة أن الظاهرة جاءت في موعد يخالف موعد انحسار البحر في المد والجزر، وتسببت في تراجع المياه بمقدار 50 مترًا، وأدت لظهور الشعاب المرجانية والكائنات البحرية علي أرض الشاطئ.
الدكتور عاطف محمد كامل أستاذ التنوع البيولوجى بجامعة عين شمس يرى إن هذه الظاهرة تحدث نتيجة للمد والجزر لحركة مياه البحر، وينتج عنها تراجع المياه لمسافات كبيرة عن الموقع الطبيعي للشاطئ، موضحا أن المنطقة التي تتراجع عنها المياه تظهر فيها الشعاب المرجانية والطحالب التي تبدو صلبة، ولكنها تحوي تحتها العديد من الكائنات البحرية الحية، لذا لابد من عدم نزول المواطنين وزوار المدينة إلى هذه المنطقة، حتى لا تموت هذه الكائنات تحت أقدامهم.
طبعا هناك تأثير علي الكائنات البحرية التي تعيش تحت هذة الشعاب المرجانية واذا استمر ذلك الوضع سوف يؤدي الي حدوث موت او ابيضاض الشعاب المرجانية والقضاء على الكائنات التي تعيش عليها.
وينصح في هذه الحالة الزوار بعدم النزول في منطقة الانحسار خلال فترة الجزر، حفاظًا على الكائنات البحرية التي تعيش تحت هذه الشعاب، حتى عودة المياه لطبيعتها، والاكتفاء فقط بمشاهدة الظاهرة والاستمتاع بها من بعيد.
على النقيض تماما هناك من يرى أن انحسار مياه البحر الأحمر عن شاطئ دهب.. ظاهرة طبيعية فيقول الدكتور محمود حنفي أستاذ البيئة البحرية بجامعة قناة السويس والمستشار العلمي لمحافظ البحر الاحمر إنها ظاهرة طبيعية بحتة، مرجعاً ذلك لجاذبية القمر على مياه البحر ، فالجزء المواجه للقمر يتم جذره ، لأن جاذبية القمر تجذب المياه اتجاهها بالتالي يحدث عملية الجذر. وفي المقابل عندما يكون القمر في الجانب الآخر من الكرة الأرضية يحدث المد أي أن ك منطقة جذر يقبل بالجانب الآخر منطقة مد.
وأشار حنفي إلى أنه في بعض الأحيان يحدث انحسار شديد للمياه أو ارتفاع شديد للمياه عن الحد الطبيعي وهذا نتيجة لتواجد الشمس والقمر على خط واحد وبالتالي يضاف لجاذبية القمر على مياه البحر جاذبية الشمس محدثا جذر شديد أي انحسار شديد ومد شديد أيضاً ، وهذه الظاهرة تحدث أكثر من مرة في العام، وهذا ما حدث في شهر يونيو الماضي.
وأوضح أستاذ البيئة البحرية أن هذه الظاهرة عندما كانت شديدة في شهر يوليو الماضي أثرت على بعض الشعاب المرجانية التي تعرضت للهواء وأحدثت ما يعرف بظاهرة جذر الشعب لكن معدلات الاستشفاء لمستعمرات المرجان التي كانت كبيرة لكنها سرعان ما تعافت ولم تحدث بها خسائر جسيمة، كما أن هذه الظاهرة ليس لها أي تأثير على حركة السفن لأن ربان و قباطين السفن بيتجنبوا هذه الظاهرة.
ويرى عبد المجيد الأشقر وكيل لجنة الطاقة والبيئة والقوى العاملة بمجلس الشيوخ، أن هذه ظاهرة طبيعية في مثل هذا الوقت، ولم تؤثر بالسلب على الحياة البحرية، وسرعان ما تعود المياه إلى طبيعتها مع حلول الليل وهى ظاهرة المد والجذر وموجود في البحر الأبيض المتوسط أيضاً، ولكن البحر الأحمر أوضح وهى ظاهرة مرتبطة بحركة الأقمار والشمس، وكذلك حركة الأرض وتجاذب الكواكب، وهذه الظاهرة لا تؤثر سلباً على التنوع البيولوجي بالبحر.
فقد انحسرت مياه البحر عن 50متراً داخل عمق البحر خاصة مع عدم حركة نشاط للرياح ، لتزداد مساحة الشاطئ بعدما كانت تمتد للشاطئ مباشرة، وبالتالى ظهرت الشعاب المرجانية المتحجرة وصدف البحر، وبعض الكائنات البحرية.
وبين هذا وذاك ننتظر رد الطبيعة علينا متأملين ان لا تسبب تلك الظاهرة أى خسائر فى الكائنات البحرية أو الشعاب المرجانية أو شحوط اى مراكب جديدة فى البحر الأحمر.