المصريون هم أكثر مواطنى العالم امتلاكا للمواهب والخبرات والقدرات الذهنية وافادة فى كافة أنحاء العالم فى جميع المجالات.. و انظروا الى انتشارهم وتقلدهم مناصب كبيرة فى دول العالم المتقدم كمستشارين للرؤساء وأساتذة فى الجامعات والمراكز التكنولوجية وفى الاقتصاد والهندسة والطب والعلوم وغيرها من المجالات ويحققون أكبر استفادة من علماء مصر.. الكنز المفقود.. الذى يقود العالم المتقدم فى كافة المجالات.. ورغم سعادتى عندما اجد المصريين مستشارين لقادة الدول المتقدمة والنجاح الكبير لهم فى الخارج إلا انه بنفس القدر احزن كثيرا من عدم الاستفادة من خبراتهم وقدراتهم داخليا وأصبحوا بمثابة الطيور المهاجرة.. نفتخر بهم لكن فى الواقع الملموس لا نستفيد منهم ومن علمهم.
عندما تبحث عن أسباب تقدم غالبية الدول الغربية والأوروبية وأيضا العربية لا يمكن اغفال تصدر علماء مصر للمشهد فى مقدمة صفوف اسباب نهضة وتقدم هذه الدول فى كافة المجالات..ولن أكون مبالغا عندما أقول ان المصريين من أنبغ وأفضل علماء الأرض وهم من سطروا ملاحم عظيمة فى العلوم والرياضة والفن والثقافة والحضارة والأدب وغيرها من المجالات وهم اصحاب النهضة الاقتصادية والتكنولوجية لكافة دول العالم.
مصر هى من أنجبت العالم الكبير هانى عازر المهندس المصرى خريج جامعة عين شمس الذى اشرف على بناء محطة قطارات برلين بالمانيا وترأس فريق بناء نفق تيرجارتن تحت برلين عام 1994 واصبح كبير المهندسين لاكبر محطة قطارات فى اوروبا ليرتربانهوف فى برلين.
مصر التى انجبت الدكتور مجدى يعقوب اعظم جراحى القلب فى العالم ابن محافظة الشرقية وجامعة القاهرة والذى عمل بلندن فى بريطانيا وحقق من المعجزات الطبية ما لم يحققه غيره فى مجاله واطلق عليه الإعلام البريطانى لقب ملك القلوب.
مصر التى انجبت الدكتور احمد زويل..عالم الكيمياء الحائز على جائزة نوبل الكيمياء عام 1999 لابحاثه فى مجال كيمياء الفيمتو..حيث اخترع ميكروسكوب يقوم بتصوير اشعة الليزر فى زمن مقداره فيمتوثانية وهكذا يمكن رؤية الجزيئات اثناء التفاعلات الكيميائية.. وهو رائد علم كيمياء الفيمتو.. ولذلك لقب بـ «أبو كيمياء الفيمتو».
مصر تمتلك العشرات والمئات والآلاف أمثال هذه النماذج المضيئة ولنعترف ان المانيا وبريطانيا وأمريكا والعديد من دول العالم المتقدم استفادت من علمائنا أضعاف أضعاف ما استفادت منهم بلدهم الحقيقي..واكتفينا بالتكريم والفخر لكونهم مصريين.. إلا أننا لم نستغل علمهم بالشكل الأمثل فى تطور وتقدم مصرنا الحبيبة.
مصر تملك عشرات الآلاف من أبنائها المخلصين من العلماء والنوابغ والمخترعين والمبتكرين فى كافة المجالات امثال زويل ويعقوب وعازر.. وهنا ادعو إلى تكثيف الجهود من أجل احتضان المواهب والنوابغ والاستفادة منهم وتوفير كافة الامكانيات لتحقيق الطفرة العلمية والتنموية والاقتصادية لمصر لدينا تجربة رائعة هى «مصر تستطيع» الذى تنظمه وزارة الهجرة وبدأ أمس ليلتقى من خلاله المصريين بالخارج ويقدموا لبلدهم أفكار لكن أعتقد أننا نحتاح أيضاً من وزير البحث العلمى لاطلاق مبادرة ومؤتمر عام للاستماع الى كل المخترعين من داخل مصر والأفكار ووضع خطة ومشروع لتبنى العلماء والمبتكرين لتكون الانطلاقة الحقيقية الفعالة للجمهورية الجديدة مصر المتقدمة الرائدة فى كافة المجالات لأن ذلك هو حقها وحق شعبها الاصيل.