أكد لياو ليتشيانغ، سفير الصين بالقاهرة، أن الشراكة الاستراتيجية بين مصر والصين شهدت “عقدا ذهبيا” حققت إنجازات كبيرة خلاله بفضل الرؤية الثاقبة للرئيسين السيسي وشي جين بينغ، مما عزز التعاون المشترك بين البلدين.
و أصبحت العلاقات الصينية المصرية نموذجا للتضامن والتعاون والكسب المشترك بين الدول النامية، حيث التقى الرئيسان مرتين خلال 2024، وتوصلا إلى توافق مهم حول رفع مستوى العلاقات الثنائية نحو هدف بناء مجتمع المستقبل المشترك في العصر الجديد، وأعلنا هذا العام “عام الشراكة الصينية المصرية”.
جاء ذلك أمس خلال الاحتفال الذي أقامته جمعية الصداقة المصرية الصينية بمناسبة مرور عشرة أعوام على الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين و عام الشراكة المصرية الصينية و أقيم الاحتفال في المتحف القومي للحضارة المصرية.
وصف السفير في كلمته الزيارة التي قام بها مؤخرا وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي إلى الصين بأنها ناجحة حيث أجرى حوار استراتيجي مع نظيره الصيني وانغ يي، وتوصلا إلى سلسلة من التوافقات، بما فيها مواصلة الدعم المتبادل الثابت وتعميق الثقة السياسية المتبادلة؛ ودفع التعاون العملي والمساهمة في عملية التحديث للجانب الآخر؛ وتكثيف التواصل والتنسيق الاستراتيجي، والدفاع عن العدالة والإنصاف الدوليين؛ وبذل جهود سلمية والسعي لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. وأكد الوزيران على ضرورة تنفيذ التوافقات المهمة بين الرئيسين، واتخاذ “عام الشراكة الصينية المصرية” كنقطة بداية جديدة، ودفع العلاقات الثنائية نحو الهدف الأعلى المتمثل في بناء المجتمع الصيني المصري للمستقبل المشترك في العصر الجديد. مشيرا إلى أن العلاقات الصينية المصرية ستنطلق من “عام الشراكة الصينية المصرية” وتستقبل عقدا أكثر إشراقا بفضل الإرشاد الاستراتيجي من الرئيسين والجهود الدؤوبة من الشعبين.
أوضح أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ خلال التسعة شهور الاولى من هذا العام 12 مليار و560 مليون دولار، وأصبحت الصين من أكبر الدول المستثمرة في مصر. ومن المتوقع أن يبلغ عدد السياح الصينيين القادمين إلى مصر 300 ألف شخص في هذا العام.
أضاف أن الصين ستأتي بفرص جديدة لمصر وغيرها من دول العالم، وتدفع بتحقيق التحديث العالمي القائم على التنمية السلمية والمنفعة المتبادلة والرخاء المشترك. وتحرص الصين على مواصلة تعزيز الصداقة التقليدية مع مصر وتعميق التعاون الودي وإقامة المجتمع الصيني المصري للمستقبل المشترك مشيرا في ذلك الصدد لخطاب الرئيس شي جينبينغ الذي أكد فيه على أن الصين ستظل جزءا من “الجنوب العالمي” وشريك التعاون الموثوق والدائم للدول النامية، وقوة فاعلة لدعم التنمية العالمية. وستتعاون الصين مع الدول النامية لتحقيق التحديث. في المستقبل.
أوضح أنه بفضل الجهود المستمرة من الشخصيات الصديقة للصين ممثلة بجمعية الصداقة المصرية الصينية، فإن الصداقة بين الشعبين الصيني والمصري تتعاظم وتتوارث الأمر الذي يثبت مرة أخرى أن الأساس الأمتن للتفاهم الصيني المصري يكمن في التواصل بين الحضارتين، والقوة الأكبر للتعاون الصيني المصري تكمن في الصداقة بين الشعبين.
أشارت يمنى البحار نائب وزير السياحة في الكلمة التي القتها نيابة عن وزير السياحة إلى أن الحضارتين المصرية والصينية تعدان من أقدم الحضارات في التاريخ، ولكل منهما إسهامات كبيرة وفريدة أثرت في التطور الإنساني، كما تربطهما علاقة راسخة وروابط تاريخية ممتدة عبر الزمان، لافتة إلى أن مبادرة الحزام والطريق أتاحت الفرصة للدولتين العظيمتين بالتواصل وترسيخ العلاقات على أصعدة عدة، حيث لم يربط طريق الحرير بينهما تجارياً واقتصادياً فحسب، وإنما ربط بينهما ثقافياً وفكرياً وعلمياً أيضاً.
أضحت نائب الوزير خلال كلمتها أن استراتيجية وزارة السياحة والآثار تهدف إلى تعظيم الاستفادة من التنوع في الأنماط السياحية التي يتمتع بها المقصد السياحي المصري، وإبراز مصر كمقصد سياحي الأكثر تنوعاً في العالم، لافتة إلى أنه في هذا الإطار تسعي الوزارة إلى تنويع الأسواق السياحية المصدرة للسياحة إلى مصر والتي من أهمها السوق الصيني، لاسيما في ضوء العلاقات الاستراتيجية التي تربط بين البلدين، وبوصف الصين من أكبر الدول المصدرة للسياحة في العالم، ومن ثم فإن السوق الصيني من الأسواق التي تمثل فرصة واعدة للنمو المطرد.
أشار السفير علي الحفني مساعد وزير الخارجية الاسبق في الكلمة التي القاها نيابة عن السفير أحمد والي رئيس جمعية الصداقة المصرية الصينية أن إقامة الاحتفال في متحف الحضارة المصرية هو دليل على الاحتفال ايضا بحضارة الصين العظيمة والتي تعد هي والحضارة المصرية من أقدم الحضارات الانسانية على مستوى العالم ، ومشيرا في هذا الصدد إلى أنه يطوف حاليا في الصين معرض للحضارة المصرية يضم 1300 قطعة أثرية مصرية ويزوره عشرات الالاف يوميا من الصينيين ، ونوه إلى أن جمعية الصداقة المصرية الصينية هي من أقدم جمعيات الصداقة في مصر وتعمل على تنشيط علاقات الصداقة بين البلدين والشعبين.