إذا اكتشفت ان الحصان الذى تمتطيه قد مات فليس أمامك إلا النزول من على ظهره فورا والبحث عن بديل، هذه العبارة التى تبدو بسيطة ومنطقية للغاية ما هى إلا حكمة شهيرة متوارثة لإحدى قبائل الهنود الحمر من سكان ولاية داكوتا الأمريكية، اما لماذا تعتبر حكمة بالغة رغم بساطتها المفرطة؟ هنا تكمن الحكاية التى بسببها كتبت هذا المقال، فكثيرا ما نجد انفسنا قد وصلنا إلى طريق مسدود فى أمر ما ورغم ذلك نحاول من جديد ونبذل جهدا مكررا لنصل إلى نفس الطريق المسدود مجددا، ورغم ذلك تستمر المحاولات والنتيجة واحدة.
>>>
ورغم بساطة الحل وسهولته ومنطقيته وهو ان نبحث عن طريق آخر مختلف وربما وصلنا من خلاله إلى النتيجة المطلوبة، لذلك عرّف البعض الغباء بانه تكرار نفس الفعل وانتظار نتائج مختلفة، من هنا جاءت حكمة «الحصان الميت « فإذا كنت ممتطيا حصانا واكتشفت موته فالطبيعى انك ستترجل فورا وتبحث عن حصان بديل، لكن الواقع الذى نعيشه مختلف تماما، فهناك مؤسسات عديدة فاشلة وفشلها مستدام ولن تقوم لها قائمة ورغم ذلك نجدها مستمرة ومرتدية لباس الفشل فى زهو وخيلاء!
>>>
وهناك أشخاص فشلوا فى كل ما أوكل اليهم من مهام ومناصب وابدعوا فى فشلهم وشهد لفشلهم القاصى والدانى وشهدوا على انفسهم! ورغم ذلك تتم اعادة تدويرهم كما المخلفات تماما، وهناك افكار ثبت فشلها وخطؤها تماما وعدم جدواها ورغم ذلك نجدها مقررة فى كل المناهج دون سبب أو منطق، إذن لدينا مؤسسات غارقة فى الفشل وشخصيات ادمنت هذا الفشل وافكار لا تنتج إلا مزيداً من هذا الفشل، ورغم كل ذلك تجدنا نحاول مجددا ونحن لا ندرى بأننا «ننفخ فى قربة مقطوعة».
>>>
يا سادة «الحصان ميت» ولا جدوى من الاستمرار فى ركوبه انتظارا لقيامته مجددا، وهنا نجد الكثير من السلوكيات المكررة للتعامل مع هذا الموقف والواقع المعبر عنه، فتجد احدهم يحاول الاتصال بخبير يسأله ماذا نفعل مع الحصان الميت؟ هل يمكن ان نغير السرج؟ ام يجب ان نستبدل الحدوة؟ ثم يصدر القرار الأهم وهو تشكيل لجنة لدراسة حالة الحصان الميت، وقد تصدر اللجنة قرارا أو توصية بضرورة احضار الحصان لاستجوابه والوقوف على حقيقة الأمر،
>>>
وهناك من يطالب باستدعاء طبيب بيطرى لدراسة الوضع وكتابة تقرير مناسب بحسب رغبة طالبه، يستمر الشخص الغبى متعلقا بتلك الأوهام منتظرا ما لن يأتى أبدا.
«فالحصان مات وانتهى الأمر» ورغم اننا جميعا ودون استثناء وفى أمور وملفات كثيرة نكون على يقين انه لا فائدة مرجوة من محاولات جديدة لإصلاح شيء لا يمكن اصلاحه وقد مللنا من الحديث عنه لكننا نختار الطريق الصعب ونحاول من جديد رغم علمنا اننا نحرث فى بحر بلا عائد ولا طائل، فقط نضيع الوقت ونهدر الجهد وتتفلت أحلامنا من بين أيادينا.
>>>
وكان الواجب ان ننهى الأمر بسرعة ونغادر المحطات السلبية السوداوية، ونبتعد عن الشخوص التى لا تملك إلا طاقة سلبية يوزعونها على كل من يقابلونه مجانًا، علينا إغلاق الملفات التى لا فائدة منها وإلقاؤها فى اقرب سلة مهملات، وفى النهاية انتبه يا عزيزي.. الحصان ميت فانزل فورا وترجل واسترجل.