ستبقى كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى، والأكثر جذبا للجمهور ومطاردة من الصغير قبل الكبير على كافة المستويات، يتحين كل منا انتهاء التوقف أو الإجازة للعودة إلى المدرجات أو الجلوس أمام الشاشات، لمتابعة المواجهات الكروية مع اختلاف أنواعها ونطاقها.. ولكن ماذا عن الألعاب الأخرى، وهل يعلم معظمنا أن مصر ستشارك قريبا فى الدورة الأولمبية فى باريس، بأكبر بعثة فى تاريخ المشاركات الوطنية بالأولمبياد..؟
نظرة سريعة ووقفة مع النفس، سنسلم بعدها بتقصيرنا الحاد فى حق أبطالنا فى الألعاب الرياضية المختلفة، وفى حق أسرهم وذويهم ومن يتحمل الصعاب والنفقات فى سبيل تقديم ابنه أو ابنته للعب بإسم مصر وتمثيلها فى المحافل الإقليمية والدولية والأولمبية، وهى العادة التى قد تكون مبررة فى فترات بسبب عشق الساحرة المستديرة والتعلق بها، ولكنه ليس مقبولا بأى حال من الأحوال قبل أيام من سفر البعثة المصرية وبدء ماراثون الدورة الأولمبية، وما يمثله من أهمية خاصة للحكم على مدى تقدم وتطور الأنظمة الرياضية حول العالم.
الدول المتقدمة كرويا والتى تحتل مكانة مميزة فى التصنيف العالمى، لا يمكن أن تغفل الدور المحورى للألعاب الأخرى بخلاف كرة القدم، فتجد انجلترا مثلا تنفق أعلى الميزانيات على أبطالها لتحقيق ميدالية أولمبية، وتتصدر فى ذلك ترتيب الدول المشاركة من حيث المرصود والمنفق على كل لاعب ولاعبة مؤهل للمشاركة الأولمبية، وستجد الألعاب الأخرى وقد كانت الباب المباشر لدول عظمى لدخول عالم الميداليات الأولمبية والسيطرة عليها فيما بعد ومنها بالطبع الولايات المتحدة الأمريكية، والتى قد يتأخر منتخب كرة القدم بها فى التصنيف العام.
نفس الأمر فى روسيا مثلا وكذلك الصين وغيرهما من الدول الكبرى فى جدول الترتيب العام للبعثات المشاركة فى الدورات الأولمبية عامة.. حتى الدول الباحثة عن تواجد فى هذه الجداول ستجدها تبحث دوما عن لعبة أو اثنتين للمرور إلى هناك وبالطبع ليس من بينهما كرة القدم.. وهناك من الألعاب ما ساهم فى ظهور دول أخرى على الساحة الرياضية العالمية من خلال لعبة معينة مثل كينيا فى ألعاب القوى، والهند فى الهوكى، واستراليا فى السباحة.. وغيرها الكثير.
دعموا أولادنا قبل السفر إلى باريس، وبشروهم بتكريم يليق بهم وبحجم الإنجاز المنتظر تحقيقه، وصدقونى سنجنى ثمار ذلك، فمصر عامرة بالأبطال والبطلات..