فى ظل الظروف الراهنة ومع كل حدث دولى كبير ذى وزن وثقل يجتمع فيه قادة وزعماء القوى الكبرى ويحضره الرئيس عبدالفتاح السيسى، نكتشف بعده إن ذلك لم يكن مجرد صدفة أو لقطة أو شو، ولكن الحقيقة أنه رسالة سياسية واضحة ومياشرة يراد بها ان تصل إلى أطراف بعينها لعلها تعلم وتعى قدر مصر وقدرتها وقوتها ودورها الفاعل فى تشكيل النظام العالمى الجديد، ولا يخفى على أحد فى العالم حاليا ان دولة 30 يونيو لم تعد فقط دولة قوية أوحليفاً إستراتيجياً قوياً للدول العظمى،بل أصبحت الأن شريكة فى صنع القرارالعالمى، ومن الدول التى تضع الإستراتيجيات العالمية والجميع يعمل لها ألف حساب ويسعى لكسب ودها.
التحركات المصرية الهادئة المدروسة والرشيدة على كافة المحاورالإستراتيجية أعادت مصرالى دورها المشرق والريادى فى منطقة الشرق الأوسط،وأيضا حققت تقدما ملموسا على كافة المحاور والأصعدة مستندة الى تاريخها وعمقها الحضارى ودورها المحورى الفعال فى المنطقة، وهذا ما دعا القوى الكبرى للاشادة بهذا الدور والتركيز عليه والترحيب بإقامة علاقات شراكة إستراتيجية قوية ومتينة اخرها اتفاقية «البريكس»التى جعلت مصرفى مصاف الدول العظمى عسكريا واقليميا وإستراتيجيا، ويؤكد ذلك تصريح وزير الدفاع الصينى ان «مصر ليست حليفا بل شريك فى بناء نظام عالمى جديد» وكذلك فى «احتفالية النصر» التى حضرها الرئيس السيسى يوم الجمعة الماضى صرح الرئيس الروسى بوتين ان «مصر شريك رئيسى لروسيا فى أفريقيا والتبادل التجارى بين البلدين نما بنسبة 80 ٪ فى اول شهرين من 2025» ، ويقينى ان تلك التصريحات التى تخرج من أعظم دول العالم اقتصاديا وعسكريا وسياسيا ليست مجاملة أوللاستهلاك الإعلامى ولكنها مقصودة ان تصل الى مسامع العالم أجمع فى رسالة واضحة وصريحة ان العالم حاليا يتشكل بنظام عالمى جديد، والأمر المهم الذى يدعو الى الفخر والاعتزاز ان مصرطرف أصيل وقطب مهم جدا فى تشكيل هذا العالم متعدد الأقطاب وليس القطب الواحد،بل هى أهم قطب لأنها تمثل بواية المرور الى الشرق الأوسط، وما أدراكم ماهو الشرق الأوسط الذى تحاول دولة الكيان بشتى الطرق السيطرة عليه،ولذلك لاتكل ولا تمل من تدبير المؤامرات والمخططات الشيطانية واستخدام كل الخونة والجواسيس والعملاء برعاية شركائها الداعمين لها، والواقع يؤكد ان مصر خيبت التوقعات السيئة التى كانت تتمناها لنا قوى الشر مجتمعة، وما حدث ان كل شر تمنوه أو قاموا بتدبيره حدث عكسه،ودائما تخرج مصر منتصرة بفضل الله وبفضل جهود رجال عاشقة لتراب مصر وأعلت من شأن بلدها ورفعت قدرها وأجبرت الجميع على التعامل معها باحترام،والمتابع للأحداث الاخيرة يدرك عودة الدور المصرى لقيادة المنطقة ببراعة ووعى، وتتحرك فى كل الاتجاهات وعلى كل المحاور بهدوء وحكمة وتحقق الاهداف الإستراتيجية التى تمثل المفاجأة والحيرة لكل المتابعين.
حقيقة الأمر ان تطورات الأحداث وتداعياتها تؤكد ان دولة 30 يونيو أسست لعمق إستراتيجى يخدم المصالح المصرية ومواجهة التحديات غير المسبوقة وسخرت كل أدواتها لهذا الغرض بالتواجد السياسى والاقتصادى والمشروعات التشاركية التى تحقق التنمية والاستقرار لمصر والمنطقة وهذا دليل على براعة الدبلوماسية المصرية التى تليق بمصر وتعكس مكانتها التاريخية والتى تتبلور فى حضور الرئيس السيسى الدائم مع الكبار فى الاحداث العالمية الكبرى.
كلمة فاصلة:
ببساطة.. وجود الرئيس السيسى على منصة النصر بجوار الرئيس بوتين والرئيس شى جين بينغ وعدد من زعماء الكتلة الشرقية ووراءهم أعلام مصر وروسيا والصين،هى رسالة مفادها ان «القاهرة تتقدم الصفوف» فى عالم جديد يتشكل، وان مصر أيضا لديها القدرة على ان تحافظ على الكفاءة والتوازن العبقرى الذى يجعلها تتعاون مع كل الأطراف لأنها امتلكت أدوات القوة،وأصبحت ببراعة ووعى مركزًا لصنع القرار ومركز القوة فى الشرق الأوسط..حفظ الله مصر وأهلها.
