الجمعة, مايو 9, 2025
  • سياسة الخصوصية
  • إتصل بنا
  • من نحن

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفي

جريدة الجمهورية

رئيس التحرير

أحمد أيوب

  • الرئيسية
  • أخبار مصر
  • ملفات
  • مدارس و جامعات
  • محافظات
  • رياضة
  • برلمان و أحزاب
  • فن و ثقافة
  • حوادث و قضايا
  • المزيد
    • تكنولوجيا
    • عرب و عالم
    • إقتصاد و بنوك
    • الجمهورية معاك
    • منوعات
    • متابعات
    • أجراس الأحد
    • عالم واحد
    • مع الجماهير
    • العـدد الورقـي
    • مقال رئيس التحرير
لا توجد نتائج
كل النتائج
  • الرئيسية
  • أخبار مصر
  • ملفات
  • مدارس و جامعات
  • محافظات
  • رياضة
  • برلمان و أحزاب
  • فن و ثقافة
  • حوادث و قضايا
  • المزيد
    • تكنولوجيا
    • عرب و عالم
    • إقتصاد و بنوك
    • الجمهورية معاك
    • منوعات
    • متابعات
    • أجراس الأحد
    • عالم واحد
    • مع الجماهير
    • العـدد الورقـي
    • مقال رئيس التحرير
لا توجد نتائج
كل النتائج
جريدة الجمهورية
لا توجد نتائج
كل النتائج
الرئيسية فن و ثقافة

عظيمات مصر.. قيادات ناجحة ونماذج ملهمة: نبوية موسى أول ناظرة مدرسة مصرية.. قبل 051 عام

نساء فى تاريخ مصر

بقلم ناهد المنشاوى
8 مايو، 2025
في فن و ثقافة
عظيمات مصر.. قيادات ناجحة ونماذج ملهمة: نبوية موسى أول ناظرة مدرسة مصرية.. قبل 051 عام
3
مشاهدات
شارك على فيسبوكواتس اب

يظل نضال المرأة من أجل التعليم والمساواة بالرجل من أهم صفحات «نساء فى تاريخ مصر» ، والتى نحاول من خلالها كشف هذا الجانب المضىء من تاريخ المرأة المصرية التى عانت قبل أكثر من 150 عامًا لأجل التحاقها بالمدارس والجامعات وعندما حققت ذلك دخلت مرحلة أخرى من النضال ضد الاستعمار ثم رحلة ثالثة لنيل حقوقها التى توسعت.. خلال السنوات القليلة الماضية تتولى المرأة أرقى المناصب القيادية كوزيرة وكعضوة فى البرلمان ثم كقاضية فى المحاكم فضلاً عن مشاركتها الرجل فى كافة الوظائف والأعمال التى تستهدف بناء الوطن وتقدمه.

«الجمهورية الأسبوعى» فى هذا التقرير تستعيد صفحات من بداية تعليم النساء فى مصر وبالتحديد عندما افتتحت مدرسة السنية الابتدائية بنات بالقاهرة فى يناير 1873 التى استقبلت 286 تلميذة عقب إنشائها بأشهر قليلة وفى عام 1874 وضعت إدارة المدرسة خطط الدراسة ومناهجها ولوائح تنظيم مدرسة السنية كأول مدرسة حكومية لتعليم البنات فى مصر.

وتعد كل من باحثة البادية ملك حفنى ناصف الأديبة والمثقفة المصرية والتى شاركت فى تحرير المرأة كذلك هيلاثر سبيداروس أول طبيبة مصرية، إلى جانب أول ناظرة مدرسة نبوية موسى من أولى خريجات مدرسة السنية الابتدائية.

تعد نبوية موسى أول فتاة مصرية تحصل على شهادة البكالوريا وأول ناظرة مصرية لمدرسة ابتدائية، كما تعد نبوية موسى كاتبة ومفكرة وأديبة مصرية، وهي إحدى رائدات التعليم والعمل الاجتماعي خلال النصف الأول من القرن العشرين، وتعتبر نبوية موسى إحدى رعاة الدكتورة سميرة موسى عالمة الذرة المصرية، وكانت من رائدات العمل الوطني وتحرير المرأة والحركات النسائية المصرية خلال القرن الماضي.

كانت المساواة شعار نبوية موسى؛ فلم تقبل أن تأخذ المرأة نصف راتب الرجل، فقررت دخول معركة البكالوريا-الشهادة الجامعية- لتتساوى مع خريجى المعلمين العليا، ولذلك أنشأت الحكومة لجنة خاصة لامتحانها ونجحت في النهاية، ولدت نبوية موسى محمد بدوية في 17 ديسمبر 1886 بقرية كفر الحكما بندر الزقازيق، محافظة الشرقية. كان والدها ضابطًا بالجيش المصري برتبة يوزباشي، يمتلك في بلدته بمديرية القليوبية منزلًا ريفيًا كبيرًا وبضعة فدادين يؤجرها حين يعود لمقر عمله.

عاشت مع والدتها وشقيقها محمد موسى، الذي يكبرها بعشر سنوات، في القاهرة؛ لوجود أخيها بالمدرسة، واعتمدت الأسرة على معاش الأب وما تركه من أطيان، وذلك لسفر الأب للسودان قبل ميلادها بشهرين ووفاته هناك.

وفي طفولتها ساعدها شقيقها على تعلم القراءة والكتابة في المنزل، فتعلمت نبوية مبادئ القراءة والكتابة، وعلمت نفسها مبادئ الحساب، وعلمها أخوها اللغة الإنجليزية. ويشار إلى تعلمها الكتابة عن طريق محاكاة النصوص المكتوبة، ولما بلغت نبوية الثالثة عشرة من عمرها تطلعت لاستكمال تعليمها، غير أنها لم تجد أي مساندة من عائلتها عند اتخاذها هذا القرار، وجاء بعض من ردود كبار العائلة لنبوية صادمة ومنها: «عيب، مش أصول بنات العائلات، وسفور وقلة حياء، وقال لها عمها «البنت للغزل مش للخط».

تقدمت للالتحاق بالمدرسة السنية للبنات بالرغم من معارضة أسرتها، ذهبت نبوية سراً إلى المدرسة، متخفية في ملابس خادمة ثم تقمصت دور أم تسأل عن تعليم ابنتها فقالوا لها إنه يجب تقديم طلب موقع بختم ولي الأمر حيث سرقت ختم والدتها، كما تقول في كتابها «تاريخي بقلمي» لتقدم هي لنفسها بدلاً من ولية أمرها، وباعت سوارًا من الذهب حتى تحمل المدرسة على قبول طلبها الذي جعلته بمصروفات.

صفحات من مذكراتها

كانت نبوية موسى وكما تقول فى مذكراتها «تاريخى بقلمى» المنشورة عام 1937 تزدرى ارتداء الحلى وجمعت كل ما اشترته لها أمها فى صندوق، وعندما وصلت إلى سن الثالثة عشر قررت أن تلتحق بمدرسة السنية، وعلمت من شقيقها أنها إذا أردت دخول السنة الثالثة، وجب عليها أن تعرف مقررات السنة الثانية، فذاكرت وحدها مقررات الحساب واللغة العربية والإنجليزية، وقررت أن تخوض المغامرة، فتخفت فى ملابس خادمة وسرقت ختم والدتها وذهبت وقدمت لنفسها فى مدرسة السنية وختمت الاستمارة بالختم، وحتى يتم قبولها قدمت فى القسم بمصروفات، حيث كان أغلب طالبات السنية فى ذلك الوقت يتعلمن بالمجانى لعدم إقبال الأهالى على تعليم البنات، وبالفعل نجحت نبوية فى الامتحان، ودفعت القسط الأول من المصروفات للدراسة بالقسم الخارجى فى المدرسة وهو مبلغ 250 قرشا، حيث باعت سوارا ذهبيا تملكه بخمسة جنيهات دون علم والدتها استعدادا لدفع المصروفات.

عادت نبوية للمنزل وهى تطير من الفرح وأخبرت والدتها بأنها التحقت بمدرسة السنية، وقابلت الأم هذا الخبر بغضب كبير ولكن الابنة أخبرتها بأنها لن تعود عن قرارها وإذا صممت الأم سوف تلتحق بالقسم الداخلى فى المدرسة معتمدة على معاشها، فاستسلمت الأم لرغبة ابنتها.

وتكشف نبوية أنها ذهبت إلى المدرسة عام 1901 وكانت مرتبكة من الخجل والحياء، فهى لم تعتد على الخروج من منزلها ولم تر من الرجال سوى أخيها وعمها، وكانت تقيس حركاتها وسكناتها بدقة، حتى لا تخرج عن معنى الأدب والكمال الذى تعودته فى منزلها. 

 كانت السنة الثالثة أصعب سنوات دراستها بسبب عدم اعتيادها على نظم المدارس، ومع ذلك تفوقت على زميلاتها، وحازت إعجاب أساتذتها لقدراتها الفائقة وخاصة فى اللغة العربية والشعر والبلاغة، وكانت الأولى فى امتحان النقل إلى السنة الرابعة، رغم صعوبة الامتحانات مما تسبب فى رسوب 60٪ من الطلاب المتقدمين، وكانت نبوية الوحيدة التى نجحت من مدرسة السنية هى وطالبة أخرى وكان ذلك عام 1903، وحصلت على الشهادة الإبتدائية وكانت من العشرة الأوائل على القطر المصرى، وكان للخبر وقع وتقدير كبيران من أهل قريتها الذين تفاخروا بأن فتاة منها استطاعت أن تنجح وتحصل على الشهادة الابتدائية، وكان هذا تحولا كبيرا فى مجتمع القرية وبدأت بعض العائلات تتجه نحو تعليم بناتها. 

وفى أكتوبر عام 1903 وبينما تم تعيين ملك حفنى ناصف و فيكتوريا عوض مدرسات بالمدرسة السنية، التحقت نبوية بالسنة الأولى بقسم المعلمات بالسنية التى كان عدد طالباتها فى السنوات الثلاث 14 طالبةً.

وفى عام 1906 حصلت على دبلوم المعلمات بتفوق وكانت الأولى، وتم تعيينها مدرسة لغة عربية بمدرسة عباس الأول الأميرية.

كانت نبوية موسى تؤمن بالحرية وتعبر دائما عن رأيها بصراحة ولا تقبل الخنوع، كما كانت من أوائل المصريات اللاتى كشفن النقاب عن وجههن، حيث كانت ترى أن وجه المرأة ليس بعورة وأن الدين الإسلامى أمر المرأة أمرًا صريحًا بكشف وجهها فى ثلاثة أمور: الحج والخِطبة والشهادة، ولم يأمرها صراحةً بستره مطلقًا، وأنه لا معنى إذن لستر الوجه، وفيه مضايقة كبيرة لمن يردن هذا العمل.

تتحدث فى مذكراتها عن سفورها، قائلة: «من العجيب أنهم كانوا يسموننى حجابيةً متطرفةً، ولا أدرى لم كانت تلك التسمية وأنا سافرة الوجه، إنهم يظنون السفور مجونا وفجورا، ولم يكن ملبسى يساعدهم على أن ينسبوا إليَّ ذلك، بل كانوا يعتقدون أنى أكثر الشرقيات محافظةً على الآداب الإسلامية؛ ولهذا لم يقل أحد عنى شيئًا مع أنى كنت المصرية الوحيدة التى أسفرت»، وكانت نبوية تلتزم بارتداء الملابس السوداء المحتشمة طوال حياتها.

حكاية نصف رجل

التحقت نبوية بوظيفة معلمة بمدرسة عباس الأميرية، بمرتب ستة جنيهات، بينما كان مرتب خريجى المعلمين العليا من الرجال اثنى عشر جنيهًا، وهو ما أثار غضبها : «ساءنى أن تعاملنا الحكومة ونحن نعمل معاملة الوراثة؛ أى نصف الرجل، لا أنكر أن الوراثة قد تكون على حق؛ لأنها ليست من مجهود أحد، أما أن تعمل الفتاة ما يعمله الرجل، ثم تتناول نصف مرتبه فهذا ما لا يعقل؛ لهذا ثارت ثائرتى، لأنى أدرس كما يدرس الفتى، ولم يكن للحكومة مدارس ثانوية كثيرة، فكنا جميعًا ندرس للمدارس الابتدائية، فلماذا تميزه الوزارة عنى لا بجنيه ولا بجنيهين بل بضعف مرتبى؟!».

وتابعت: «لقد كنت أعمل جاهدةً فى أن تُساوى المرأة بالرجل فى الوظائف، وفى كل شىء، ولهذا طلبت من الوزارة أن تسوى بيننا وبين الرجال فى المرتب، فأجابتنى الوزارة بأنى وزميلاتى لم نَنَلْ شهادة البكالوريا، ولهذا لا يمكن مساواتنا بهم، وقررت وقتها أن أحصل على البكالوريا حتى لا أترك لوزارة المعارف عذرًا فى عدم مساواتى بالرجال».

 لم تكن أى فتاة فى مصر وقتها حصلت على شهادة البكالوريا ولم يكن فى مصر مدارس ثانوى للبنات، وكان إعلان نبوية موسى أنها ستتقدم لامتحان البكالوريا حدثاً جللاً فى مصر -كما تذكر فى مذكراتها-، وبالفعل ملأت استمارة دخول الامتحان وأرسلتها إلى الوزارة، فضج رجال الوزارة لهذا الحدث، وتعجبوا من أن فتاة لم تتعلم فى مدرسة ثانوية تدخل الامتحان وهى لم تستعد له، وتوقع الكثيرون أن ترسب، واعتبرت الوزارة والمعلمون والطلبة هذا حدث العام، وأصبح لا حديث للطلاب سوى أن لهم زميلة من الجنس اللطيف ستدخل الامتحان معهم، وأعدَّت الوزارة لنبوية لجنةً خاصةً فى المدرسة السنية، أما باقى الطلبة فكانوا يمتحنون فى لجان فى مبنى الوزارة بدرب الجماميز.

كانت نبوية تركب الترام بصحبة شقيقها إلى مدرسة السنية ويركب نفس الترام الطلاب الذين سيمتحنون فى درب الجماميز، ولم يكن فى الترام عربة للسيدات، فكانت تجلس مع شقيقها فى آخر عربة حتى لا تتجه أنظار الطلبة إليها، وطوال الطريق كانت تستمع إلى أحاديثهم التى انصبت على الفتاة التى قررت أن تدخل امتحان البكالوريا دون أن يعرفوا أنها هى التى معهم فى نفس العربة، وكان أخوها يستمع إلى هذه الأحاديث ويبتسم، بينما كانت نبوية تحرص على النزول قبل المدرسة السنية بمحطة، وأن تدخلها من بابها الخلفى؛ حيث كان الطلبة يتجمهرون أمام باب المدرسة لرؤية الطالبة التى قررت أن تمتحن البكالوريا.

ورغم صعوبة الامتحان وعدم التحاقها بمدرسة ثانوية إلا أنها اجتازت امتحان البكالوريا بتفوق عام 1907 وكان ترتيبها 43 من بين 200 طالب، تتذكر أن هذا النبأ كان له وقع كبير بين الطلبة وموظفى وزارة المعارف، وأثار ضجة واحتفاء واسعا فى مصر، وتقول: «نشرته الصحف بعناوين ضخمة فى صدر صفحاتها وببنط كبير: أول ناجحة من المصريات فى البكالوريا، مصرية تفوز بنيل شهادة البكالوريا، تفوق المصريات»، ولم تنجح مصرية أخرى فى امتحان البكالوريا إلا فى عام 1928.

توضح: «اهتم المصححون بهذا النبأ، ويظهر أنهم خشوا أن يظن أحد أن نبوية رجل، فأرادوا أن يضعوا على هذا الاسم عنوانًا يمنع الشبهة، فكتبوا «الست نبوية»، وتلقت مدرسة عباس وناظرتها وناظرة المدرسة السنية تلغرافات تهنئة بنجاح أول طالبة ومعلمة فى الشهادة البكالوريا.

 وبدأت نبوية منذ ذلك الوقت كتابة العديد من المقالات فى الصحف التى احتفت بأن تنشر لأول فتاة تحصل على البكالوريا، وتنوعت مقالاتها بين الموضوعات التعليمية والاجتماعية والأدبية، وركَّزت اهتمامها على قضايا التعليمِ وتربية الفتاة وحقوق المرأة، وألفت بعض الكتب، ومنها كتاب المرأة والعمل، الذى تحدثت فيه عن جميع عادات المصريات.

كما انتدبتها الجامعة الأهلية المصرية إثر افتتاحها عام 1908 مع ملك حفنى ناصف ولبيبة هاشم لإلقاء محاضرات بالجامعة تهتم بتثقيف سيدات الطبقة الراقية، وألفت كتابًا مدرسيًا بعنوان «ثمرة الحياة فى تعليم الفتاة»، قررته نظارة المعارف للمطالعة العربية فى مدارسها. 

مسيرة تعليمية رائعة

وكانت الوزارة فى ذلك الوقت تريد إحلال الآنسات محل الرجال فى وظائف التعليم بمدارس البنات، وخاضت نبوية خلال مسيرتها التعليمية والوظيفية العديد من الحروب لقوة شخصيتها ولعدم تقبل بعض زملائها الرجال تفوق امرأة عليهم، فحين تقرر أن تقوم بتدريس اللغة العربية للسنة الرابعة ثار غضب رجال دار العلوم، وساءهم أن تدرس فتاة اللغة العربية للسنة الرابعة، وهم أصحاب امتياز تلك اللغة، وعن ذلك قالت نبوية موسى فى مذكراتها: «أخذ اسمى يظهر لا بالذكرى الحميدة ولكن بالذكرى السيئة، فسمونى هادمة بيوت الرجال، وقاطعة أرزاقهم، وكانوا يتحينون الفرص للإيقاع بى»، واستعان بعض كبار رجال الدولة بنبوية للتدريس لبناتهم، كما كانت تقوم بتدريس اللغة العربية للمعلمات الإنجليزيات.

وكانت نبوية وقتها تكتب مقالات فى عدد من الصحف ومنها صحيفة «مصر الفتاة»، فذهب معلمو اللغة العربية إلى الناظرة الإنجليزية، وأطلعوها على المقالات، وادعوا أن نبوية تنتقد السياسة الإنجليزية، مما أثار الناظرة عليها وتعرضت للعديد من المضايقات.

وكان محمد باشا محمود فى ذلك الوقت أنشأ المدرسة المحمدية فى الفيوم، وعين لها ناظرةً إنجليزية، ولكنه اختلف معها فتركت المدرسة، فقرر الاستعانة بنبوية لتتولى المنصب، لتكون بذلك أول ناظرة مصرية لمدرسة ابتدائية عام 1909، وبذلت مجهودا كبيرا للتشجيع على تعليم الفتيات، وعملت على تطوير المناهج وطبقت أسلوباً صارماً ومنضبطًا للتربيةِ؛ حتى تشجع الأسر على إرسال بناتهم للتعليم، ونجحت فى نشر تعليم البنات فى الفيوم؛ فزاد الإقبال على المدرسة، وبعد فترة من العمل تعرضت لمتاعب ممن ينظرون إلى المرأة المتعلمة نظرة متدنية؛ فرشحها أحمد لطفى السيد ناظرة لمدرسة معلمات المنصورة، واقترحت نبوية أن تفتح إلى جانبها مدرسة ابتدائية، ففتحت المدرستان فى وقت واحد، وأقبل أعيان المنصورة على المدرسة الابتدائية إقبالًا مدهشًا والتحق بها بنات أعيان البلاد المجاورة، ونهضت نبوية بالمدرسة نهضة كبيرة حتى حازت المركز الأول فى امتحان كفاءة المعلمات الأولية، وكان لهذا التفوق أثر كبير، حيث أخذ الناس يقارنون بين مدرسة معلمات المنصورة التى تديرها مصرية، ومعلمات بولاق القديمة التى تديرها إنجليزية، وبدأوا يفضلون الناظرة المصرية على الإنجليزية، مما فتح بابا كان مغلقا فى الماضى، وهو تعيين ناظرات مصريات لجميع المدارس. 

مجلة ومدارس ومطبعة

استمر خصوم نبوية فى مؤامراتهم ضدها، وأقنعوا الإنجليز بأنها من الوطنيات المشتغلات بالسياسة فتم نقلها إلى القاهرة وأعيد تعيينها عام 1914 فى وزارة المعارف بوظيفة وكيلة معلمات بولاق، ثم تم ترقيتها فى 1916 ناظرة لمدرسة معلمات الورديان بالإسكندرية، وظلت فى هذه الوظيفة حتى عام 1920.

وظلت نبوية تكتب فى الصحف وتنشر مقالاتها فى جريدة الأهرام، وانتقدت نظام ومناهج التعليم فى وزارة المعارف الأمر الذى أثار غضب المستشار الإنجليزى فمنحها إجازة مفتوحة مدفوعة الأجر. 

وفى ذلك الوقت كانت نبوية قد تعرفت على كثير من سيدات الإسكندرية أثناء الحركة الوطنية وأظهرن رغبتهن فى العمل لصالح مصر، وكان ذلك عام 1919، فأشارت عليهن بأنه يمكن نفع بلادنا بطرق أخرى غير التظاهر كالسعى فى نشر التعليم بين الفتيات، فرحبن بالفكرة وأسسن جمعية ترقية الفتاة وساعدتهن الزعيمة هدى شعراوى، وأسسن عام 1920 مدرسة ابتدائية حرة للبنات فى الإسكندرية تولت إدارتها نبوية موسى وأثبتت كفاءة ونجاحا كبيرين وكان الإقبال عليها عظيما، وفى نفس العام نشرت كتابها عن المرأة والعمل دافعت فيه عن حقوق المرأة، وشاركت أيضا فى الحركة النسائية وسافرت ضمن الوفد النسائى المصرى إلى مؤتمر المرأة العالمى المنعقد فى روما عام 1923، وأثار ذلك خصومها فتم نقلها إلى القاهرة بوظيفة كبيرة مفتشات.

وفى سنة 1926 شنت «نبوية موسى» هجوما على وزارة المعارف وعلى الوزير مطالبة بتعديل برامج الوزارة، وقصر عمليات التفتيش فى مدارس البنات على النساء فقط دون الرجال وكتبت مقالاً تحت عنوان : «نظام تعليم البنات فى إنجلترا ومصر»، ولم تستجب لمطالب نبوية، وصدر قرار بإيقافها وفصلها من عملها بالمدارس الحكومية، لكن القضاء أنصفها وأعاد لها اعتبارها، وقرر أن تدفع لها وزارة المعارف مبلغ خمسة آلاف وخمسمائة جنيه تعويضًا لها عن قرار الفصل. 

 وكانت نبوية طوال حياتها ومنذ كانت طالبةً تحلم بأن تفتح مدرسة، لذلك قررت بعد إنهاء خدمتها بوزارة المعارف عام 1926 إنشاء مدرسة خاصة فأنشأت مدارس بنات الأشراف بالإسكندرية، وأنفقت مبلغ التعويض الذى حصلت عليه من الوزارة على تطويرها فأصبحت من أفضل المدارس، وافتتحت لها فروعا بالقاهرة.

وفى عام 1937 أنشأت نبوية موسى مطبعة وأصدرت مجلة «الفتاة» النسائية وكانت تكتب فيها بعض ذكرياتها فأقبل الناس عليها، ثم دونت ما كانت تكتبه فى كتاب نشرت فيه مذكراتها تحت عنوان: «حياتى بقلمى»، وشاركت فى العديد من المؤتمرات وكان لها العديد من الاسهامات فى تعديل المناهج وأساليب التعليم، وقامت بتأليف عدد من الكتب منها : « المرأة والعمل، المطالعة العربية، ديوان شعر، ورواية تاريخية بعنوان «توب حتب»، وأوقفت مبنى مدرسة بنات الأشراف فى الإسكندرية وقفا خيريا لوزارة المعارف سنة 1946.

عزوفها عن الزواج

لم تتزوج نبوية موسى طوال حياتها رغم أنها تقدم لها العديد من «العرسان» ، خاصة بعد حصولها على البكالوريا وتوليها منصب الناظرة، حيث تلقت عروض زواج من معجبين بمقالاتها ومنهم مأمور فى السودان، ومهندس، ولكنها كانت تنفر من الزواج بسبب النظرة السائدة للمرأة والزوجة خلال هذه الفترة، وعاشت لرسالة التعليم والنهوض بالمرأة حتى تُوفِّيتْ عامَ 1951م بعدَ حياةٍ حافِلةٍ بالعَطاء.

متعلق مقالات

فيها حاجة حلوة
فن و ثقافة

فيها حاجة حلوة

8 مايو، 2025
إسبانيا تستعرض إبداعاتها البصرية في مهرجان القاهرة للصورة
فن و ثقافة

إسبانيا تستعرض إبداعاتها البصرية في مهرجان القاهرة للصورة

7 مايو، 2025
رئيس نادى البنك الأهلى يتحدى: نقترب بقوة من المربع الذهبى.. ومتمسكون بطارق مصطفى
فن و ثقافة

«عائشة لا تستطيع الطيران» يمثل مصر فى «كان»

7 مايو، 2025
المقالة التالية
فيها حاجة حلوة

فيها حاجة حلوة

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة

  • برج الثور الرجل

    كل ما عليك معرفته عن برج الثور الرجل

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
  • احتفال كبير بحضور الوزراء والقضاة بعقد قران نجل المستشار على سلطان مساعد وزير العدل

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
  • اعرف موعد امتحانك.. نشر الجدول الكامل لاختبارات نهاية العام في القاهرة 2025

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
  • «رسالة ماجستير» بالمنصورة تبحث أثر الرحلات الافتراضية في تطوير مهارات الطلاب

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
لوجو جريدة الجمهورية
صحيفة قومية أنشأتها ثورة 23 يوليو عام 1952, صدر العدد الأول منها في 7 ديسمبر 1953م, وكان الرئيس الراحل محمد أنور السادات هو أول مدير عام لها, ثم تعاقب على رئاسة تحريرها العديد من الصحفيين ويتولي هذا المنصب حالياً الكاتب الصحفي أحمد أيوب.

تصنيفات

  • أجراس الأحد
  • أخبار مصر
  • أهـلًا رمضـان
  • أهم الأخبار
  • إقتصاد و بنوك
  • الجمهورية أوتو
  • الجمهورية معاك
  • الدين للحياة
  • العـدد الورقـي
  • برلمان و أحزاب
  • تكنولوجيا
  • حلـوة يا بلـدى
  • حوادث و قضايا
  • رياضة
  • سـت الستـات
  • شهر الفرحة
  • عاجل
  • عالم واحد
  • عالمية
  • عرب و عالم
  • عقارات
  • فن و ثقافة
  • متابعات
  • مجتمـع «الجمهورية»
  • محافظات
  • محلية
  • مدارس و جامعات
  • مع الجماهير
  • مقال رئيس التحرير
  • مقالات
  • ملفات
  • منوعات
  • سياسة الخصوصية
  • إتصل بنا
  • من نحن

جميع حقوق النشر محفوظة لـ دار التحرير للطبع والنشر - 2024 ©

لا توجد نتائج
كل النتائج
  • الرئيسية
  • أخبار مصر
  • ملفات
  • مدارس و جامعات
  • محافظات
  • رياضة
  • برلمان و أحزاب
  • فن و ثقافة
  • حوادث و قضايا
  • المزيد
    • تكنولوجيا
    • عرب و عالم
    • إقتصاد و بنوك
    • الجمهورية معاك
    • منوعات
    • متابعات
    • أجراس الأحد
    • عالم واحد
    • مع الجماهير
    • العـدد الورقـي
    • مقال رئيس التحرير
إتصل بنا

جميع حقوق النشر محفوظة لـ دار التحرير للطبع والنشر - 2024 ©