يبقى البعض فى الذاكرة ويرحل البعض فى طى النسيان.. يؤثر فينا البعض بدرجات متفاوتة حسب درجة استيعابنا لما يقول هذا او ذاك ماذا تقول.. الكثير عرف من النساء سهير القلماوى وآمال فهمى وأبلة فضيلة والكثير عرف من الرجال وقرأ لنجيب محفوظ وشكسبير وصلاح عبدالصبور وغيرهم وتأثر كل منا حسب درجة وقدرة استيعابه.
حقيقة الامر ان اكثر الامور صعوبة فى القياس هى مدى تأثير الافكار والاعمال فى حياة الفرد وذلك لكثرة ما يمر بحياة كل فرد من افكار وعوامل متداخلة يصعب معها القياس فى مدى تأثير كل عامل على حدة بمعزل عن العوامل الاخرى فى حياتنا ولذلك تظل تلك المؤثرات فى صراع دائم داخل كل فرد فينا.
لقد كانت درية شفيق واحدة من نساء مصر اللاتى لهن تاريخ عريق فى العمل والنضال لاجل الحصول على حقوق المرأة.. وفى السطور التالية التفاصيل:
كانت درية شفيق ناشطة حسب التعريف القاموسى للكلمة.. فقد خرجت خارج حدود المنطقة الذاتية حتى تساعد المجتمع.
تقول درية شفيق «المرأة هى الوحيدة القادرة ان تحصل على حريتها بنفسها وتقول ايضا «لقد قررت أن أحارب حتى آخر قطرة دم حتى أفك أغلال المرأة فى بلدي.. فهى قامت بعمل اشياء للمرأة المصرية منها فصول لمحو الامية ومحاولة الحصول على حق التصويت والترشح للبرلمان عند عودتها من باريس عام 1940 وحصولها على الدكتوراة فى الفلسفة رفضت الجامعة المصرية تعيينها دون ذكر أى اسباب لهذا القرار.
فقامت درية شفيق التى لا تكل ولا تمل بعمل حركة شبات النيل.. فكما يقول الشاعر فؤاد حداد «العمل أجره وثوابه فيه» هكذا كانت درية شفيق فهى لم تتوقف عند تعنت الجامعة وعدم تعيينها فى منصب تستحقه بجداره.
وفى عام 1951 دعت حوالى 1500 امرأة لاجتماع بالجامعة الامريكية وقادتهن للبرلمان مطالبات بحق التصويت وحق الترشح واصلاح قوانين الزواج والطلاق وأخيرا درية شفيق مناضلة سياسية جريئة وشجاعة.. طلقة اللسان وخطيبة بارعة يمكنها أن تجمع مئات النساء حولها فى سرعة فائقة وكان لها دور بارز فى الحركة النسائية فى مصر.
كما قامت درية شفيق باعداد فرقة من النساء المصريات للمقاومة ضد الجيش البريطانى فى قناة السويس تضمنت الاستعداد للقتال وتدريب ممرضات للميدان.. وحوكمت لقيادتها مظاهرة نسائية حيث قمن بمحاصرة بنك باركليز البريطانى فى يناير سنة 1951 ودعون لمقاطعته اطلقوا عليها زعيمة «المارون جلاسيه» نظرا لتجمعها مع سيدات المجتمع الراقي.
درية شفيق هى «بنت النيل الثائرة، الشاعرة المصرية، مناضلة سياسية، أول من طالبت بالحقوق السياسية للمرأة فى مصر، واحدة ممن جمعن بين الجمال والذكاء والمعرفة بالعلوم واللغات.
ولدت فى 14 ديسمبر عام 1908م بمدينة طنطا لعائلة متوسطة الدخل، فوالدها المهندس أحمد شفيق بالسكة الحديد، ووالدتها رتيبة ناصف، وهى الطفلة الثالثة بين 6 أخوات، التحقت بمدرسة «نوتودام دى ابوتر»، وفى عام 1915م أتمت دراستها الابتدائية والثانوية، وتوفيت والدتها عام 1920م، فذهبت مع والدها الى الاسكندرية، والتحقت بمدرسة «الليسيه» الفرنسية، وحصلت على شهادة البكالوريا عام 1923م، واشتركت فى مسابقة ملكة جمال مصر.
حصلت على الميدالية الفضية فى عام 1924 لفوزها بالمركز الثانى فى امتحان التوجيهية على مستوى البلد، وبمساعدة هدى شعراوى حصلت على منحة من وزارة المعارف عام 1928م لاستكمال دراستها فى باريس، درست الفلسفة، وحصلت على البكالوريوس فى عام 1933م، وعادت الى الاسكندرية، ثم سافرت لباريس فى عام 1936م لدراسة الدكتوراه من جامعة السوربون، وحصلت عليها فى عام 1940م، وكان موضوع الرسالة المرأة فى الاسلام وعٌينت مفتشة للغة الفرنسية بوزارة الأوقاف.
ترأست تحرير مجلة «المرأة» فى عام 1945م، ثم أصدرت عدة دوريات أدبية منها «المرأة الجديدة» و»مجلة بنت النيل»، وهى أول مجلة للمرأة باللغة العربية فى مصر، وأصدرت للأطفال مجلة «الكتكوت».
شكلت حركة اتحاد بنت النيل عام 1948م المنادية بتحرير المرأة، ثم أسست جمعية لمحاربة الأمية والجهل المتفشى بين السيدات فى مصر آنذاك، وفتحت مدرسة لمحو الأمية فى حى بولاق فى القاهرة، ويعتبر اتحاد بنت النيل اول من طالب بحقوق المرأة.
بدأت فى بداية الخمسينات تحويل «اتحاد بنت النيل» من حركة بلا هدف سوى تحرير المرأة الى حركة تربط المرأة بالكفاح السياسى ليكون حزب «اتحاد بنت النيل» أول حزب نسائى سياسى فى مصر، وتزعمت مظاهرة ضمت 1500 سيدة، واقتحمت بهن البرلمان للمطالبة بحقوق المرأة، والتى كانت بمثابة نقطة تحول فى تاريخ الست المصرية.
أسست عام 1951م فرقه شبه عسكرية تضم مجموعة من السيدات لمقاومة الاحتلال الانجليزى فى قناة السويس، ونظمت مظاهرة حاصرت بها بنك «باركليز» الانجليزى بالقاهرة، وطالبت بمقاطعته واحتجت على عدم مشاركة المرأة فى لجنة الدستورعام 1954م، وأضربت عن الطعام هى وزميلات لها لمدة عشرة أيام، وألقت المحاضرات فى أوروبا والولايات المتحدة والشرقين الأقصى والأوسط عن كفاح المرأة وحريتها والمساواة السياسية لها، كما اضربت عن الطعام أمام السفارة الهندية.
ساعدت المرأة المصرية على أن يكون لها حق الانتخاب والترشح عن طريق تعديل مواد الدستور المصري، واصلاح قانون الأحوال الشخصية، وألفت دواوين شعر وترجمت القرآن الكريم الى اللغتين الانجليزية والفرنسية، ودراسة عن تاريخ المرأة المصرية، وكان لها شعار فى الحياة «لن يُعطى أحد الحرية للمرأة الا المرأة نفسها».
احتجت «درية» عقب اصدار الدستور المصرى فى 1954، بسبب عدم مشاركة أى سيدة فى اللجنة، التى شكلت الدستور، فقامت مع مجموعة من السيدات بالاضراب عن الطعام لعشرة أيام متوالية، ليبعث الرئيس «محمد نجيب» رسالة سلمها لها محافظ القاهرة، يطمئنها بأن حق المرأة السياسى سيكفل فى الدستور الجديد ما حدث باعطاء المرأة المصرية لاول مرة حقها فى الترشح والمشاركة فى الانتخابات العامة.
استعرضت صحيفة نيويورك تايمز سيرة «درية شفيق» احدى رواد حركة تحرير المرأة فى مصر فى الخمسينيات من القرن الماضى وقالت الصحيفة الأمريكية، فى بروفايل عن شفيق على موقعها الالكتروني، ان ما فعلته شفيق فى 19 فبراير 1951، كان له التأثير الأكبر فى التاريخ المصري، موضحة أنها جمعت نحو 1500 امرأة فى قاعة محاضرات بالجامعة الأمريكية فى القاهرة فى حشد وصفته «بالمؤتمر النسائي». لكن هذا لم يكن أكثر من مناورة لخداع الشرطة، اذ كان لدى شفيق خطط أخري.
وأعلنت شفيق، خلال اللقاء وقتها قائلة: «لقاؤنا اليوم ليس مؤتمرا لكنه برلمان. برلمان حقيقى من النساء». وفى أعقاب ذلك قادت جيشها من النساء لاقتحام البوابات الرخامية ونحو البرلمان المصرى الذى يسيطر عليه الرجال واصفة اياه بـ»برلمان النصف الآخر من الأمة». ووقفت قائلة فى تحدى لرئيس البرلمان: «نحن هنا بموجب قوة حقنا».
وتسببت مظاهرتها فى غلق البرلمان لأكثر من 4 ساعات حتى تعهد رئيس مجلس النواب بتلبية مطالبهن الرئيسية فى حق المرأة فى التصويت والترشح للبرلمان، بينما لم يلتفت لمطالب أخرى مثل المساواة فى الأجور واصلاح قوانين الزواج والطلاق.
حزب بنت النيل
وبسبب جمالها ودخولها فى صراعات مختلفة أطلق على درية شفيق لقب «كليوباترا الجديدة» ، فهى جميلة مثل كليوباترا وخاضت غمار الصراعات مثل كليوباترا. لم تعمل مدرسة بكلية الآداب وتم تعيينها مفتشة للغة الفرنسية بوزارة المعارف. وفى الاتحاد النسائى الذى شكلته «هدى شعراوي» شعرت بالمؤامرات النسائية – على حد تعبيرها – تحاول أن تبعدها عن «هدى شعراوي» وبعناد شديد وعزيمة قوية اتجهت الى تأسيس اتحاد نسائى وحزب سياسى ودخلت غمار الصحافة. وكانت طموحاتها قد ظهرت فى ثورة 1919م فأسست «بنت النيل» اتحادا نسائيا ومجلة بالعريبة اشترك فيها «الدكتور ابراهيم عبده ولطفى الخولي» وكانا دائما فى صراع وخلاف.
تقول الباحثة « ثنينشيا نلسون» المحاضرة فى جامعة «كليفورنيا» .. لما عاد «الوفد» الى السلطة بقيادة «مصطفى النحاس» فى يناير 1950 بدت الظروف فى المجتمع المصرى مواتية لظهور نشاط سياسى حاسم ، فقد رفع قانــون الطـوارئ وأتيحت الحرية للأحزاب المعارضة. واستأنفت الحركات الوطنية والمناهضة للاستعمار نشاطها ، وبدأت الجامعات تنبض بالنشاط السياسي.. أعلنت درية شفيق عن برنامج طموح للاصلاح الاجتماعى ، وبدأت «درية» وزميلاتها بعدد من الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية لخدمة النساء العاملات والمحتاجات فى القاهرة.. افتتح اتحاد بنات النيل كافيتيريا تقدم وجبات ساخنة مدعومة لنساء الطبقة العاملة ، وأنشأت مكتبا لتشغيل طلبة الجامعات ، ونادى بنت النيل لحفلات ثقافية للشباب وندوات لرفع الوعى السياسى لدى المرأة والعمل على محو الأمية بين البائعات. ودعت لمحو الأمية فى حى بولاق الشعبى وفتح لها «الدكتورطه حسين» وزير المعارف أبواب المدرسة الحكومية الابتدائية فى بولاق بعد الظهر. وفى ظل حكومة الوفد بدأ اسم «درية شفيق» ينتشر فى مصر والشرق الأوسط وان كان اسمها ظل مجهولا بين الفلاحين الفقراء.
الاضراب والعزلة
فى فبراير 1957 بدأت الاضراب عن الطعام فى السفارة الهندية بالقاهرة ووقف إلى جانبها الرئيس الهندى نهرو وظل على اتصال بجمال عبدالناصر والسفارة الهندية وأبلغ «نهرو» سفيره فى القاهرة أنه يعتبر «درية شفيق» ضيفة على السفارة واذا ما رغبت فى الانتقال الى المستشفى أو الى أى مكان آخر فى سيارة تابعة لسفارة الهند وفى رعاية السفير.
هكذا كان موقف «نهرو» والقصة الكاملة أنه فى عصر يوم الأربعاء 6 فبراير عام 1957دخلت درية شفيق» السفارة الهندية على بعد خطوات من مسكنها بالزمالك .. وأرسلت بيانا لـ «جمال عبد الناصر» جاء فيه… «نظرا للظروف العصيبة التى تمر بها مصر قررت بحزم أن أضرب عن الطعام حتى الموت .. وأنا كمصرية وكعربية أطالب السلطات الدولية باجبار القوات الاسرائيلية على الانسحاب فورا من الأراضى المصرية .. وأطالب السلطات المصرية باعادة الحرية الكاملة لمصريين رجالا ونساء واخترت السفارة الهندية لأن الهند بلد محايد ولن أتهم بأننى فضلت معسكرا ما» وقد أفردت الصحافة الأجنبية مساحات واسعة.
اضراب «درية»
وخرجت «لندن تايمز» بعنوان «المدافعة المصرية عن حقوق المرأة تضرب عن الطعام فى السفارة الهندية». أما الصحيفة الألمانية «دى فيلت» خرجت بعنوان «امرأة من وادى النيل ترفع راية المقاومة.
قالت «أمينة السعيد فى ذلك «: دخلت درية شفيق المستشفى فجأة ودون انذار مسبق ، وأعلنت عزمها الاضراب عن الطعام .. ولحظة وصولها ، كان بهو السفارة يعج بالصحفيين الأجانب الذين اتصلت بهم قبل وصولها». وقال السفير الهندي: «جاءت الى السفارة وكانت تحمل فى يدها مصحفا كبيرا». وبناء على نصيحة زوجها « نور الدين رجائي» والتماسات ابنتيها «عزيزة وجيهان» واطمئنانها الى تدخل «نهرو» نقلوها الى مستشفى عبد الوهاب مورو فى سيارة تابعة للسفارة الهندية واستمرت فى الاضراب لمدة 11 يوما. وفى 17 فبراير حملوها الى بيتها وتحت ضغط الأسرة أنهت اضرابها. وقيدوا خطواتها واختفت درية من الذاكرة العامة.
اصدارات الترجمة والعمل الأدبي
أصدرت عدة كتب .. «المرأة الجديدة فى مصر بالفرنسية – والمرأة المصرية من الفراعنة الى اليوم – ورحلتى حول العالم» وكتبت الشعر بالفرنسية الذى صدر فى عدة دواوين فى باريس. ولجأت الى أسلوب الاضراب عن الطعام. وطالبت بالمساواة السياسية الكاملة بين الرجل والمرأة. ودعيت لالقاء المحاضرات فى مصر وأمريكا. كما أصدرت مجلة «الكتكوت» للأطفال عام 1964. وفى 12 مارس 1954 أعلنت نقابة الصحفيين ومعها 8 عضوات من اتحاد بنت النيل الاضراب عن الطعام احتجاجا على الاستبعاد من عضوية اللجنة الدستورية. وعام 1945م أصدرت «مجلة المرأة الجديدة» بالفرنسية بتمويل من «الأميرة شويكار» ، وكانت هناك منافسة مكشوفة بين «شويكار وهدى شعراوي» فشن الاتحاد النسائى هجوما على «درية» بتوجيه من هدى شعراوى وهاجمتها الناقدة «انجى أفلاطون» لعلاقتها بالملكة نازلي. وتوفيت «هدى شعراوي» عام 1947م فكثفت «درية» نشاطها النسائى الصحفى لتحتل مكانها. وضمت الى صفها «سميحة ماهر» ابنة أحمد ماهر و»صفية شكري» أخت «ابراهيم شكري» والمحامية مفيدة عبد الرحمن. و»زينب لبيب» أول امرأة عينت فى وزارة الخارجية. وكان»لطفى الخولي» يدافع عن توجهاتها ودورها وتحولها الى القضايا الاجتماعية ، وعملها لصالح العاملات المصريات. واستمر يعمل فى «مجلة بنت النيل» من أواخر الأربعينات الى أوئل الخمسينات.
كتبت درية شفيق بالفرنسية ما يشبه قصيدة النثر «صلاة شكر أو عبرات ايزيس» ما ترجمته الى العربية «ألهج بالحمد لله أننى ولدت.. فى أرض الأسرار.. فى ظلال النخيل..لأننى عشت فى أحضان الرمال .. حارسة الأسرار.. لأننى شاهدت سطوع قرص الشمس ولأننى شربت من ماء النيل.. ذلك النهر المقدس»، تحولت أجهزة الدولة منذ عام 1957 تحاصر «ايزيس» ذات الحواجب على شكل رقم «88» كما كانت ترسمها الصحف اتحاد بنت النيل وكل المجلات التابعة لها وكذلك دار النشر. وصدر ضدها بيانات ليست عليها توقيعات وانما عليها أسماء لا يعرف أحد اذا كان أصحاب هذه الأسماء يوافقون على ما جاء فى هذه البيانات التى تهاجم درية شفيق» أم أنهم لا يعرفون شيئا لقد نجحت مجلة بنت النيل» وعرضت «دار الهلال» أن تشترى المجلة لكن درية شفيق» رفضت العرض. ولم تعمل درية شفيق فى السياسة من خلال اتحاد بنت النيل.. لكنها طالبت بالمساواة فى الحقوق السياسية» ، ومع ذلك لا فائدة فقد صدرت التعليمات باغلاق «اتحاد بنت النيل». كانت معروفة فى فرنسا عن طريق أسفارها التى تنشرها لها لانشار الفرنسى «بيير سيجير» ، أما فى مصر فقد حوصرت وأخفوا كل نشاط لها فلجات الى دموعها كامرأة تحت اسم «عبرات ايزيس» جدتها الفرعونية القديمة.
تزوجت درية شفيق مرتين الأولى من الصحفى أحمد العبادى عام 1935 وانفصلا بعد ذلك ثم تزوجت من نور الدين رجائى عام 1937، كان زوجها د. نورالدين رجائى معروفا بتعاطفه مع الوفد، وتصدعت العلاقة الزوجية بين درية والدكتور نور الدين. وفى 21 أكتوبر عام 1968 دخلا محكمة عابدين للأحوال الشخصية. وتم الطلاق وانتهى الزواج. والتقيا فى عرس ابنتيهما «عزيزة وجيهان». ومنذ عام 1969 عانت «درية» من وحدة حقيقية.. البنتان تزوجتا وتركتا البيت. والزوج ترك البيت بعد الطلاق. وأخذت «درية» تشغل وقتها بالترجمة لقاء المكافآت. وأخذت تنجز بعض الكتب وتجمع أشعارها فى دواوين، فكان جيرانها يرونها تخرج لتمشى على ضفاف النيل ثم تعود. وبعد أن رفعت قيود السفر الى الخارج سافرت فى يونيو عام 1971 الى كاليفورنيا لتحضر مولد حفيدها الأول «شريف» من ابنتها «عزيزة». وفى عام 1975 سافرت ابنتها الثانية الى انجلترا .. وعانت «درية» عزلة حقيقية انتهت بوفاتها فى نفس العام.