اهتمام القيادة السياسية بقطاع الصناعة، كان جلياً وواضحاً فى التشكيل الوزارى الأخير باستحداث منصب نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، وتكليف المهندس كامل الوزير بمسئولية هذا القطاع بصفته وزير النقل والصناعة.. وقتها تأكدت أننا سوف نشهد قريباً تطويراً وتحديثاً بقطاع الصناعة واهتماماً بصناعتنا الوطنية، التى كانت ذات يوم ملء السمع والبصر.. وقد كان، حيث شهد الأسبوع الماضى حدثاً يمثل نقلة كبيرة فى هذا القطاع، وهو عودة شركة «النصر» لصناعة السيارات إلى العمل والإنتاج، بعد توقف دام خمسة عشر عاماً وهى شركة ذات تاريخ عريق فى مجال صناعة السيارات تأسست عام 1960 وقامت بتصنيع سيارات النقل والأتوبيسات والجرارات والسيارات الملاكى ومازالت سياراتها تجوب شوارع المحروسة، وعودة هذه الشركة العريقة إلى العمل مجدداً يأتى فى إطار خطة الدولة المصرية لتوطين صناعة السيارات بما فيها السيارات الكهربائية.
الأسبوع الماضى أعلنت «النصر للسيارات» فى احتفال شهده د.مصطفى مدبولى رئيس الوزراء تسليم باكورة إنتاجها من الأتوبيسات محلية الصنع بنسبة مكون محلى تصل إلى 50٪.. وأعلن خالد شديد الرئيس التنفيذى للشركة عن طرح أول سيارة ملاكى من إنتاج الشركة فى مايو المقبل.. كما قال محمد شيمى وزير قطاع الأعمال العام إنه تم بالفعل توقيع عقد لتصنيع سيارة ملاكى تعمل بالكهرباء وأخرى تعمل بالبنزين وسيكون المنتج على أعلى مستوى من الجودة.
إن عودة «النصر للسيارات» للإنتاج، لها العديد من المكاسب التى ستعود بالنفع على الدولة وعلى المواطن أيضا.. حيث سنقلل من فاتورة استيراد السيارات التى تبلغ عشرة مليارات دولار سنويا، كما ستسهم فى زيادة الصادرات وفى نفس الوقت توفير سيارة بسعر اقتصادى للمواطن وسوف يعيد التوازن لسوق السيارات الذى أصابه جنون ارتفاع الأسعار، لدرجة أن السيارة العادية ثمنها مليون جنيه وأكثر وأصبحنا نسمع عن أسعار فلكية.. وبالتأكيد مع إنتاج سيارة مصرية، سيشهد سوق السيارات انخفاضاً فى أسعار السيارات الأخري.
إن اهتمام الدولة بقطاع الصناعة لا يقتصر فقط على عودة «النصر للسيارات» إلى العمل رغم أهمية هذا الحدث، وإنما هو دلالة على أن الدولة حريصة على إحياء الصناعة الوطنية من جديد.. حيث لم تمر 48 ساعة على هذا الحدث حتى تم الإعلان عن عودة شركة «النصر للمسبوكات» إلى العمل، بعد توقف دام عامين وحل كل مشاكلها وديونها وهى شركة كانت منتجاتها تغطى السوق المحلية وتصدر إلى 20 دولة، وخلال الأسابيع المقبلة سيتم الإعلان عن افتتاح أكبر مصنع للغزل والنسيج فى الشرق الأوسط لتعود من جديد قلعة من قلاع صناعتنا الوطنية التى كانت منتجاتها حاضرة فى أسواق العالم ونفخر بها إذا تجولنا فى أسواق لندن.