أبحرت سفينة مساعدات إسبانية من ميناء لارنكا فى قبرص باتجاه قطاع غزة أمس فى تجربة أولى لممر بحرى جديد لإيصال المواد الإغاثية إلى سكان القطاع الذين يواجهون الحرب والتجويع، وسط تشكيك منظمات إنسانية بجدوى هذا المسار تزامنا مع تقييد المساعدات عبر الطرق البرية.
وقالت لورا لانوزا، المتحدثة باسم منظمة «أوبن آرمز» (الأذرع المفتوحة)، إن سفينة المنظمة التى تحمل على متنها 200 طن من المساعدات الغذائية انطلقت قرابة الساعة 6:50 بتوقيت جرينتش صباح الثلاثاء.
وكانت المتحدثة قد أشارت سابقا إلى أن جهات إسرائيلية قامت بتفتيش شحنة السفينة يوم السبت الماضي. وكان من المقرر أن تنطلق السفينة يوم الأحد لتدشين هذا الممر البحرى الذى ستديره الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لكنها تأخرت.
وتتولى منظمة «وورلد سنترال كيتشن» الخيرية، ومقرها الولايات المتحدة، تنظيم المهمة التى تتحمل الإمارات الجزء الأكبر من تمويلها، فى حين تقوم مؤسسة «برواكتيفا أوبن آرمز» الخيرية الإسبانية بمهام تزويد السفينة.
وفى ظل عدم وجود بنية تحتية لميناء فى غزة، قالت «وورلد سنترال كيتشن» إنها ستقوم بإنشاء رصيف ترسو عليه السفينة بمواد من المبانى المدمرة والأنقاض. وأشارت المنظمة إلى أنها جمعت 500 طن أخرى من المساعدات فى قبرص لإرسالها فى دفعة تالية.
من جانبها، صرحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأن الاتحاد الأوروبى سيكون له فريق تنسيق بقبرص، وسيقوم بتمويل وتوجيه تدفق البضائع إلى غزة. وقالت فون دير لاين إن الوضع فى غزة وصل إلى «نقطة اللاعودة، ويجب استخدام كل الطرق للوصول إلى المحتاجين».
وفى هذا السياق، قال كاظم أبو خلف الناطق باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن المعابر البرية هى السبيل لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة. وأضاف أن الوضع مأساوى ومؤلم فى قطاع غزة وأن «طريق دخول المساعدات واضح لكن لا توجد إرادة دولية لإدخالها برا».
على صعيد الأوضاع الميدانية، واصلت الطائرات الإسرائيلية قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة فى اليوم 158 من الحرب مخلفة العشرات من الشهداء ومئات الجرحي.
وارتكب الاحتلال الاسرائيلى سبعة مجازر راح ضحيتها ٦٧ شهيداً و 106 اصابات لترتفع حصيلة العدوان الاسرائيلى الى 31112 شهيدا و72760 اصابة.
وشنت طائرات الاحتلال سلسلة غارات جوية على مخيمات المنطقة الوسطي. واستشهد مواطن واصيب عشرة فى استهداف الاحتلال منزلاً لعائلة ابو سنجر فى منطقة الجعفراوى فى مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
ودمر جيش الاحتلال مربعا سكنيا فى مخيم المغازى بعد إخلائه من السكان. وقصفت المدفعية عدة أهداف فى المنطقة الوسطى من القطاع. وفى رفح قصف جيش الاحتلال منزلين الاول فى الحى السعودى ويعود لعائلة صالح ما ادى لثلاث اصابات والثانى لعائلة ابو طه دون وقوع اصابات.
وفى خان يونس قصفت مدفعية الاحتلال المناطق الشرقية لمنطقة عبسان الكبيرة وخزاعة شرق المدينة. واستشهد خمسة مواطنين فى غارات متفرقة بينهم مواطنان فى بلدة القرارة نقلا إلى مشفى شهداء الأقصى فى دير البلح وثلاثة شهداء نقلوا إلى المشفى الأوروبى بخان يونس.
كما أفادت وسائل إعلام فلسطينية بارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلى على منطقة دوار الكويت جنوب مدينة غزة، حيث كان العشرات ينتظرون وصول المساعدات إلى 9 قتلى وأكثر من 20 إصابة.
واستهدفت القوات الإسرائيلية حشدا من الفلسطينيين تجمع قرب دوار الكويت بمدينة غزة، شمال القطاع، فى انتظار المساعدات الإنسانية، فى حادثة باتت تتكرر.
من جانبها، كشفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أن تقريراً استخبارياً صادراً عن مكتب التحقيق الفيدرالى الأمريكى اف بى اى أكد أن حركة حماس مستمرة وأن الحرب على غزة لن تنتهى فى المستقبل القريب.
وسلطت الصحيفة الضوء على الجزء المتعلق برصد المخاطر المحدقة بإسرائيل فى تقرير «تقييم المخاطر» السنوى الصادر عن مجتمع الاستخبارات الأمريكي.
وأفادت الصحيفة بأن التقرير وضع تقديرات بشأن مستقبل حكومة بنيامين نتنياهو فى ظل الحرب، التى رأى أنها ستستمر لسنوات طويلة، ولا تُرى نهايتها فى المستقبل القريب.
وقدّر الجزء الخاص بإسرائيل، والذى أعده خبراء أمريكيون من مكتب التحقيقات الفيدرالى ضمن التقرير الشامل لمجتمع الاستخبارات الأميركى السنوي، أن «الحرب فى قطاع غزة أبعد من أن تنتهى فى المستقبل القريب». ورأى معدو التقرير أن إسرائيل سوف تبقى عرضة لعمليات من جانب حركة حماس، خلال السنوات المقبلة، وأن تلك العمليات تحمل مخاطر وانعكاسات ستهدد سلامة حكومة نتنياهو.
على صعيد متصل، قال مسؤولون أمريكيون إن الرئيس جو بايدن يفكر فى وضع شروط على المساعدات العسكرية المقدمة لإسرائيل، فى حال مضت قدما لشن هجوم برى على مدينة رفح جنوبى قطاع غزة. وأوضح المسؤولون المطلعون على خطط إدارة بايدن لصحيفة «بوليتيكو» الأمريكية، أن الرئيس الأمريكى «قد يفعل ذلك إذا شنت إسرائيل عملية جديدة تزيد من تعرض المدنيين الفلسطينيين للخطر».
وقال أحد المسئولين، فضل عدم الكشف عن هويته: «إنه شيء فكر فيه بالتأكيد».
وفى بيان لـ»بوليتيكو»، قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومى أدريان واتسون إنها «لن تعلق على تكهنات مصادر مجهولة، ولن تضيف إلى ما قاله الرئيس فى نهاية الأسبوع». لكن عند سؤالها عن استعداد بايدن لربط المساعدات العسكرية بإجراءات إسرائيل، قالت نائبة السكرتير الصحفى للبيت الأبيض أوليفيا دالتون: «نعتقد أن هناك أساليب أخرى اتخذناها ونتخذها أكثر فعالية».