بمداد الصدق والحب والاحترام أكتب إليكِ هذه الرسالة المجردة من خلال مقالى هذا، وأتمنى أن تقرأينها بقلب مفتوح، وقبل أن أكتب رسالتى لا أدرى حقا هل من اللائق بروتوكوليا أن يخاطب صحفى وإعلامى مثلى سفيرة دولة أجنبية بشكل مباشر؟ لكن يقينى أن مساحة الحرية فى بلدى تسمح لى بقول ما كل ما أريد قوله وكتابة كل ما يمليه عليَّ ضميرى المهني، عزيزتى هيرو مصطفى أعلم أنكِ من أصول كردية ولحُسن الطالع فأنا شخصيا أحب الكرد وثقافاتهم وتاريخهم ولى معهم الكثير من الذكريات الطيبة، وأعلم انك سفيرة لأكبر وأهم دولة فى العالم وهى الولايات المتحدة الأمريكية، ولحسن الحظ أننى أحب أيضا أمريكا الدولة والشعب والفكرة ومجموعة القيم وقصص الصعود العظمى وكذلك العديد من المواقف التاريخية المعتبرة، كذلك ما سمعته عن شخصكم الكريم من وعى وإدراك تامين بكل ما يحيط بمصر والإقليم والعالم من تحديات، فى ضوء ما سبق أتساءل لماذا تسمحون لبعض الإرهابيين بالتواجد على أرض الولايات المتحدة الأمريكية، يا سيدتى هؤلاء الإرهابيون ارتكبوا فى بلادى جرائم إرهابية موثقة وعليهم أحكام قضائية غير مسيسة، هؤلاء ذهبوا إلى بلادكم تحت مزاعم حقوقية مزيفة وفقا لتقارير إعلامية مصطنعة، بيد أن الحادث الإرهابى الأخير والذى وقع فى ولاية كلورادو يعكس ما أردت شرحه فى رسالتى هذه، فالشاب الذى قام بعملية الحرق مصرى هارب وسبق له أن طالب بلجوء سياسى إلى بلادكم وهو أحد أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين وقد شارك فى كل الفعاليات المسلحة التى نظمها الإخوان ضد جموع الشعب المصرى فى الفترة من 2011 وحتى 2014، لقد حذرناكم كما حذرنا أصدقاءنا الأوروبيين مرارا وتكرارا لكنكم للأسف لا تسمعون، وإذا سمعتم لا تصدقون، إنكم تظنون خطأ أننا ضد الحريات وهذا غير صحيح جملة وتفصيلا، كما تظنون بنا أننا ضد الإخوان كفصيل سياسي! لكننا ضدهم كفصيل إرهابى يحاول ان يستغل الدين والسياسية والانتخابات داخليا كما يستغل القوانين الحقوقية واحترام الحريات خارجيا، يا سيدتى لقد دعمت حكوماتكم الديمقراطية هذا التنظيم فى فترات شديدة الصعوبة، وكان دعمكم لهم بما لا يتماشى مع توجهات الشعب المصرى أمراً محيرا ومزعجا لنا، كانت إدارة الرئيس أوباما والسيدة هيلارى كلينتون والسفيرة التى سبقتك آن باترسون ينظرون للإخوان على أنهم يمثلون الإسلام الوسطى وراهنوا على قدرتهم على تغيير شكل المنطقة فكانت كارثة الربيع العربى وما تلاها والتى مازلنا ندفع أثمانها حتى هذه اللحظة، عزيزتى «هيرو هانم» أنا هنا لا ألومكم ولا أعاتبكم فنحن أصدقاء، لكننى أنصح لكم وإنى لناصح أمين، لا تأمنوا الإخوان ولا من يتعاطف معهم ولا يغرنكم معسول خطابهم الممزوج بالسم الناقع، سيدتي: سارعوا بإدراج تنظيم الإخوان كمنظمة إرهابية حفاظا على أمنكم وأمن مواطنيكم وأمن أصدقائكم فى الشرق الأوسط، سيدتى نحن نحب الحياة ونحب السلام ونحب التنمية والبناء والتعاون، نحن نحبكم بصدق وننصحكم بإخلاص.