تذكر الدكتورة نعمات أحمد فؤاد فى كتابها «القاهرة فى حياتي» أن حكاية عروس النيل ليس لها أساس تاريخى ولم ترد فى القصة التى ذكرها بلوتارك والتى تقول إن إيجيبتوس ملك مصر أراد اتقاء كواراث نزلت بالبلاد فأشار إله الكهنة بإلقاء ابنته فى النيل ففعل ثم ألم به ندم شديد فألقى بنفسه فى النيل فهلك كما هلكت.
أما إلقاء عروس حقيقية فى النيل لم تعرفه مصر إلا فى عهد المماليك حيث جاءوا بالفتيات المدربات على السباحة وألقوا بهن فى النهر ثم يتركن ليسبحن حتى الشاطئ.
ويؤكد الباحث مختار السويفى أن إلقاء عروس فى النيل خرافة لا تستند إلى أساس ويدل على ذلك بأن جميع من أرخوا لمصر قبل بن عبدالحكم مثل هيكاته وهيرودوت وتيودور الصقلى وبلوتارك وكليمان السكندرى الذين كتبوا عن الحياة والعادات الفرعونية والغرائب والتقاليد فى مصر القديمة لم يتحدثوا فى كل ما تناولوه عن حكاية لمصر عروس النيل كما أن ابن عبدالحكم كتب هذه الحكاية بعد فتح عمرو بن العاص لمصر بمائتين وثلاثين عاما ولم يكن معاصرا لها وربما رويت له.
أيضاً لقد ذكر بن عبدالحكم أنه مرت ثلاثة شهور لم ير فيه النيل كثيرا ولا قليلا ولو كان هذا قد حدث لكانت كارثة لا تبقى على قيد الحياة أحدا كما أنه يستحيل علميا ارتفاع النيل ستة عشر ذراعا فى ليلة واحدة.
ويؤكد الباحث ان الحضارة المصرية حضارة راقية لم تعرف على مر العصور تقديم الضحايا البشرية لأى إله أو معبود مهما علا شأنه.. ويقول السويفى إذا كان للنيل عروس فهى أرض مصر التى يدخل عليها النيل فى موسم الفيضان كما يدخل الرجل على عروسه ليلة الزفاف.
وتقول الأثرية سناء يوسف: لم تسجل نقوش المعابد المصرية أو البرديات التى عددت مظاهر الحياة والتقاليد والعبادات حكاية عروس النيل ولو كانت هذه الحكاية حقيقية لما أغفلتها النقوش المصرية.
وقد عاشت هذه الأسطورة فى وجدان مصر وتناولها الأدباء والشعراء والفنانون والسينما أيضاً ورددت كتب تاريخية كثيرة الأكذوبة كحقيقة أن الحضارة المصرية بعراقتها وعمقها تؤكد فى كل يوم وعيها وأصالتها.
وأخيراً يقول الباحث الأقصرى عبدالمنعم عبدالعظيم لقد قدست مصر القديمة النيل شريان الحياة والحب والنماء نبع الخير والخضرة والأزهار وأحتفت به ورتلت الأناشيد المقدسة وصغت الملاحم ولكنها أيضاً قدست الإنسانية والإنسان ولم تضح بروح إنسان من أجل النهر الخالد وهذه شهادة لمصر لا ضدها.
فهل نستغل هذا الاحتفال الذى تقيمه مصر كل عام للترويج للسياحة وتسويقه من خلال البورصات العالمية للسياحة للمزيد من الجذب السياحى لمصر وزيادة عدد الليالى السياحية التى تسهم فى زيادة الاقتصاد المصري.