يبدو أن الستار الأخير سوف يسدل قريباً على الجريمة الوحشية التى يرتكبها الكيان الإسرائيلى منذ أكثر من خمسة عشر شهرا ضد الشعب الفلسطينى عقب عملية طوفان الأقصى التى قادتها فصائل المقاومة الفلسطينية ضد الكيان الإسرائيلى، بعدما بدأت حالة الخداع الإجبارى التى مورست ضد الرأى العام الأوروبى الذى عززته الآلة الصهيونية الكثير من الأكاذيب أن تنتهى وتستفيق من الصمت وبدأ يخرج من دائرة الحصار الفكرى التى فرضت عليه من اللوبيات اليهودية التى فرضت على العالم صمتًا غريبًا على واحدة من أسوأ جرائم النازية والابادة البشرية التى ترتكب ضد المدنيين فى قطاع غزة والتى وصفها قادة غربيون بأنها تحولت إلى مقبرة للضمير الإنسانى.
الكيان الإسرائيلى والذى قتل وأصاب ما يقارب من مئتى ألف مدنى فلسطينى فى قطاع غزة، منع دخول المساعدات الانسانية والطبية وقصف مخازن المواد الغذائية التابعة للأمم المتحدة بهدف تجويع الفلسطينيين باعتبارها وسيلة من وسائل الضغط على المقاومة الفلسطينية للتسليم وإلقاء السلاح وتسليم الاسرى مجاناً، ليتسنى له استكمال مخططه من طرد وتهجير الشعب الفلسطينى نهائيا من قطاع غزة متوهما أن ترهات ترامب حول تحويل غزة لريفيرا سياحية سيكون أمراً سهل المنال.
فللمرة الأولى منذ بداية العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة تتصاعد مطالبات دولية من مؤيدين غربيين كانوا داعمين بشدة للحملة ضد قطاع غزة بعزل إسرائيل سياسيا واقتصاديا وتجارياً وفرض عقوبات وإلغاء الصفقات التجارية وحظر بيع السلاح للكيان الإسرائيلى لعدم استخدامه فى جرائم الابادة البشرية فى قطاع غزة.
أما جريمة التجويع التى تدخل عامها الثانى ضد أكثر من مليونى انسان والتى يجاهر بها قادة الكيان الاسرائيلى من خلال تقديم أقل القليل للفلسطينيين حتى يمكنهم تنفيذ جريمة الابادة بهدوء دون اعتبارها جريمة حرب فلن تمر فمشاهد الأطفال الذين يتضورون جوعا يوجع القلوب ويحرك المشاعر الإنسانية .
ويبدو أن حملة «عربات جدعون» المستمدة من الأساطير التوراتية والتى أراد الكيان الإسرائيلى أن يستخدمها كوسيلة جديدة لبث الرعب فى قلوب أبناء الشعب الفلسطينى لزحزحته جنوبا وتفريغ غزة من أهلها جاءت بما لا يشتهى نتنياهو، فالمقاومة التى تستبسل أمام عربات جدعون لم يرهبها أو يخيفها وتقوم بعمليات موجعة لنخبة جدعون فقتلت وأصابت العشرات من القوات الإسرائيلية فضلا عن استمرارها فى إطلاق الصواريخ مستهدفة عسقلان ومستوطنات غلاف غزة حينا والدبابات التى تقف خارج الحدود حيناً آخر لتؤكد للكيان أن المقاومة لم تنكسر ويمكنها الاستمرار أعواماً حتى تحرير فلسطين.