بينما تعلو أصوات الانفجارات وتتطاير الصواريخ والقذائف بين إسرائيل وإيران، يدخل الساسة على الخط بين تبادل للاتهامات والتهديدات ومساعى للتهدئة ووقف الصراع الدموي.
فى طهران أعرب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجى عن استعداد بلاده لعدم توسيع الحرب فى حال لم توقف إسرائيل هجماتها. واعتبر أن الهجوم الإسرائيلى على بلاده هدف إلى عرقلة المفاوضات الإيرانية – الأمريكية بشأن الملف النووى الإيراني.
كذلك أشار الوزير الإيرانى إلى أن بلاده مستعدة للتوقيع على اتفاقية تهدف لضمان عدم امتلاك بلاده السلاح النووي، مؤكدا فى الوقت نفسه أن إيران لن تقبل بشروط تحد من حقوقها المشروعة فى تطوير الطاقة النووية للأغراض السلمية.
لكن عراقجى عاد وأكد أن طهران تمتلك وثائق تؤكد دعم قواعد أمريكية فى المنطقة للهجمات الإسرائيلية الأخيرة على إيران، مُعتبرًا أن «أمريكا شريكة فى هذا التصعيد، وعليها أن تتحمل المسئولية».
وأضاف عراقجي، خلال لقائه بسفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية المقيمين فى طهران، أن بلاده تأمل أن تعلن واشنطن موقفها بشكل واضح، وتدين الهجوم على المنشآت النووية، إذا كانت جادة فى إثبات حسن نواياها، مُطالبًا الولايات المتحدة بإيضاح موقفها من الهجمات الإسرائيلية.
وأكد وزير الخارجية الإيرانى أن «هناك كثيرًا من الأدلة على التدخل الأمريكى فى الحرب، وعلى واشنطن تحمل مسئوليتها إزاء المشاركة فى الهجمات الإسرائيلية».
وأشار إلى أن إيران أجرت خمس جولات غير مباشرة من المحادثات النووية مع أمريكا، وكان من المقرر تقديم مشروع إيرانى فى الجولة السادسة، إلا أن إسرائيل «بحسب تعبيره» عملت دائمًا على عرقلة تلك المفاوضات، وفقًا لوكالة أنباء «تسنيم» الإيرانية. وتابع: «نرفض أى اتفاق يحرمنا من حقوقنا النووية».
على صعيد آخر، أعلنت إيران أن تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لن يكون كما فى السابق، معربة عن استيائها إزاء «صمت» هذه الهيئة بعد شن إسرائيل ضربات على مواقع نووية إيرانية.
فى المقابل، قال وزير الدفاع الإسرائيلى يسرائيل كاتس، أمس، إن المرشد الإيراني، على خامنئي، يحول طهران إلى بيروت.
وذكر كاتس، خلال جلسة تقييم أمنى مع مسئولين أمنيين وعسكريين: «دولة إسرائيل، الشعب الإسرائيلى فخور بكم. استمروا فى تقشير جلد الأفعي.. قشروا المشروع النووي، الدفاعات الجوية، الصواريخ، وكل الأهداف، بما فى ذلك أهداف نظام الحكم فى طهران».
وأضاف: «الضربات فى طهران، ضد المنشآت النووية، ومواقع إنتاج الأسلحة، والدفاع الجوي، والصواريخ، كانت قوية لتقلص التهديدات الوجودية ضد إسرائيل».
وأوضح: «خامنئى يحول طهران إلى بيروت، وسكانها إلى رهائن».
من جهته، زعم وزير المالية الإسرائيلى المتطرف بتسلئيل سموتريتش أن بلاده تخوض حربا لا مفر منها فى مواجهة تهديد وجودى من إيران لضمان أمننا ووجودنا ومستقبلنا.
وأضاف سموتريتش أن إيران تندفع نحو القنبلة النووية وتضاعف إنتاج الصواريخ وتعمل على تحسين قدراتها بشكل كبير مؤكدا، « لو لم نتحرك الآن ضد إيران لكنا نواجه تهديدا ثلاثيا بل رباعيا.