أكد الدكتور بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة، خلال لقائه مع وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن، على الأهمية البالغة لتكثيف جهود العمل على وقف التصعيد فى المنطقة ومنع انزلاقها لحرب إقليمية.
جاء لقاء الوزيرين على هامش مشاركتهما فى أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك.
وأشاد الوزيران بالتقدم الذى تشهده العلاقات بين البلدين على ضوء انعقاد الحوار الاستراتيجى فى القاهرة الأسبوع الماضي.
وأكدا مواصلة العمل على تطوير علاقات التعاون والارتقاء بها إلى آفاق أرحب فى مختلف المجالات وبما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.
كما شدد الوزير بدر عبد العاطى خلال لقائه جان نوبل بارو وزير خارجية فرنسا على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلى على الأراضى اللبنانية واضطلاع الدول الفاعلة بدورها فى هذا الصدد، وللحيلولة دون توسع المواجهات وتحولها إلى صراع إقليمى واسع النطاق، موضحاً أنه لا سبيل لحل الأزمة الحالية فى الشرق الأوسط سوى من خلال تحقيق وقف شامل لإطلاق النار ووقف العدوان على قطاع غزة ولبنان واللجوء إلى السبل السلمية لوقف التصعيد.
أكد الوزير التعويل على مواصلة فرنسا دعم مصر فى إطار الاتحاد الأوروبي، خاصة بالنسبة لحزمة التمويل الأوروبية.
وأكد وزير الخارجية أهمية تكثيف الجهود الرامية لخفض التصعيد فى المنطقة وتحقيق وقف لاطلاق النار فى غزة، وأشار إلى مواصلة مصر لمساعيها الدولية لحشد الدعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى وفى مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة ومتصلة الأراضى على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، فضلاً عن منح فلسطين العضوية الكاملة بالأمم المتحدة.
شهد اللقاء تناول المستجدات فى السودان، والصومال، والقرن الأفريقي، والبحر الأحمر، واتفق الوزيران على مواصلة التنسيق والتشاور بما يخدم جهود تحقيق الاستقرار والأمن.
وخلال لقائه مبعوث الاتحاد الأوروبى لدول الخليج لويجى دى مايو أكد الدكتور بدر عبد العاطي، أن مفتاح التهدئة فى المنطقة يكمن فى ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية على غزة.
وعرض عبد العاطى رؤية مصر للتطورات الخطيرة الجارية فى المنطقة، مؤكداً ضرورة تحقيق وقف شامل لإطلاق النار فى غزة، وعدم اتساع نطاق الصراع فى المنطقة على ضوء التصعيد الإسرائيلى الخطير فى لبنان، وأهمية تجنيب المنطقة خطر الانزلاق إلى حرب إقليمية.
وشدد على ضرورة تبنى مقاربة شاملة لحل الأزمة فى اليمن، معرباً عن تأييد مصر لكافة الجهود الرامية إلى التوصل لحل سياسى شامل للأزمة اليمنية، وفقاً للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطنى الشامل وقرار مجلس الأمن 2216 وبما يلبى طموحات الشعب اليمنى الشقيق وينهى معاناته الإنسانية.
من ناحية أخرى وفى كلمته أمام جلسة مجلس الأمن الطارئة وصف وزير الخارجية والهجرة، ما يحدث الآن فى لبنان بأنه عدوان مكتمل الأركان، وانتهاك صارخ لسيادة دولة هى عضو مؤسس لمنظمة الأمم المتحدة، أزهق أرواح المئات وتسبب فى آلاف الجرحي، وفرض نزوحا قسريا لعشرات الآلاف من المواطنين اللبنانيين فى إهدار كامل لميثاق الأمم المتحدة وبالمخالفة لأحكام القانون الدولى والقانون الإنسانى الدولي.
وأضاف وزير الخارجية أن المأساة التى يعيشها لبنان الآن هى نتيجة للعجز المخزى لمجلس الأمن عن الاضطلاع بمسئوليته لوقف الحرب الدائرة منذ عام كامل فى غزة، مذكراً بأن مصر حذرت مراراً من أن استمرار الحرب فى غزة ينذر باتساعها إلى ساحات إقليمية أخري، وبتهديد السلم والأمن الدوليين فى كامل منطقة الشرق الأوسط.
وشدد وزير الخارجية على ضرورة التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 بشكل شامل وغير انتقائى وبدون تمييز بين الأطراف المخاطبة بالقرار، وأن يتم الوقف الفورى وغير المشروط للانتهاكات المستمرة لسيادة الأراضى والأجواء اللبنانية، مؤكداً أيضاً أن عودة الاستقرار الكامل لمنطقة الشرق الأوسط مرهون أساسا بالتطبيق الكامل والفورى لقرار مجلس الأمن رقم 2735، ووقف الحرب فى غزة وإراقة الدماء المستمرة لعام، للخروج من دائرة الهدن المؤقتة التى لا تلبس أن تنهار، فإما الوقف الشامل لكل أشكال القتال فى كل الساحات أو المزيد من الانهيارات وتوسع مضطرد للصراع فى منطقة لم تعد تحتمل المزيد من الدمار.
واختتم الوزير بتأكيد ضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسئولياته وأن يضع حدا للكارثة غير المبررة وغير المقبولة التى يعيشها لبنان.
وخلال مشاركته فى اجتماع اللجنة العربية الإسلامية مع «أنطونيو جوتيريش» السكرتير العام للأمم المتحدة.
أعرب وزير الخارجية عن تقديره للجهود التى يقوم بها السكرتير العام لدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مؤكدا رفض أى ممارسات للفصل بين قطاع غزة والضفة الغربية، مشددا على ضرورة تنفيذ حل الدولتين وقيام دولة فلسطين على خطوط 4 يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وشارك فى الاجتماع كل من رئيسى وزراء ووزيرى خارجية فلسطين وقطر، بالإضافة إلى وزراء خارجية السعودية، والأردن، والبحرين، وتركيا، وإندونيسيا ونيجيريا، فضلا عن أمين عام جامعة الدول العربية وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي.
كما أكد وزير الخارجية والهجرة، ضرورة الحفاظ على كافة مؤسسات الدولة السودانية.
وخلال الكلمة التى ألقاها الوزير فى اجتماع وزارى حول السودان عقد على هامش اجتماعات الشق رفيع المستوى للدورة الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
أكد الوزير على ترحيب مصر بالتعاون مع كافة المبادرات الإقليمية والدولية الرامية لإنهاء الحرب وانتزاع فتيل الأزمة فى السودان، مثمنا الجهود الدولية المبذولة للتوصل لوقف إطلاق النار. وعبر عن استعداد مصر لتقديم كل سبل الدعم بما يسهم فى تحقيق استقرار السودان وتيسير إنفاذ المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى كافة ربوعه.
أوضح الوزير أن التزام مصر الراسخ لتحقيق السلام والاستقرار فى السودان دعاها إلى إطلاق مبادرة دول جوار السودان فى يوليو 2023، ومشاركتها فى مؤتمر باريس الدولى لدعم السودان ودول الجوار، واستضافة مؤتمر القوى السياسية المدنية السودانية بالقاهرة فى يوليو 2024، من أجل التوصل لتوافق حول سبل بناء السلام الشامل والدائم فى السودان يتأسس على رؤية سودانية دون تدخلات خارجية، عبر حوار وطنى سودانى خالص يجمع للمرة الأولى كافة القوى المدنية السودانية.
واختتم الدكتور عبد العاطى مداخلته بالتأكيد على أهمية التوصل سريعا لنهاية لهذا القتال الدامي، والعمل على نجاح المرحلة الانتقالية فى السودان، والسماح بمرور المساعدات الإنسانية للمدنيين الأبرياء.
وخلال مشاركته فى اجتماع وزراء خارجية البريكس أكد عبدالعاطى على التحديات التى تواجه دول تجمع البريكس فى الفترة الحالية، بما فى ذلك التوترات الجيوسياسية والتهديدات للسلم والأمن والأزمات الاقتصادية وارتفاع معدلات الديون والتغير المناخى والأزمات فى الشرق الأوسط والمنطقة العربية.
وأدان د. عبدالعاطى بأشد العبارات الحرب على غزة والتى أدت إلى خسارة أرواح الأبرياء والتدمير واسع النطاق، وعدم الاستقرار فى المنطقة، بما فى ذلك تداعياتها على أمن طرق الملاحة البحرية.