انتقام لا نهائى يتعرض له الأبرياء فى قطاع غزة على مدى 311 يوماً من الحرب الإسرائيلية المتواصلة، وسط تراجع حاد فى مشاعر الضمير الدولى الذى يكتفى يومياً ببيانات الشجب والإدانة والمطالبة ـ على استحياء ـ بوقف إطلاق النار.
أعلنت وزارة الصحـة فى غزة أن عدد شـهداء العـدوان الإسرائيلى على القطاع ارتفع إلى 39 ألفاً و897 شهيدا وأكثر من 92 ألف مصاب منذ السابع من أكتوبر الماضى، مبينة أن عدد الشهداء لا يشمل مجهولى الهوية فى مجزرة مدرسة التابعين بمدينة غزة.
وذكرت أن الاحتلال الإسرائيلى ارتكب 3 مجازر ضد العائلات خلال الـ 48 ساعة الماضية راح ضحيتها 142 شهيداً وصل منهم إلى المستشفيات 107 شهداء ممن عرفت أسماؤهم وجار التأكد من هويات وتسجيل باقى الشهداء، وبلغ عدد الإصابات 150 إصابة.
وأضافت أنه مازال عدد من الضحايا تحت الركام وتحت البنايات المدمرة وفى الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدنى الوصول إليهم بسبب تواجد آليات الاحتلال وخطورة تلك الأماكن.
جاء ذلك بينما ينفذ الاحتلال عملياته العسكرية الوحشية غير المبررة حيث نسف أمس مربع سكنى جديد فى حى تل السلطان غربى مدينة رفح الفلسطينية. كما استشهد اربعة مواطنين فى وقت سابق إثر قصف الاحتلال سيارة على شارع صلاح الدين شرقى المدينة.
ووسع جيش الاحتلال من دائرة عدوانه فى خان يونس جنوب قطاع غزة، وأجبر عشرات الآلاف على ترك خيامهم ومنازلهم فى مدينة حمد شمالى خان يونس تحت وقع النار. وكانت طائرات الاحتلال قصفت تجمعاً للمواطنين فى سوق الأربعاء وسط المدينة ما أسفر عن استشهاد أربعة مواطنين.
فى غضون ذلك، أعلن أمس جيش الاحتلال مناطق واسعة فى غلاف غزة مناطق عسكرية مغلقة. وقال بيان للجيش الإسرائيلى «بعد تقييم الأوضاع الأمنية، قررنا إغلاق مناطق عدة فى غلاف غزة»، مؤكداً أنه سيمنع الوصول إلى تلك المناطق دون تنسيق سابق مع الجيش.
كانت صفارات الإنذار قد دوت بكثرة فى مستوطنات غلاف غزة إثر سقوط صاروخ أطلق من خان يونس جنوب القطاع فى منطقة مفتوحة.
على الصعيد الدولى، يعقد مجلس الأمن، اليوم الثلاثاء، جلسة إحاطة بشأن الغارة الإسرائيلية التى استهدفت مدرسة «التابعين» فى غزة، كما يناقش الحالة فى الشرق الأوسط.
وذكر بيان صادر عن مجلس الأمن، أمس، أن الجزائر طلبت عقد الاجتماع؛ لمناقشة الأعمال العدائية فى غزة والضربة الإسرائيلية، أمس الأول السبت، على مدرسة تؤوى النازحين، ومن المتوقع أن يقدم مسئول فى إدارة الشئون السياسية وبناء السلام التابعة للأمم المتحدة ومسئول فى مكتب تنسيق الشئون الإنسانية إحاطة.
كانت وزارة الخارجية الألمانية قد طالبت بتوقف الهجمات الإسرائيلية المتكررة على المدارس فى قطاع غزة، وإطلاق تحقيق سريع بتلك الهجمات.
ووصفت الخارجية الألمانية عبر بيان نشر بمنصة «إكس»، الأنباء المتعلقة بهجوم قوات الاحتلال الإسرائيلى على مدرسة «التابعين» التى لجأ إليها نازحون فى مدينة غزة، بـ «المروعة». وأضاف البيان أن «قتل المدنيين الباحثين عن مأوى أمر غير مقبول. ويجب أن تنتهى هجمات الجيش الإسرائيلى المتكررة على المدارس وأن يتم التحقيق فيها بسرعة».
من جانبها، قالت وزيرة التعاون والتنمية البلجيكية كارولين جينيز إن «دعوة وزراء فى الحكومة الإسرائيلية لحرمان المدنيين فى قطاع غزة من المساعدات الإنسانية جريمة حرب».
وسبق أن طالبت جينيز بمعاقبة إسرائيل بسبب انتهاكها القانون الإنسانى والدولى، قائلة إن «الأدلة تشير إلى ارتكابها جرائم حرب فى قطاع غزة».
فى السياق، قالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر: «أطلقنا مئات المناشدات بشأن غزة لكن ما نشهده هو تراجع للضمير الإنسانى». وتابعت «أحث طرفى النزاع فى غزة على الوصول إلى اتفاق يضمن الأمن والسلامة للجميع».
ودعت قادة العالم إلى اعتبار القانون الإنسانى الدولى أولوية سياسية، مشيرة إلى أن القانون الإنسانى الدولى هو السبيل الوحيد لخفض كلفة الصراعات.