كل عام وكافة الشعوب الإسلامية بكل خير وتقدم ورقي.. اليوم أول أيام عيد الأضحى المبارك..أعادة الله علينا جميعا بالخير واليمن والبركات.. عاد الأضحى والعالم الإسلامى والعربى يتأرجح مابين المذابح والإنقلابات والصراعات والأزمات وتسبح بعض دوله فى بحور وشلالات الدم وعدم الاستقرار.. وقد استحل المسلم دم أخيه واستباح قتله.. أقبلت يا أضحى وفلسطين تستعيث وتتوجع وتتألم وهى تودع أطفالها ورجالها وشيوخها ونساءها.. جئت يا أضحى وقد مضى أكثر من ثمانية أشهر على حرب هوجاء لا إنسانية فيها ولا رحمة بقيادة نتنياهو بدعم أمريكى وغربى جعلت كل ما فى غزة ورفح هدفا مستباحا لكى يرتوى دماء أطفال ونساء ورجال فلسطين ويجلس على جثثهم ويتراقص لكى يستمر فى إعتلاء كرسى الحكم متناسيا بسبب غرورة أن الشعب الفلسطينى كله فى خندق المقاومة ولن يغادره إلا وفلسطين حرة.. جئت يا أضحى وقد تذكرنا بهذه المذابح التى تجرى فى عزة ورفح مذبحة بحر البقر حينما قتل سلاح الجو الإسرائيلى فى 8 إبريل عام 1970 ـ 34 طفلا بمدرسة بحر البقر الإبتدائية بمحافظة الشرقية وحولت أجسادهم إلى أشلاء وتناثرت فى أنحاء المدرسة مع كتبهم وكراستهم وأقلامهم حينما أطلقت 4 طائرات فانتوم 5 قنابل وصاروخين وتصيب أيضا أكثر من 50 آخرين.
إن أعداء الإسلام فى الغرب يدعون أن ذبح الأضاحى فى العيد مظهرا عنيفا.. وفى نفس الوقت أحلوا ذبح أطفال المسلمين فى غزة ورفح والسودان واليمن وسوريا وليبيا والعراق بسكوتهم وغض بصرهم ودعمهم المادى والمعنوي.. كما فعلوا سابقا وغضوا البصر عنها قبل ذلك فى البوسنة.. متجاهلين وهم يعلمون أن ذبح الأضاحى قائم على روح أباح الله ذبحها وفقا للشريعة الإسلامية وجعل أكلها حلالا للناس.. أما المذابح التى يغضون البصر عنها ويدعمونها جاءت على الإنسان الذى كرمه الله وجعله خليفته فى الأرض.
كنت أتمنى أن تأتى يا أضحى وقد تطهرت القلوب من الغل والحقد والشحناء.. وامتلأت بالإيمان والنور والهدي.. كم كنت أتمنى مجيئك لتكون فرحة للمسلمين من المشرق للمغرب ومن الشمال للجنوب وقد تزينت قلوبهم بالإنسانية والإيمان وارتسمت على وجوههم الفرحة غير شاهرين أسلحتهم فى وجوه بعض.. ولكن الوجوه الآن خلت من البشاشة والقلوب أصبحت كالحجارة أو أشد قسوة.. كنت أتمنى مجيئك وقد صفت النفوس.. واطمأنت القلوب.. وأشرقت الوجوه بنور التقوى وظهر التراحم والتسامح بين أبناء الشعب الواحد.. أتمنى أن تأتى العام القادم وقد تم لم الشمل العربى ونبذ التفرقة وشخصنة المصالح وإستباحة الدماء.. وأن يكون مجيئك جمعا للصف العربى ليكون قوة ضاربة تستطيع مواجهة التحديات والمخاطر التى تحيق بنا سياسيا واقتصاديا واجتماعياً ودينيا ومقاومة والتخلص من المحتل الدموى والإرهابى الذى أصبع يطل علينا بوجهه القبيح يوميا بشلالات الدم.