أعرب الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج اليوم عن شكر وتقدير مصر، الممثل الأعلى للشئون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على مواقفه الشجاعة والمحترمة التي تدعم دائما المبادىء السامية للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وميثاق الأمم المتحدة فيما يتعلق بكافة الانتهاكات والاعتداءات التي تقع على المدنيين العزل في غزة والضفة والقدس.
وقال عبدالعاطي ـ في مؤتمر صحفي مشترك مع الممثل الأعلى للشئون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي في القاهرة ـ “أرحب بوفد الاتحاد الأوروبي”، مضيفا أن بوريل تشرف بمقابلة الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس، وتناولت المباحثات مسار العلاقات الثنائية والعديد من الملفات الإقليمية، على رأسها الحرب المستمرة على قطاع غزة والضفة الغربية بالإضافة إلى عدد من الملفات الإقليمية الأخرى”.
وأوضح وزير الخارجية أنه استقبل امس الصديق العزيز بوريل، والتقينا سويا ثم انضم وفد من الجانبين، مشيرا إلى أنهما بحثا العلاقات الثنائية بين مصر والاتحاد الأوروبي، وأعربا عن ارتياحهما المتبادل لما وصلت إليه هذه العلاقات من نقلة نوعية هامة، حينما تم التوقيع على الإعلان المشترك من جانب الرئيس عبدالفتاح السيسى ورئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في القاهرة بترفيع العلاقات لمستوى العلاقة الاستراتيجية والشاملة، كما تطرقت المباحثات إلى التعاون في المجالات الستة التي تم تضمينها في هذا الإعلان المشترك.
وقال وزير الخارجية والهجرة ، إن المباحثات تناولت العديد من المواضيع والقضايا المختلفة منها سبل تعزيز الاستثمار بين الجانبين”.
وأوضح أن مصر والاتحاد الأوروبي أعربا خلال هذه المباحثات عن رضائهما البالغ لمؤتمر الاستثمار الأول المشترك بين الجانبين بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، مما أسفر عن التوقيع على أكثر من 29 اتفاقية للاستثمارات التي تجاوزت 49 مليار يورو في مختلف مجالات وقطاعات التعاون، وعلى رأسها قطاعات الطاقة والتصنيع والأدوية والزراعة والرقمنة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وأشار إلى أنه ناقش أيضا مع بوريل دور مصر باعتبارها المركز الرئيسي للتداول وإنتاج وتصدير الطاقة وخاصة الطاقة الجديدة والمتجددة والطاقة النظيفة، كما تطرقنا لمشروعات الربط القائمة بين مصر والاتحاد الأوروبي سواء من خلال اليونان ومن خلال إيطاليا لتزويد الاتحاد الأوروبي بالكهرباء التي يتم توليدها من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وأضاف وزير الخارجية أن المباحثات مع المسؤول الأوروبي بوريل تناولت مشروعات الهيدروجين الأخضر التي يتم إنتاجها وتنفيذها في مصر للمساهمة في الاستجابة لطلبات الجانب الأوروبي الذي يرغب في استيراد أكثر من 10 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر من دول العالم، وفي مقدمتها مصر، كما تطرقنا للتحضيرات في مؤتمر الاستثمار الثاني بين الجانبين.
وتابع عبد العاطي أن الجانبين أكدا على أهمية تنفيذ الإعلان المشترك، خاصة فيما يتعلق بعقد قمة كل عامين بين الجانبين المصري والأوروبي برئاسة الرئيس السيسي من الجانب المصري ورئيسة المفوضية الأوروبية معها رئيس المجلس الأوروبي من الجانب الأوروبي.
وأكد وزير الخارجية حرص الجانبين على دفع الاستثمار وتطويره من خلال استخدام آلية ضمان الاستثمار التي قدمها الاتحاد الأوروبي بإجمالي مبلغ 8ر1 مليار يورو لتشجيع القطاع الخاص الأوروبي في تعزيز استثماراته في مصر، مشددا في الوقت نفسه على أهمية تنفيذ الاتحاد الأوروبي لالتزاماته الخاصة بالحزمة التمويلية التي تم إقرارها بإجمالي مبلغ 4ر7 مليار يورو، منها 5 مليارات يورو كدعم مباشر للموازنة المصرية على شريحتين، وستيم تنفيذ الشريحة الأولى في المستقبل القريب.
وأوضح عبد العاطي أن المباحثات بين الجانبين تطرقت أيضا للعديد من القضايا الإقليمية خاصة الأزمة الراهنة في غزة والضفة الغربية، التي استحوذت على الجانب الأكبر في النقاش مع بوريل.
وأكد وزير الخارجية والهجرة ، أن النقاشات ركزت بشكل كبير على الأوضاع في قطاع غزة والضفة الغربية، قائلا “لقد تحدثنا عن ثوابتنا فيما يتعلق بالأهمية القصوى لوقف العدوان في غزة والتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، والصفقة تضمن إطلاق سراح المحتجزين والأسرى الفلسطينيين”.
وأضاف “كما تحدثنا عن النفاذ الكامل وغير المشروط للمساعدات الإنسانية والطبية إلى قطاع غزة، وعن الأهمية البالغة لمنع التصعيد سواء كانت في الضفة الغربية أو في لبنان أو في المنطقة بأثرها والحيلولة دون انزلاقها إلى حرب إقليمية وهو ما يتطلب وقف العدوان في غزة، باعتبار أن هذا هو الأمر الأهم”، مشيرا إلى أنه بحث ضرورة تنفيذ حل الدولة الفلسطينية وإقامتها في أسرع وقت ممكن على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وتابع قائلا “كما تناولنا الأزمات الإنسانية في السودان واليمن، والأوضاع في منطقة البحر الأحمر وليبيا، بالإضافة إلى الوضع في القرن الإفريقي، بما في ذلك التوترات الناتجة عن توقيع إثيوبيا على مذكرة تفاهم غير شرعية مع كيان انفصالي يهدد وحدة وسلامة الدولة الصومالية.
وأشار الدكتور بدر عبد العاطي إلى أن النقاش مع جوزيب بوريل شهد توافقًا في الرؤى وتقديرًا كبيرًا لدور مصر القيادي في تحقيق الاستقرار في المنطقة المضطربة، مضيفا “سنستمر في التشاور المشترك لأن هناك الآن علاقة استراتيجية وشاملة ونعمل على تنميتها وتطويرها، كما أن هناك إرادة سياسية ورغبة مشتركة من الجانبين في تطوير هذه العلاقات بما يضمن الاستقرار والأمن في المنطقة”.
أكد الممثل الأعلى للشئون الخارجية والسياسة الأمنية للإتحاد الأوروبي جوزيب بوريل دعم الإتحاد للجهود المقدرة التي تقوم بها مصر لتحقيق وقف اطلاق النار في قطاع غزة.
هنأ بوريل فى بداية المؤتمر الصحفى – الدكتور عبد العاطى بمناسبة توليه مهام منصبه.. مشيرا إلى أن وزير الخارجية بذل جهودا كبيرة خلال توليه منصب سفير مصر ببروكسل التعزيز وتوثيق التعاون بين مصر والإتحاد الأوروبي. وأضاف أن الاتحاد الاوروبى سيواصل دعم مصر بحثا عن وسيلة لوقف اطلاق النار اولا وتحرير المحتجزين وتقديم المساعدات الانسانية، وعلينا ان نطلق مسارا والعمل يوميا مع كل الراغبين في ايجاد حل.
وأوضح إننا عبرنا عن التزامنا بمساعدة السكان فى غزة، وكل المبالغ التي نقدمها نعتبرها غير كافية.. مشددا على ضرورة العمل على تحسين الوضع الانساني.
وأشار المسئول الاوروبى إلى أن الاتحاد يدعم جهود مصر وقطر والولايات المتحدة للوصول الى وقف اطلاق النار، ولكن لا نصل إليه حتى الآن لسبب واحد وهو أن هؤلاء الذين يشنون لحرب لا يريدون وقفها ، ويبدو أن تطبيق القانون الدولى مهمل وأحكام المؤسسات مثل العدل الدولية مهملة أيضا.
وأشار بوريل إلى أن إقليم الشرق الأوسط يشهد تدهورا مستمراً مما يؤدى الى المآسي ا لانسانية والمخاطر الامنية ليس فقط فى الأراضي الفلسطينية ولكن فى ليبيا والسودان أيضا. وشدد المسئول الأوروبي على أن الازمات تمثل خطرا مباشرا بالنسبة لمصر و وأوروبا ولا يمكن ايجاد حل لا تدعمه مصر.
وأعرب عن أسفه لشن هجمات على معسكرات اللاجئين في غزة وخاصة ما شهدناه اليوم من مقتل اربعين شخصا بخلاف الاصابات..
مشيرا إلى أن هناك قوانين تحكم الحروب. وأشار الى الزيارة التي قام بها أمس الاثنين الى معبر رفح من الناحية المصرية.. معربا عن الاسف لما شهده من صفوف من شاحنات المساعدات التي تنتظر الدخول ال قطاع غزة وكذا سيارات الاسعاف التابعة للهلال الأحمر المصرى.
ومن ناحية أخرى.. أشاد بوريل بالتعاون بين مصر والإتحاد الأوروبي في كافة المجالات… مشيرا إلى أن العلاقات “الهامة ” بين الجانبين تشهد نموا كبيرا خلال الفترة الماضية ووصلت الى مستوىالشراكة الاستراتيجية الشاملة الهامة.
وكشف عن ان الاتفاقية التي أعلنت في يونيو الماضى سيتم تنفيذها قريبا ، مشيدا بما أسـ فر عنه مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي الذي عقد في يونيو الماضي والذي وصفه بال “ناجح” لا سيما ما شهده من توقيع ثلاثين إتفاقية باستثمارات تتجاوز الخمسين مليار يورو.
كما أشار بوريل الى الاوضاع فى السودان.. لافتا الى ان مصر تستضيف ما يقرب من ون من السودانيين وهو ما يشكل عبئا عليها .. مضيفا انه تم لال المباحثات اليوم مع وزير الخارجية تناول الموقف في الصومال ومشاركة مصر فى البعثة العسكرية الافريقية حفاظا على الاراضي الصومالية.
وردا على سؤال لـ«الجمهورية» حول الزخم الواضح فى العلاقات المصرية الأوروبية مؤخرا، والذى تجسد بالتوقيع على الإعلان السياسى بترفيع العلاقات بين مصر والإتحاد الأوروبى الى مستوى الشراكة “الإستراتيجية والشاملة”، وانعقاد المؤتمر الاستثمارى، وحزمة الدعم التمويلية من الاتحاد الاوروبى لمصر وما الذى يمكن ان نتوقعه خلال المرحلة القادمة من خطوات إضافية علي مسار تعزيز تلك الشراكة، وهل يمكن ان نرى ترجمة عملية لذلك فى مبادرات او تحركات سياسية مشتركة لحلحلة ازمات المنطقة المتفاقمة.. قال الدكتور بدر عبد العاطي أننا نتوقع تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من الحزم التمويلية فى ظل الأعباء الجسيمة التى تتحملها مصر بسبب فقد جزء كبير من دخل قناة السويس واستضافة اعداد هائلة من الضيوف على الأراضى المصرية ، ومن ثم نتوقع تحويل الأموال التى تم الاتفاق عليها.
وأضاف اننا نتوقع أن نستمر فى التنسيق فى المبادرات المشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة ، ونتوقع دعم الاتحاد الأوروبى لمصر فيما يتعلق بحقوقها المائية فى ظل المواقف المتعنتة للتوصل لاتفاق قانونى ملزم فيما يتعلق بالسد الاثيوبى ، كما نتوقع مواقف أوروبية متقدمة لوقف العدوان الغاشم فى غزة والضفة الغربية ووقفة لاحترام ميثاق الأمم المتحدة منوها بما يردده الكثيرون فى الشارع المصرى والعربى من أن هناك ازدواجية فى المعايير.
وردا علي سؤال لجوزيب بوريل حول ما ذكره من ان قدرات الاتحاد الأوروبي محدودة في الضغط علي إسرائيل و اذا ما كان التعبير عن التمنيات الطيبة فقط سيكون هو ما يقدمه الاتحاد الأوروبى قال بوريل اننا لا نقدم فقط التمنيات الطيبة بل ان الاتحاد الأوروبى هو أكبر مقدم للمساعدات الي قطاع غزة.
وأوضح أن الأمر لا يتوقف فقط علي تقديم التمنيات الطيبة و هناك مواقف قوية نقدمها موضحا أن الدول الاوروبية قد تختلف في مواقفها و علينا أن نحترم ان الاتحاد الأوروبى يمثل مجموعة دول .. وهذا أمر لا يعيق قدراتنا علي العمل ، و لا يمكن أن ينكر أحد ما فعله الاتحاد الأوروبي للقضية الفلسطينية و المواقف الفلسطينية.
وتساءل بوريل هل هناك طرف آخر يقدم عددا أكبر من عدد الطائرات التي تحمل معونات الي غزة والمقدمة من الاتحاد الأوروبي؟!.