وتركى الفيصل ونتنياهو.. ومباراة بين أكبر حزبين فى مصر
هذه مرحلة تجاوز أى خلافات.. وسلطة واحدة تتحدث بلسان شعب واحد
ونتذكر دائماً عبقرى السينما المصرية عبدالفتاح القصرى عندما كان يتقمص دور المعلم ودور سى السيد ويصر على أن «كلمته لن تنزل الأرض أبداً».. ومع ذلك وفى كل مرة كان يتراجع ويقول «خلاص المرة دى بس»..!
وشخصية القصرى موجودة فى السياسة الدولية.. وعلى كل المستويات.. تصريحات عنترية.. وتهديدات.. وغرام وانتقام.. وجحيم فوق الماء وتحت الماء.. ومن يتابع هذه التصريحات سوف يعتقد على الفور أن الحرب العالمية الثالثة على وشك أن تبدأ وأن مخزون السلاح النووى الذى يكفى لتدمير العالم مائة مرة سوف يخرج من قواعده فى لعبة اللاعودة.
ويتعامل البعض مع هذه التصريحات بخوف وقلق، بينما يفوز فى هذه اللعبة من لا يغمض عينيه ولا ترتعش حواجبه وجفونه أولاً.. فهى لعبة استعراض للمهارات ولعبة صبر ولعبة انتظار رد الفعل من الطرف الآخر.. ففى السياسة لا يوجد ثوابت ومواقف اليوم المتشددة قد تتحول إلى مجاملات وملاطفات وتراجعات فى اليوم التالى.. والشاطر فى هذه اللعبة هو من لا يندفع.. ومن ينتظر أن يخطئ عدوه ومنافسه بنفسه.. والشاطر من يتعلم من دروس التاريخ ويدرك أن الصبر فعلاً مفتاح الفرج وأن من يهدأ ويتجاهل ويصبر هو من يفوز وأن من يفور ويهدد ويتوعد هو من يقدم لخصمه طوق النجاة.. وقديماً وطوال التاريخ الحديث كانت إسرائيل تعتمد على أخطاء العرب لتخرجها من مأزقها.. وكان العرب سريعى الغضب والانفعال، وكانوا يقعون بسهولة فى الفخ ويقومون بأعمال ويدلون بتصريحات تجعل إسرائيل تبدو كالحمل الوديع أمام الذئاب..!
>>>
واليوم.. اليوم بمعنى هذه الأيام سمعنا الكثير من التصريحات التى هى فى حقيقتها بالونات اختبار، قد يكون وراؤها ما وراءها.. ولكنها كانت خيالاً فى خيال.. تصريحات عن تهجير الفلسطينيين قسرياً.. تصريحات عن ترحيلهم إلى دول مجاورة.. تصريحات عن توسع إسرائيلى على حساب الأراضى والدول العربية..!
وكان ممكناً الوقوع مرة أخرى فى الفخ.. كان ممكناً أن تعلو صيحات الحرب ووحدة ما يغلبها غلاب.. كان ممكناً أن نعيد لغة وحوار الماضى عندما استدرجونا لمعارك حاولوا فيها تدمير جيوشنا والانقضاض على أرضنا.. وكان يمكننا أن نزايد على شعوبنا بلغة الكرامة.. وشعارات الوطنية وأغانى الماضى التى تدعو إلى العداء مع الجميع.
والرد لم يكن استعراضياً.. الرد كان عملياً.. والرد قائم وموجود وواضح.. الرد تمثل فى تفويض الأمة لقائد واحد يتحدث عنها.. الرد كان فى إجماع عربى وراء موقف مصر.. الرد كان فى وجود الجيش القوى القادر على أن يحمى وأن يصون ولا يهدد.. الجيش الذى كان مستعداً لهذه الأيام.. الجيش الذى لم يتوقف عن التدريب والتحديث لأنه يعلم ويدرك أنه لا سلام بدون القوة.. ولا أمان بدون جيش مستعد.. ولا أمان لأى مواقف وثوابت سياسية.. كل شىء قابل للتغيير فى لحظات.. والأمان الوحيد هو أن تكون مستعداً لغدر الزمان.. وغدر الأصدقاء أيضاً..!
>>>
ولا يوجد أفضل مما يقوله الأمير السعودى تركى الفيصل هذه الأيام.. فالأمير ابن الفارس العظيم الملك فيصل عليه رحمة الله يعيد إلينا الذكريات ومواقف الكبار العظام.. والأمير منذ أن بدأت أزمة التصريحات التى يتردد صداها من واشنطن إلى تل أبيب وصف خلال مقابلة تليفزيونية تصريحات رئيس وزراء إسرائيل «نتنياهو» بأنها «عنجهية مقززة تتنافى مع كل مبادئ اللياقة والدبلوماسية».. وزاد الأمير تركى على ذلك بالقول «لا أستطيع تفسير تصرفات نتنياهو سوى أنه إنسان مغرور ويستطيع أن يقول ويفعل أى شىء وتصرفاته مشينة».. ولا يوجد بعد ما قاله الأمير تركى ما يقال.. فهذا النتنياهو كارثة على إسرائيل قبل أن يكون كارثة على العرب والأيام كفيلة بأن تثبت ذلك..!
>>>
وأتانا ماركو روبيو وزير خارجية أمريكا الجديد ليقول لنا «لو كان هناك المزيد من الإسرائيليين فى الشرق الأوسط لكان العالم أكثر أماناً»..! ولا تعقيب على روبيو أو روميو.. فمادام الإعجاب قد وصل إلى هذا الحد فخدهم معك.. أمريكا أولى بهم..!
>>>
والعالم ينسى الوجه الآخر لمأساة غزة..! هناك عشرات الآلاف من الآرامل والأيتام، خسروا فى الحرب كل شىء.. الزوج والمنزل والأسرة فى أكبر كارثة إنسانية غير مسبوقة.
والمؤسف والمؤلم أن العالم كله يتحدث عن إعادة الإعمار.. عن الطوب والزلط.. ولكن لا أحد يتحدث عن الدعم النفسى والإنسانى والاقتصادى المطلوب من أجل هؤلاء!!.. من يحتضنهم.. من يعالج جراحهم وآلامهم.. من يعيدهم للحياة..؟!
>>>
وأسوأ ما فى المشهد السياسى حالياً هو الانقسام القائم بين القيادات الفلسطينية وتبادل الاتهامات..! هذه مرحلة تجاوز أى خلافات.. هذه مرحلة سلطة واحدة تتحدث بلسان شعب واحد.. وحماس ليست متحدثاً باسم الشعب الفلسطينى.. وهذه ليست مرحلة حماس لأن وجودها يخدم أهداف نتنياهو ويبرر جرائمه.. هذه مرحلة السلطة الفلسطينية الواقعية التى تتحدث بما يجب أن يسمعه العالم ويفهمه ويسانده..! واتفقوا أفضل للقضية وللجميع.
>>>
ونأخذكم بعيداً عن السياسة.. نأخذكم إلى المواجهة القادمة بين أكبر حزبين شعبيين فى مصر.. حزب الأهلى وحزب الزمالك وكلاهما يزعم أنه حزب الأغلبية وإن كنت منضماً إلى حزب الأغلبية وهو النادى الأهلى صاحب البطولات والتاريخ والشعبية الجارفة.
ومباراة السبت القادم بين الأهلى فى أحسن حالاته الآن.. والزمالك فى أسوأ حالاته حالياً.. والمفارقة أن الأسوأ هو من يفوز فى هذه اللقاءات حتى يمكنه أن يعود إلى الساحة من جديد ويستمد من الفوز زخماً لإخفاء العيوب السابقة!! ونتمناها عكس ذلك.. نتمناها للأحمر أداء ونتيجة.
>>>
وأخيراً:
>> وعندما تشعر بالسلام الداخلى مع وجود ظروفك
الصعبة، فهذا يعنى أن الظروف الصعبة فقدت سيطرتها عليك.
>> ثم ينير الله ما أطفأه بعض الناس فيك
ويحيى فيك كل شىء جميل بداخلك كانت تملكه روحك.
>> ومعك كل الأشياء البسيطة.. تبدو مبهجة.