عبدالعاطى خلال مشاركته فى منتدى روما.. ولقائه نظرائه من فرنسا ولبنان ومدير «الفاو»:
مصر تستضيف 9 ملايين لاجئ.. وتلتزم بتعهداتها رغم التحديات الإقتصادية
أكد الدكتور بدر عبدالعاطى وزير الخارجية والهجرة أن محددات الموقف المصرى تستند إلى ضرورة وقف فورى لإطلاق النار فى غزة ولبنان وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين ونفاذ المساعدات الإنسانية دون عوائق فضلاً عن أهمية الانتقال لإيجاد أفق سياسى لتنفيذ حل الدولتين، مشيراً إلى استضافة القاهرة يوم 2 ديسمبر المقبل مؤتمراً وزارياً لتعزيز الاستجابة الإنسانية فى غزة.
جاء ذلك خلال مشاركته أمس فى الجلسة الافتتاحية للنسخة العاشرة من منتدى حوارات روما المتوسطية، بحضور الرئيس الإيطالى سيرجيو ماتاريلا ومشاركة عدد من وزراء الخارجية لتبادل الرؤى حول سبل تحقيق الاستقرار الإقليمى وتعزيز الشراكات الاقتصادية بين المتوسط فى مواجهة التحديات المشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة.
أكد وزير الخارجية والهجرة أن منطقة المتوسط تتمتع بإمكانيات اقتصادية معتبرة يتعين الاستفادة منها فى إطار شراكة حقيقية بين دول المتوسط لتحقيق المصالح المشتركة.
وصرح السفير تميم خلاف المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية بأن وزير الخارجية القى كلمة خلال الجلسة الافتتاحية أوضح فيها أن المنتدى يُعقد خلال مرحلة دقيقة تواجه فيها دول المتوسط تحديات أمنية وسياسية جسيمة، لاسيما فى ظل ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من تهديد للسلم والأمن الإقليمى على اثر العدوان لأكثر من عام على قطاع غزة، وانتهاك للسيادة اللبنانية.
وتطرق إلى قضية الهجرة حيث أكد على التزام مصر بمكافحة الهجرة غير الشرعية فى إطار نهج شامل يستهدف تناول أسبابها الجذرية، مشددا على أهمية تضمين البُعد التنموى فى معالجتها، فضلا عن تعزيز مسارات الهجرة النظامية.
واهتم الوزير عبد العاطى بتناول الفرص الواعدة التى يوفرها مجال الطاقة والتعاون المشترك بين دول المتوسط سواء فيما يتعلق بمصادر الطاقة التقليدية أو المصادر المتجددة والنظيفة والخضراء كالهيدروجين الأخضر، فضلا عن الفرص المتاحة للربط الكهربائي، مستعرضاً الإمكانيات المصرية فى هذا القطاع الحيوى سواء على صعيد البنية التحتية أو الموارد الطبيعية.
وخلال مشاركته امس فى جلسة حوارية بعنوان «حوار من أجل السلام» فى فعاليات منتدى حوارات روما المتوسطية.. أكد د. بدر عبد العاطى أن الخيارات العسكرية تثبت فشلها ولا تحقق السلام والاستقرار فى المنطقة، وأنه لا غنى عن الحلول الدبلوماسية، ومشددا على ضرورة معالجة جذور عدم الاستقرار فى المنطقة وهى إنهاء الاحتلال الاسرائيلى للأراضى الفلسطينية المحتلة.
استعرض جهود الوساطة المصرية مع الشركاء الإقليميين والدوليين للتوصل لوقف فورى لإطلاق النار فى قطاع غزة، مبرزاً الأوضاع الكارثية التى يعانى منها سكان القطاع نتيجة العدوان الإسرائيلى وعرقلة نفاذ المساعدات الإنسانية واتباع سياسة التجويع، مع تسليط الضوء على رفض مصر الكامل لتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم. وحول مستقبل قطاع غزة، أكد على ضرورة تمكين السلطة الفلسطينية لاستعادة وضعها فى قطاع غزة، لاسيما فيما يتعلق بالأنشطة الإنسانية، وحذر من أى مساع لفصل قطاع غزة عن باقى الأراضى الفلسطينية.
كما استعرض وزير الخارجية موقف مصر الداعم للبنان على المستويين السياسى والإنساني، معرباً عن رفض مصر الكامل المساس بسيادة لبنان وسلامة أراضيه، واحترام رغبة الشعب اللبنانى فى اختيار رئيسه دون تدخلات أجنبية. كما تناول الجهود المصرية الرامية للتوصل إلى وقف فورى لإطلاق النار فى لبنان.
وخلال لقائه عبد الله بو حبيب، وزير الخارجية والمغتربين بالجمهورية اللبنانية الشقيقة، اكد الدكتور بدر عبد العاطى مجددا على موقف مصر الداعى لانتخاب رئيس للبنان بتوافق وطنى دون إملاءات خارجية لإنهاء أزمة الشغور الرئاسي.
وقال المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، أن الجانبين تناولا آخر التطورات المتعلقة بالأوضاع فى لبنان، والمفاوضات الجارية للتوصل لوقف إطلاق النار.
وأشار وزير الخارجية إلى موقف مصر الداعم لتمكين المؤسسات الوطنية اللبنانية وعلى رأسها الجيش اللبنانى وضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 بكافة عناصره من كل الأطراف.
كما أكد الوزير عبد العاطى حرص مصر على استمرار تقديم كافة أشكال الدعم للبنان الشقيق فى ظل الظرف الحرج الراهن، والذى كان آخره تسليم شحنة جديدة من المساعدات الإغاثية فى 13 نوفمبر، والتى تضمنت 21 طناً من المواد الغذائية ومستلزمات الإعاشة اللازمة للتخفيف عن كاهل النازحين.
وأكد أن القاهرة لا تدخر جهدًا فى اتصالاتها سواء على المستوى الثنائى أو عبر اللجنة الخماسية الخاصة بلبنان من أجل حلحلة أزمة الفراغ الرئاسي.
وخلال لقائه «جان نويل بارو» وزير خارجية فرنسا، أشاد الدكتور بدر عبد العاطى بالعلاقات الإستراتيجية التى تربط بين مصر وفرنسا والرغبة المشتركة لتعزيز كافة جوانب العلاقات الثنائية.
وقال المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية إن الوزير عبد العاطى أعرب عن التطلع لزيادة الاستثمارات الفرنسية فى مصر لاسيما فى ظل الجهود المصرية لجذب الاستثمارات الأجنبية والإصلاحات التى اتخذتها الحكومة لتهيئة مناخ الاستثمار، مشيداً بالتعاون المتميز مع الشركات الفرنسية العاملة فى المشروعات المختلفة فى مصر.
وخلال لقائه «شو دونغيو» مدير عام منظمة الأغذية والزراعة» الفاو» أكد الدكتور بدر عبد العاطى ، الأهمية التى توليها مصر لتحقيق الأمن الغذائي، وحرص الحكومة على الارتقاء بمؤشرات التغذية والأمن الغذائى بحلول 2030، وإطلاق مصر «للإستراتيجية الوطنية للغذاء والتغذية» 2022/2030، منوهاً إلى دعوة رئيس الجمهورية خلال كلمته فى قمة «مجموعة العشرين» بأن تستضيف مصر مركزاً عالمياً للحبوب يستهدف تحقيق الأمن الغذائى لكافة دول المنطقة.
فى سياق متصل، أوضح الوزير عبد العاطى أنه بالرغم من الجُهود المُبذولة من قبل الحكومة المصرية لتحقيق الأمن الغذائى فى مصر، إلاّ أنه لا يُمكن إغفال الأعباء التى تتحملها الدولة المصرية اتصالاً بالأوضاع فى المنطقة، واستضافة مصر لأكثر من 9 ملايين لاجئ ومهاجر، مؤكداً حرص مصر على الالتزام بتعهداتها ذات الصلة، رغم التحديات الاقتصادية التى تواجهها الدولة، مشدداً على أهمية قيام المجتمع الدولى والمُنظمات الأممية بتقديم الدعم اللازم لمصر لمساعدتها على تنفيذ تلك التعهدات.