سجل التفوق حاشد بالحكايات تستحق أن نرويها ..أبطالها شباب يتحرك نحو حلمه بكل عزيمة وقوة ..يعبر الضغوط النفسية التى يمر بها الجميع لكنها تكون أكثر عبئا عليه لأسباب شخصية تعرقل ذا الإرادة الضعيفة و تتحول إلى حافز ودافع للأبطال المثابرين
أحدهم عبد الرحمن محمود عبد الحميد أبو اليزيد دومة -19 سنة– من أبطال الثانوية العامة بمجموع 90.85 ٪ علمى رياضة على الرغم من ظروفه الصعبة لكنه نجح فى الوصول لهدفه .
حكايته بدأت فى أحد أيام مارس وبالتحديد 26 مارس 2023 جاء الربيع بعواصف صحية أجرى عملية إزالة مياء زائدة بالعين اليمنى كانت السبب فى عدم وضوح الرؤية
قال الطبيب أنها عملية بسيطة لكنها لم تنجح وتركت وراءها آثارا سيئة ..انخفض مستوى رؤيته إلى أقل من 1/60.. تسبب فى حيرة الطالب الطموح واتخذ القرار الصعب بتأجيل السنة الدراسية إذ كان مصرا على إكمال طريقه دون تسهيلات أو تغيير النظام إلى «الدمج» لمحدودية التخصصات ..
ازدادت الأمور صعوبة قاومها باستخدام العدسات المكبرة فى المذاكرة .. ودعمه مدرسوه بالسماح له بتصوير النماذج التعليمية بالموبايل ليقوم بتكبيرها فيما بعد وكان يطلع على الدروس على المنصات أونلاين ويتخذ من المحمول صديقا يعيد به الشرح أو يكبر به الحروف وهكذا ..كانت المرة الأولى التى يذاكر بهذه الطريقة بسبب الظروف المستجدة بعكس الامتحانات على التابلت فى الصفين الأول والثانى الثانوى كانت أسهل وأيسر لوضعه الصحى.
ساندته ست الحبايب بقراءة دروس المواد النظرية , لتخفيف الإرهاق على بصره واعتمد شعار الحرص على كل دقيقة, و الانصات الجيد والتركيز للحفاظ على المعلومة ويعيد كتابتها بنفسه ويوظف التكنولوجيا للتيسر عليه فى مذاكرته..
دخلت الضغوط النفسية حياة عبد الرحمن مضافا إليها مزيج من التشتت والإحباط .. أدرك أن حالته فريدة ولكنه يخوض الامتحان علمى رياضة مثل زملائه فى اللجان العامة..
الحمد لله نجح فى تخطيها بتفوق .. بفضل الله ودعم أسرته وجهد مدرسيه ومساندة مؤسسة بصيرة لتمكين ذوى الإعاقة البصرية ووصل عبد الرحمن إلى حلمه الأول هذا العام .. الدراسة الجامعية.
واختار كلية حاسبات ومعلومات ليلبى الاهتمام بالذكاء الاصطناعى ومجالاته المتنوعة فى سوق العمل وآفاقه الواسعة فى تيسير الحياة ومن الآن يخطط لمزيد من الكورسات ليواصل تفوقه وينافس زملاءه على فرص العمل
والآن يستعد لسنة أولى جامعة وكلما لاح شبح الإحباط تذكر أصوات الزغاريد النابعة من فرحة ومحبة الأهل يوم إعلان النتيجة ويصر على مواصلة إسعادهم بمزيد من التفوق إن شاء الله..
وينصح الشباب بالتمسك بالإصرار لأن الشغف وحده لا يكفى لأنه قد لا يصمد أمام الصعوبات ويجب أن يكون مدعوما بالإرادة واليقين بالله هو خير رفيق فى الطريق مؤكدا أن الوطن ينتظر الكثير من سواعد وعقول الشباب .