ذكر مصدر فلسطينى أمس أن أطرافا عربية تضع ورقة حل للقضية الفلسطينية قائمة على إجراء تعديلات على المبادرة العربية. وأوضح المصدر أن «الورقة العربية لحل القضية الفلسطينية تتضمن إعادة تنظيم الخريطة السياسية والحزبية الفلسطينية».
وعن الحكومة قال المصدر أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس يتمسك بترشيح رئيس صندوق الاستثمار الفلسطينى محمد مصطفى لرئاسة الحكومة المقبلة، لكنه أوضح أن واشنطن وأطراف إقليمية لا تدعم هذه الاختيار.
وفى وقت سابق، قبل الرئيس الفلسطينى استقالة حكومة رئيس الوزراء الفلسطينى محمد إشتية وكلفه بتسيير أعمالها. وترجح مصادر عدة تشكيل حكومة فلسطينية جديدة من التكنوقراط خلال الأيام القليلة القادمة.
وتأتى هذه التطورات تعزيزا للأنباء التى رجحت موافقة حركة حماس، الأسبوع الماضي، على تشكيل حكومة تكنوقراط، مهمتها إعادة إعمار غزة وإعادة الأمن إليها بعد الحرب.
وحكومة التكنوقراط هذه لن يكون لديها أى ارتباط مع أى حزب فى فلسطين، حيث سيتولى مستقلين مهنيين إدارة المرحلة الانتقالية، حتى إجراء انتخابات إذا سمح الوضع ذلك لاحقا.
من جانبه، قال وزير الخارجية الفلسطينى رياض المالكى إنه لا يتوقع «معجزات» فى المحادثات التى تجرى فى موسكو لبحث تشكيل حكومة وحدة فلسطينية وإعادة إعمار غزة. وتأتى المحادثات المقرر إجراؤها فى العاصمة الروسية بين ممثلى حركة حماس وحركة فتح، بعد أيام من استقالة رئيس الوزراء الفلسطينى محمد إشتية. وقال المالكى إن التغيير يستهدف حشد التأييد لدور موسع للسلطة الفلسطينية فى أعقاب الحرب التى شنتها إسرائيل على حماس فى غزة.
وقال المالكى عن المحادثات: «يحدونا أمل فى أن نتوصل إلى نتائج طيبة فيما يتعلق بتفاهم متبادل بين جميع الفصائل حول الحاجة لدعم حكومة تكنوقراط من المحتمل ظهورها».
وأضاف: «بالطبع لا نتوقع حدوث معجزات فى مجرد اجتماع بسيط فى موسكو، لكننى أعتقد أن اجتماع موسكو يجب أن تتبعه اجتماعات أخرى فى المنطقة قريبا».
وقال المالكي، الذى كان يتحدث على هامش اجتماعات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فى جنيف، إن استقالة الحكومة استهدفت كف الشركاء الدوليين عن قول إن السلطة لا تتعاون.
وأضاف: «نريد إظهار جاهزيتنا… للمشاركة واستعدادنا حتى لا ينظر إلينا باعتبارنا عقبة أمام تنفيذ أى عملية قد تمضى قدما».
واتهم المالكى أيضا مجلس الأمن الدولى بأنه «خذل» الشعب الفلسطينى لعدم قدرته على الاتفاق على تنفيذ وقف لإطلاق النار، مرددا تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش التى قال فيها إن الافتقار إلى موقف موحد تجاه القضية ربما قوض سلطة المجلس «تقويضا قاتلا».
وقال المالكي: «الآن فى غزة، أصبح وقف إطلاق النار هدفا بعيد المنال فيما يبدو. ومن ثم، نرى الناس يموتون».