خلال أيام تكمل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عاماً كاملاً، فى هذا العام وصلت أعداد المصابين نحو 100 ألف معظمهم من الأطفال والنساء، فيما زادت أعداد الوفيات أكثر من 41 ألف حالة، وتمثل هذه الحرب تحولاً كبيراً من ناحية الزمن الذى استغرقته، وحجم الدمار الذى لحق بغزة، حولها إلى بقعة غير صالحة للسكن الإنساني، ويجدد التذكير بمخططات إبادة وتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وأصبح من الواضح أن بنيامين نتنياهو بعد أن فشل فى جر إيران أو حزب الله إلى حرب واسعة، وفتح جبهة فى الضفة الغربية.
بعد عام كامل من الحرب والتدمير وقتل الأبرياء من الأطفال والنساء فى غزة ماذا حقق نتنياهو من أهدافه وأهداف الدولة المحتلة، لم يحقق أى شيء مما وعد به فى بداية الحرب وهو استعادة المحتجزين والأسرى ولم يتحقق رغم امتلاك إسرائيل كل الامكانيات الاستخباراتية التى تؤهلها لمعرفة مكان بعض المختطفين ورغم قيامهم بتمشيط قطاع غزة أكثر من مرة، أما الهدف الثانى هو القضاء على حماس، وهو لم يتحقق أيضا.
فما كان من نتنياهو – بعد فشله فى جر إيران وحزب الله إلى حرب تطيل أمد بقائه – إلا أن يتجه إلى الضفة الغربية وهو يعد هروباً جديداً من الفشل فى غزة، مع غياب أى تصورات أو خطط للحرب، ومما يدل على عبثية تلك الحرب وأن نتنياهو يديرها لمصلحته الشخصية ولإرضاء بعض مؤيديه من اليمين المتطرف وليس هدفه الأساسى إطلاق سراح الرهائن.
وهذا بالضبط ما نقلته صحيفة «يديعوت أحرونوت» على لسان عدينا موشيه، الأسيرة السابقة، والتى عادت من غزة فى صفقة تبادل الأسرى فى نوفمبر الماضي، عندما اتهمت رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو بـ»الكذاب»، وقالت: نتنياهو لا يريد صفقة، هو والجيش لا يعرفون أى شيء عن أنفاق حماس فى غزة، وأن الأنفاق متاهة ضخمة كبيرة وتمتد تحت الأرض فى جميع أنحاء القطاع، والضغط العسكرى لن يساعد فى إعادة الأسري.
ومع ذلك يواصل نتنياهو حربه التى يسعى من خلالها لإطالة وقت البقاء فى السلطة وتلافى المحاكمة، وخلال الأسابيع الأخيرة أفشل نتنياهو كل مشروعات وقف النار، وتمسك بخوض حرب لا تبدو لها نهاية، أو نتائج، بجانب لجوئه كل فترة لترديد ادعاءات وأكاذيب يستهدف بها الدولة المصرية، وهو ما ردت عليه مصر بحسم ووضوح، مثل مزاعم إغلاق المعبر وصولاً إلى وجود أنفاق أو دخول سلاح إلى الفصائل، وقد جددت مصر رفضها لتصريحات نتنياهو التى زج فيها باسم مصر، لتبرير تعطيل صفقة التبادل، واحتلال محور صلاح الدين، والخارجية المصرية فى بيانها رفضت تصريحات نتنياهو ومحاولته الزج باسم مصر، لتشتيت انتباه الرأى العام الإسرائيلي، وعرقلة التوصل لصفقة وقف الحرب وتبادل الرهائن والمحتجزين، وعرقلة جهود الوساطة التى تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة.
وتواصل مصر خوض حروبها ضد اتساع الحرب، وضد أكاذيب الاحتلال ومزايدات أذياله، وتتمسك برفض التصفية والتصعيد حفاظاً على الأمن والسلم الإقليمي، الذى يهدده نتنياهو.