أيام معدودات ويكون قد مرّ على حرب اسرائيل على غزة عام كامل بالتمام والكمال وهذا العام ليس كأى عام يمر على أى مواطن أو دولة أخرى تعيش فى أمن وسلام، إنه عام من الدمار الشامل بكل المقاييس فى البنايات وتكسير للطرق وقتل للأطفال والنساء والشيوخ والضعفاء.. وبمعنى أدق، انها حرب لا تبقى ولا تذر ولا حياة لمن تنادى.
للأسف، هذه الحرب التى يقودها بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل ومعه حفنة من مجرمى الحرب أمثال يوآف جالانت وزير الدفاع وبينى جانتس رئيس الوزراء المناوب ووزير الدفاع السابق ومعهم ديفيد برنيع رئيس جهاز المخابرات »الموساد«، الذى تمتد يده هنا وهناك لاغتيال الشخصيات العامة من رؤساء دول ووزراء وقيادات وغيرهم دون محاسبة من أحد لهؤلاء المجرمين.
نتنياهو تخطى الخطوط الحمراء بكثير غير عابئ بالأمم المتحدة ولا بالقانون الدولى الإنسانى ولا بالمجتمع الدولى الذى لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم.. لأن الضمائر أصبحت مستترة كما نقول فى اللغة العربية الصحف العالمية وشاشات التليفزيونات تبث لحظة بلحظة القتل والدمار والخراب وصرخات وويلات الأمهات الثكالى والجرحى فى المنازل والشوارع والأسواق والمدارس والمستشفيات دون رادع أو زاجر، إلى متى سيظل هذا الدمار؟!.. هل ستتوقف الحرب؟!، أم أن نتنياهو ماض فى غيه حتى يحقق مآربه ويحتل غزة كاملة خالية من السكان؟!.. إنها جريمة حرب، ولكن من يحاسب من.. الحكومة الإسرائيلية ماضية فى تنفيذ خطتها التهجيرية لسكان غزة بأى وسيلة كانت وبمباركة أمريكا.. والدليل واضح وضوح الشمس فى كبد السماء.. حيث انها ترسل لإسرائيل حاملات الطائرات والصواريخ وكل ما يلزم اسرائيل للحرب.. ناهيك عن المليارات من المساعدات.. والأكثر فجاجة، تأييدها فى الأمم المتحدة.. آسف فى تعبيرى، فأمريكا تقتل القتيل وتمشى فى جنازته.. سؤال يطرح نفسه، كم مرة جاء انتونى بلينكن وزير خارجية أمريكا إلى المنطقة رغم تحذيره من مخاطر حرب شاملة فى المنطقة، ماذا فعل وهل جاءت هذه الزيارات بنتيجة على أرض الواقع، كما تم استقبال نتنياهو فى أمريكا عدة مرات خلال هذا العام، وكان يتم استقباله استقبال الفاتحين.. حقاً انها مهزلة بكل المقاييس وضحك على المجتمع الدولى الذى لا حول له ولا قوة، بعد أن غلت يداه من اسرائيل وأمريكا التى تستغل قوتها العسكرية والاقتصادية.. ماذا ينتظر العالم الحر بعد عام من الخراب والدمار ضد شعب أعزل لا حول له ولا قوة ضمت باطن أرضه نحو 42 ألف شهيد، وفاق عدد الجرحى ما يزيد على 96 ألف جريح، ناهيك عن حالة الدمار المذرية التى لا حصر لها؟!
فى 20 مارس عام 2003 غزت الولايات المتحدة الأمريكية العراق، بحجة امتلاكها لأسلحة دمار شامل، مما أسقط نظام صدام حسين وخسائر بشرية قدرت بالمليون قتيل ومصاب وملايين المشردين.. لم يكن غزو أمريكا للعراق منفردة، ولكن بتكوين قوات تحالف دولية، وكان الهدف الاستيلاء على بترول العراق.. ما أقصده أين قوات التحالف الدولية لردع اسرائيل ورئيس حكومتها الذىيعيث هنا وهناك فى غزة وجنوب لبنان والعالم لا يملك إلا الشجب والاستنكار والتحذير؟!.. أما آن الأوان لحكماء العالم من أصحاب الضمائر الحية أن يقولوا كلمتهم ضد اسرائيل وأمريكا ومن والاهما، حتى يذكرهم التاريخ يوماً ما ويكونوا حديث الأجيال القادمة؟!.. إنا لمنتظرون.