تمر اليوم الذكرى الأولى للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتى بدأت فى السابع من أكتوبر 2023، خلال هذا العام وصلت الأوضاع فى الأراضى المحتلة إلى حالة من الإبادة المتكاملة تنفذها قوات الاحتلال على مدار اليوم دون انقطاع، وانهارت الأوضاع الإنسانية والصحية لتكتمل أركان «جريمة الحرب» التى ترتكب على مرأى ومسمع من العالم دون أن تحرك له ساكنا.
الاخطر أن الحرب على غزة بدأت تتوسع بشكل مقلق وبدأت الاحداث تعيد نفسها بنفس السيناريو وبنفس ترتيب الأحداث فى لبنان، بعد اشتعال الجبهة الحدودية مع دولة الاحتلال، حيث أصبحت معظم المدن اللبنانية تحت القصف الإسرائيلي، وبات النزوح أمرا يوميا لآلاف اللبنانيين، وسط تحذيرات من تردى الأوضاع الصحية والإنسانية كما حدث فى غزة.
وبالرغم من جهود التهدئة ومحاولات حقن المزيد من الدماء فى المنطقة، مازالت إسرائيل وإيران تتبادلان لغة تصعيدية عنيفة تنذر باتساع دائرة الصراع، بينما تدق طبول الحرب الشاملة بشكل أقوي.
اسكات البنادق
جوتيريش يطالب بإنهاء المعاناة فى غزة
45 شهيد و256 مصاب ضحايا مجازر أول أيام العام الثانى
الاحتلال يحاصر جباليا .. وموجة جديدة من النازحين
داخلية فلسطين: لا وجود لمناطق آمنة وجميع المحافظات مستهدفة
فى اليوم الأول من العام الثانى من الحرب الإسرائيلية الدموية على قطاع غزة، ارتكب الاحتلال الاسرائيلى ثلاث مجازر ضد العائلات راح ضحيتها 45 شهيدا وأصيب 256 آخرون خلال 24 ساعة.
اشارت وزارة الصحة فى غزة الى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلى إلى 41 ألفا و870 شهيداً وأكثر من 97 ألف إصابة منذ 7 أكتوبر الماضي.
وفى استمرار لسياسة استهداف الأبرياء، ارتكب جيش الاحتلال مجزرتين فى دير البلح بالمحافظة الوسطى فى قطاع غزة بقصف مسجد شهداء الأقصى الملاصق للمستشفى الذى يحمل نفس الاسم، ومدرسة ابن رشد حيث أن المسجد والمدرسة يؤويان مئات النازحين راح ضحية هاتين المجزرتين 24 شهيداً حتى الآن و93 جريحاً.
قال الإعلام الحكومى ان هاتين المجزرتين الوحشيتين تأتيان بعد سلسلة من المجازر ارتكبها جيش الاحتلال بقصف 27 منزلاً ومدرسة ومركز نزوح فى مختلف محافظات قطاع غزة خلال 48 ساعة الماضية، حيث أدى هذا القصف الفظيع المتواصل إلى ارتقاء عشرات الشهداء والجرحي.
فى الوقت نفسه، أعلن الاحتلال الإسرائيلى أمس أن قواته «تطوق» منطقة جباليا فى شمال قطاع غزة بعد تقييم يزعم أن حركة حماس تعيد بناء قدراتها هناك بعد أشهر من القتال والغارات الجوية.
وأفادت مصادر طبية باستشهاد مسؤول عمليات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» عاهد المقيد فى القصف الإسرائيلى على مخيم جباليا.
وشهدت منطقة جباليا موجة نزوح كبيرة خلال الساعات الماضية تزامنا مع توغل قوات الاحتلال فى المناطق الشرقية من مخيم جباليا وجباليا البلد، وتعرض المنطقة لقصف مدفعى متواصل من جيش الاحتلال.
كان جيش الاحتلال قد أنذر سكان المنطقة بإخلاء منازلهم، معلنا بدء عملية عسكرية بذريعة منع حركة حماس من استعادة قوتها وترميم بنيتها التحتية فى المنطقة.
قال الجيش الإسرائيلى إن قوات الفرقة العسكرية 162 انتقلت من منطقة رفح وبدأت تعمل فى جباليا، وأنها استكملت حصار المنطقة بهدف تنفيذ عمليات عسكرية.
وطلب المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاى أدرعى فى بيان عبر حسابه على منصة «إكس» من السكان الانتقال عبر شارعى الرشيد وصلاح الدين إلى «المنطقة الإنسانية» فى المواصى جنوبى قطاع غزة.
وحمل الإعلام الحكومى الاحتلال الإسرائيلى والإدارة الأمريكية كامل المسؤولية عن استمرار جريمة الإبادة الجماعية ومواصلة ارتكاب هذه المجازر ضد المدنيين فى قطاع غزة. وطالب المجتمع الدولى وكل المنظمات الأممية والدولية إلى الضغط على الاحتلال لوقف جريمة الإبادة الجماعية ووقف شلال الدم المتدفق فى قطاع غزة.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أمس خروج 23 مستشفى من أصل 38 فى قطاع غزة عن الخدمة. أشارت، فى بيان بالتزامن مع مرور عام على حرب الإبادة الجماعية فى قطاع غزة، أن حصيلة ضحايا القطاع الصحى بلغت 986 شهيدًا.
أضافت الوزراة أن 130 مركبة إسعاف خرجت عن الخدمة، نتيجة استهدافها وتضررها خلال العدوان الإسرائيلى المتواصل.
فى السياق، قالت وزارة الداخلية الفلسطينية، إنه لا صحة لادعاءات الاحتلال بوجود مناطق آمنة فى جنوب غزة، مؤكدة أن جميع محافظات القطاع تتعرض للاستهداف.
كما قال المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان إن الاحتلال يكرر مراحل الإبادة الجماعية التى بدأ بتنفيذها فى قطاع غزة منذ عامل كامل، حيث كثف قصفه العنيف على مناطق مدينة غزة وشمال القطاع، بالتزامن مع بدء توغل برى وإصدار خريطة إخلاء قسرى جديدة لسكان شمال القطاع المتبقين فيها، يعلن فيها بدء مرحلة جديدة من الحرب.
أوضح المرصد أن فريقه الميدانى وثق شن جيش الاحتلال أكثر من 70 غارة جوية وأحزمة نارية إلى جانب القصف المدفعى العنيف على جباليا ومخيمها وبيت لاهيا، والشمال الغربى لمدينة غزة.
وذكر أن القصف استهدف العديد من المنازل والتجمعات وعربة لتوزيع المياه ومركز إيواء يعج بالنازحين، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات.
من ناحية أخري، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن الحرب الإسرائيلية على غزة التى بدأت قبل عام لا تزال تعصف بحياة الفلسطينيين وتُلحق بهم معاناة إنسانية بالغة.
أكد جوتيريش فى رسالة مصورة لمرور عام على حرب الإبادة الإسرائيلية فى غزة، ضرورة أن يركز المجتمع الدولى على «الأحداث الرهيبة» التى وقعت، معربا عن تضامنه مع ضحايا الحرب وأقاربهم.
أضاف: «حان الوقت لإطلاق سراح الأسرى وإسكات البنادق ووقف المعاناة التى تجتاح المنطقة، الآن الوقت هو للسلام والقانون الدولى والعدالة». وشدد على «ضرورة عدم التوقف أبدا عن العمل من أجل التوصل إلى حل دائم للنزاع، يمكّن إسرائيل وفلسطين وجميع الدول الأخرى فى المنطقة من أن تنعم بالعيش فى سلام وكرامة واحترام لبعضها البعض».
وقال 12٪ من الإسرائيليين إنهم فقدوا أحد أفراد عائلتهم أو صديقا قريبا خلال الحرب على غزة أو هجوم «طوفان الأقصي»، وأشار 36٪ إلى أنهم يعرفون أحد القتلى فى الحرب أو خلال هجوم «طوفان الأقصي، ما يعنى أن 48٪ من الإسرائيليين يعرفون أحد القتلى فى الحرب أو خلال «طوفان الأقصي».