هل من الجنون أن نتخيل أن الكوارث والمآسى والحروب التى رأيناها فى عام 2024.. هذا العام الكئيب الذى لملم أوراقه للرحيل ستنتهى كل كوارثه فى العام الجديد الذى بدأ أمس.
هل سيأتى هذا العام الجديد الذى أشرقت شمسه أمس.. يأتى ومعه شتاء يتمتع فيه سكان سوريا بديمقراطية حقيقية على أرضها ويرون فيه طيوراً تغرد للحرية.. وشتاء لا نسمع فيه أخباراً عن توغل إسرائيل فى الأراضى العربية وبيانات عن مجازرها فى قطاع غزة الذى فقد معالمه وتحولت شوارعه إلى تلال من الأنقاش وعاش سكانه فى الطرقات وفى المخيمات ومات أطفاله من شدة البرد وأصبح أطفاله هياكل عظمية بعد أن شح الطعام والشراب والدواء.
وهل سنستسلم بأن السنة الجديدة 2025 ستكون مثل السنة الماضية؟.
فالأوضاع التى تتغير تحتاج إلى سنوات وعقود كما يقول الخبراء وأصحاب الرؤية المستقبلية أن السنة الجديدة ستكون فيها أيام مأساوية حيث ستعم الفوضى مناطق الشرق الأوسط وستسقط دول عديدة فى براثن المجاعات وسيعانى ملايين البشر من انتشار الأوبئة.
أما الخبراء فى شئون المناخ قالوا إن شتاء عام 2025 سيكون قارس البرودة كما نرى الآن مصحوباً بأعاصير وسيول وفيضانات تثير الرعب.
العام الجديد سيدخل بأيامه الرديئة ولنعرف أننا نعيش فى زمن رديء تلعب فيه الدول الكبرى دور الشيطان.
هكذا تمضى الأيام ويرحل عام 2024 حاملاً معه همومه وآلامه وأمنياته ما تحقق منها وما لم يتحقق تاركاً إرثاً جديداً للعام الجديد.. فالعالم كله يكاد يختنق من دخان الحروب فى الشرق والغرب والشمال والجنوب.. قتل ودمار هنا وهناك، جوع وإبادة، فقر وقهر وجحيم لا يراد له أن ينطفئ.
وتتوالى الأحداث طوال العام الماضى وآخرها ما يحدث فى سوريا الشقيقة.. ماذا جرى لمنطقتنا العربية؟ من المتربص بها.. من الذى يريد لها الهلاك.. والتمزق والتفتت.. ما كل هذا الشر ومتى يفيق العالم من أنانيته وبغضه للعدل والسلام؟
يقف الشرق الأوسط على حافة الهاوية جراء سقوط نظام الأسد على أيدى الجماعات الأصولية، فسقوطه يعطى دلالات قوية بأن مشروع الشرق الأوسط الجديد لن تتوقف مسيرته وسوف ينفذ مهما كان الثمن باهظاً بعدما سقطت الأقنعة الزائفة عن الولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية باحتواء التيارات الإسلامية وتقديمها بصورة عصرية تجعل شعوب المنطقة تقبل وجودهم على سدة الحكم.. دون رهبة من تطبيق مشروعهم الإسلامي.. ولذلك يمنحونم دعماً خفياً بمواقف.. ومعلناً بمواقف أخرى لتصنع منهم نموذجاً معتدلاً يمكن تطبيقه بدول أخري، تحتاج منطقة الشرق الأوسط إلى رؤية جادة تستند لاستراتيجية عربية خالصة تحفظ استقرارها وتحصنها من مؤامرات تحاك وتحجيم صراعات تدور رحاها بين قوى دولية غايتها تحطيم النفوذ الروسى ومنع الوجود الإيرانى فى ذات الوقت القضاء على البلطجة الإسرائيلية وإجبارها على القبول بعملية السلام.
تتعلق آمالنا بالعام الجديد بأن يكون بفضل وقدرة من الله عز شأنه.. عام سلام وأمان وأن ينتشر الرخاء والتقدم فى شتى ربوع العالم وأن تستفيق الشعوب وتحافظ على وحدة كلمتها.. وتعلى مصالح أمتها.. وتتفرغ للتنمية والتعمير والبناء.. نريد أن يعود السودان الشقيق قوياً عزيزاً موحداً.
نريد دولة فلسطين الأبية القوية.. نريد سوريا الشامخة المزدهرة.. نريد ليبيا الموحدة المستقرة.
نريد لكل بلدان منطقتنا العربية الأمن والسلام والرقى والازدهار.
نريد للعالم نبذ الصراعات والحروب والعمل على ما يحقق للبشرية.. الخير والرفاهية والتقدم دون تفرقة أو تمييز.