بعد مضى أكثر من عام من المواجهات والعدوان الإسرائيلى الذى بدأ من غزة لتمتد مساحاته الجغرافية ومسرح عملياته إلى دول أخرى فى المنطقة من جنوب لبنان حتى شمال سوريا ومن اليمن جنوباً حتى العراق شمالاً ولعل الجديد هو امتداد المواجهات إلى العمق الإسرائيلى شمالاً باستهداف تل أبيب وحيفا وفى قلب العاصمة الإيرانية طهران.
إن طوفان الأقصى أزاح فى طريقه مفاهيم سعت تل أبيب إلى ترسيخها عبر عقود منها نظرية الردع الإسرائيلى ولكن اسقطتها عناصر الكوماندوز من المقاومة الفلسطينية وأيضاً قبة إسرائيل الحديدية التى فشلت فى مواجهة الآلاف من الصواريخ التى انطلقت من غزة إلى غلافها ومدنها القريبة حتى القدرة على الرصد والتنبؤ والمتابعة فقد فشلت أجهزة إسرائيل فى توقع الميعاد أو سيناريو العمليات التى نالت من غطرسة الجيش الذى لا يقهر فوجد جنوداً فى الأسر فى مشاهد لا تنسى أثرت ومازالت على الصورة النمطية للجيش الإسرائيلي.
فشلت إسرائيل فى كل هذا واقتصر نجاحها الوحيد فى تفعيل آلة القتل وأدوات الدمار واستهداف المدنيين من الأطفال والشيوخ والنساء فى تجاوز لكل الأعراف والقوانين الدولية وحتى الإنسانية.
نجحت تل أبيب أيضاً فى رفع فاتورة عمليات الاغتيال التى طالت قيادات فى ساحات عديدة كما نجحت فى اختراق تكنولوجى كبير لشبكة الاتصالات الخاصة بحزب الله.
بعد عام من الإبادة الجماعية فى غزة والمأساة تزداد يوماً بعد الآخر فلا آلة القتل تتوقف ولا يمهل القاتل للدماء أن تجف وسط صمت ممتد من المجتمع الدولي.. صمت لم يقطعه إلا إدانات باهتة وبيانات شجب لا طائل منها ومناشدات أممية لتمرير مساعدات لا تغنى ولا تسمن من جوع.
مصر فى المحافل والندوات العالمية طالبت ومازالت بضرورة وقف إطلاق النار وحل الدولتين لتحقيق الاستقرار.
خلال عام كامل من حرب الإبادة ارتكب جيش الاحتلال أكثر من 3660 مجزرة فى القطاع الأمر الذى تسبب فى أن عدد الضحايا بلغ أكثر من 150 ألفاً ما بين شهيد وجريح ومفقود من المدنيين والأطفال والنساء.
الاحتلال الإسرائيلى دمر 90 فى المائة من المدينة باستخدام 85 ألف طن متفجرات الأمر الذى تسبب فى كارثة إنسانية لم تحدث من قبل.
>> خلاصة الكلام:
المنطقة العربية تعيش أسوأ مراحل التاريخ بداية من احتلال العراق والحروب الأهلية فى أكثر من دولة وجاءت مأساة غزة ولبنان لتزيد الأوضاع سوءاً والسبب فى ذلك المؤامرات والخيانة وحروب الميليشيات المأجورة والممولة من دول خارجية لتفتيت بعض الدول العربية.
لا أحد يعرف إلى أين تمضى السفينة أمام هذه التحديات التى تزداد يوماً بعد الآخر.
هناك خريطة جديدة للعالم العربى يتم اعدادها وإسرائيل تتصور أنها إذا نجحت فى تصفية القضية الفلسطينية بدعم أمريكى سوف تتفرغ لتصفية كيانات أخرى ولن تهدأ إلا إذا حققت مشروعها فى دولة إسرائيل الكبري.
على العالم العربى أن يعيد حساباته أمنياً واقتصادياً وإنسانياً وأن يكون على قلب رجل واحد من خلال اتحاد عربى ويراجع مسيرته أمام مؤامرة كبرى تهدد كل شيء فيه.