فقد “عامل” أعصابة في لحظة غضب، وقام بإنهاء حياة ابنته بالتعدي عليها بالضرب والخنق بلا رحمة لتوسلاتها ودموعها حتي الموت بسبب تجاوزها في الحديث معه.. وحتي يهرب الأب القاتل من جريمته ادعي قصة وهمية إصابتها بحالة إعياء وموتها المفاجئ بعد يوم عمل شاق معه بأرضه الزراعية، إلا أن رجال المباحث ارتابوا في روايته وكشفوا السر. وبمواجهته اعترف بكل شيء بدموع الندم.. تحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة التي تولت التحقيق.
الحادث الإجرامي المروع وقع بإحدى قري مركز دار السلام بصعيد محافظة سوهاج، ودارت أحداثة المأساوية عندما ضاق العامل الزراعي المتهم “حمدان” من سوء تصرفات ابنته “الأرملة صباح” بسبب عدم قدرته علي التفاهم معها وتجاوزها في الرد عليه دائما “بعلو صوت” حذرها منة كثيرا، وهو ما جعله يفقد أعصابه بعدما شعر بأنها جعلته “فرجة للجيران” لتصبح سيرتهم علي كل لسان، ويأخذ قراره في لحظة تهور شيطانية والدم يغلي في عروقه بتأديبها “بعلقة موت”، مهما كان الثمن حتى “لا يفلت عيارها” علي حد قولهم.
وقت الحادث أمسك الأب بها بعد أن أغلق عليها الباب، وانهال عليها ضربا بكل قسوة وبلا رحمة ودون أن تهتز مشاعره لصرخاتها، والتي دفعته لخنقها خوفا من الفضيحة وسماع الجيران بهما، ولم يتركها إلا بعد أن استسلمت له وفقدت النطق وأصبحت بلا حركة ليفاجأ في النهاية مع باقي أفراد أسرته بأنها ماتت وأصبحت جثة هامدة لينهاروا من هول الصدمة و”الورطة” التي أصبحوا فيها ويفكروا بسرعة وبهدوء أعصاب لسرعة الوصول إلى حل، ولم يجد المتهم أمامه وسيلة سوى الادعاء كذبا بموتها “بالسكتة القلبية” نتيجة الإرهاق والتعب بعد ساعات طويلة من العمل معه في تقطيع القصب بأرضهم الزراعية محاولا خداع الجميع بتلك التمثيلية الوهمية.
هكذا حاول الأب القاتل إيهام من حوله من الجيران وبدموع “الغش والخداع” بالقصة الوهمية لتتعالى صرخات وصيحات أهل البيت ومن حوله ويسرعوا وهم في حالة هياج وتوتر بنقل الضحية للمستشفى المركزي على أنها تصارع الموت، ومن الممكن إنقاذ حياتها لكن الأطباء أخبروهم بوفاتها، وارتابوا في موتها بعدما لاحظوا آثار ضرب وخنق بالرقبة ليتم التحفظ عليه وإبلاغ مركز الشرطة في الحال.
فور إخطار اللواء صبري صالح مدير أمن المحافظة انتقل رجال الأمن للمعاينة والفحص. وكشفت التحريات بمشاركة قطاع الأمن العام “تورط” والد المجني عليها في الحادث، وأنه مرتكب الحادث ومحاولته التنصل من جريمته بألاعيبه.. وبمواجهته انهار معترفا أمام اللواء محمود طه مدير المباحث بالتفاصيل الكاملة، مؤكدا أنه تخلص من “فلذة كبده” بدون قصد بعد خلاف معها، وكان يريد ردعها وتأديبها لسماع كلامه، وعدم التطاول في الرد عليه “بصوتها العالي” الذي حذرها منه كثيرا بلا فائدة، ولم يدر بأنه سيفقدها في لحظة غضب ويقضي بقية عمره في السجن جزاء تهوره وعدم التعامل بالحكمة والهدوء.. وانهار بعدها الأب في نوبة بكاء هيستيري وهو يردد “ضيعت نفسها وضيعتني معها”..
تم تحرير محضر بالواقعة، وقررت النيابة تشريح الجثة بمعرفة الطب الشرعي لتحديد سبب الوفاة قبل التصريح بالدفن وتسليمها للأهل.. وحبس الأب المتهم أربعة أيام علي ذمة التحقيقات مع مراعاة التجديد له في الميعاد لحين إحالته لمحكمة الجنايات بتهمة القتل العمد.. ولايزال التحقيق مستمرا.