خلال الأيام الماضية الجميع شاهد وسمع قصة الحاج عامر والمعجزة الإلهية ولمن لم يعرف تلك القصة سيعلمها خلال شرحى لها ولكن من منظور اليقين بالله لنستخدمه منهج فى حياتنا ولنعلم أن لا إله إلا الله منهجاً للحياة فالله هو الرافع الخافض المعز المذل المعطى المانع؛ عامر كان ذاهباًَ لأداة فريضة الحج وعند صعوده للطائرة أبلغوه أن لديه مشكلة أمنية وفور حلها كان جميع الحجاج صعدوا للطائرة ورفض كابتن الطائرة صعود عامر للطائرة وأبلغه الأمن بأنه ليس له نصيب فى الحج ولكن عامر لم ييأس وقال النية حج ولن أرحل إلا بصعودى للطائرة! هنا سأقف قليلاً: لكل شخص لديه حلم وهدف وهناك تحديات وعقبات وصعوبات أمام هدفه وعاجلاً أم آجلاً سيتم التغلب عليها بفضل الله؛ وكم شخصاً بحياته مثل كابتن الطائرة الذى يظن بحكم موقعه أنه سيمنع رزق الله كاتبه! وكم فى حياتنا مثل رجال الأمن بالطائرة الذين أبلغوا عامر بأن ليس له نصيب! فالكثير بحياتنا أسهل كلمة تقال مفيش نصيب ولا يعلمون بأنه ليس مجرد حلم بل هدف متوقفة الحياة عليه فبكل تأكيد أنت فقط من تدرك قيمة حلمك وهدفك أنت فقط من تكون حريصاً عليه؛ نعود للقصة مرة أخرى وبالفعل أقلعت الطائرة بدون عامر ولكن سرعان ما عادت بسبب وجود عطل وعادت الفرحة لعامر مرة أخرى ولكن بعد إصلاحها رفض الطيار للمرة الثانية صعود عامر وهنا أخبره رجال أمن المطار بأن الله لم يكتبها لك! ولكن عامر لم ييأس أيضاً وأصر على موقفه النية حج! أيضاً هذا الموقف نتعرض له فى كل هدف نريد أن تصل إليه فهناك من يستغل مكانته ويظن أن الرزق بيده ولا يعلم أن الله هو المعطى المانع فلا مانع لما أعطى ولا معطى لما منع! وأقلعت الطائرة للمرة الثانية بدون عامر ثم حدث عطل مفاجئ فعادت الطائرة مرة أخرى ولكن فى هذه المرة أدرك الطيار أن السبب عامر فأعلن بعدم إقلاعه بدون عامر! مشهد يلخص حقيقة الحياة وقدرة الله واليقين بالله؛ مشهد لم يستغرق دقائق ولكن بمثابة درس لحياتنا وخاصة لكل إنسان لديه حلم وهدف يريد أن يصل إليه يجب أن يعلم أن على نياتكم ترزقون؛ ويعلم أيضاً أن الرزق بيد الله فقط وما البشر إلا مجرد أسباب من المسبب وهو الله؛ فخذ بالأسباب وكأنها كل شىء وتوكل على الله وكأنها ليست بشىء؛ الرسالة الأهم لكل شخص فى موقع مسئولية لا تظن أن الرزق بيدك حتى ولو فى ظاهر الأمر بيدك ففى النهاية إليه يرجع الأمر كله فأنت مجرد سبب فقط ولكن لا يحدث إلا ما كتبه الله لك؛ الرسالة الأهم لا تيأس وليكن شعارك لا ابرح حتى أبلغ مهما مررت بصعوبات وعقبات وتحديات فلتعلم أن النجاح ليس الوصول لهدفك بسرعة وسهولة بل النجاح التغلب على تلك العقبات لأنها هى من تجعل منك شخصاً أقوى قادراً على مواجهة المستقبل.