موجة الحر الشديدة التى ضربت البلاد ودولا اخرى خلال الايام القليلة الماضية وحالة التوتر التى تنتاب الطلاب مع بدء موسم الامتحانات ليست وحدهما السبب فى تعاسة الملايين ..بل ان العالم خرج (جسديا) من غرفة طواريء جائحة كورونا ولكنه لم يخرج (نفسيا)ولا يزال الحديث قائما عن الآثار الجانبية لادوية وتطعيمات كوفيد19وامتد النقاش الى مشاركة القطاع الخاص المستشفيات الحكومية لتلبية احتياجات المواطنين فى الحصول على خدمة طبية متميزة ولكن مع مراعاة ان تكون بمتناول وامكانيات الجميع الاقتصادية وحتى لايتضرر اصحاب الدخول المحدودة حيث ان العلاج حق من حقوق المواطن
وعلى مايبدو ان التعاسة مازالت تطارد الملايين من حول العالم نظرا للصراعات المسلحة وظاهرة العنف التى نشهدها فى بؤر عديدة من انحاء العالم فضلا عن هجمة الذكاء الاصطناعى وما يعقبها من خسارة الوظائف بجانب تراجع قيم الديمقراطية وما نشهده من اعتقالات لطلاب الجامعات فى العديد من الدول الاوربية معقل الديمقراطيات كما يتردد ابلغ دليل.. وذلك اعتراضا على حرب الابادة للشعب الفلسطينى الشقيق والمطالبة بالوقف الفورى للحرب الاسرائيلية بقطاع غزة
من المؤكد ان حبس العالم لمدة عامين لمقاومة جائحة كورونا ومحاصرتها كان له تداعيات وتأثيرسلبى ممتد حتى اليوم ونلمسه حاليا على الحالة للصحة النفسية والعقلية ومزاج الناس !!
ورغم نجاح غالبية الدول فى التعافى جسديا من كورونا الا انه لم يعقبه تعافى نفسى مما يتطلب ضرورة مراعاة العناية بالذات وليس فقط السيطرة على التضخم وتحقيق نسب نمو لتحقيق الانتعاشة الاقتصادية
وتتناول حاليا الابحاث الاجتماعية و الدراسات النفسية الحديثة بالمناقشات نظرية كيفية التوصل الى امكانية تحقيق الناس لمفهوم السيطرة على البيئة المحيطة بهمحيث ان انعدام سيطرتهم يتسبب فى امتداد حالات الاكتئاب لديهم فضلا عن اصابتهم بمشاعر الخوف والفزع والجزع
ولانك لا تستطيع اصلاح حال العالم او ضبط موازين العدالة الدولية بدليل ما نراه حاليا من تهديدات لدولة عظمى لاعلى محكمة دولية بعد ان هبت الاخيرة لمعاقبة مجرمى الحرب وادانتهم لابادة المدنيين من ابناء الشعب الفلسطينى الشقيق..بل وامتدت الغطرسة الامريكية فى سعى واشنطن لمعاقبة جنوب افريقيا بسبب رفعها قضية ابادة ضد اسرائيل امام محكمة العدل الدولية
ومن الاهمية الاعتماد على قدراتك للتغلب على مشاكل الشعور بحالات الاحباط والخوف والتوتر والتعاسة والتى يعانى منها غالبية البشرية لاسباب مركبة ومتداخلة
اتصور ان سبب الاعتلال للصحة النفسية للغالبية العظمى من سكان الكرة الارضية مرجعه انعدام السيطرة على الذات فى نظام رأسمالى وليبرالى حديث تم تصميمه من اجل ضمان فقدان الاغلبية للسيطرة الحقيقية على حياتهم.
ومن الضرورى تفادى المبالغة فى الحديث مع النفس حتى ولوبصورة ايجابية لانه اذا ما طال يتحول من دفعة مشاعر ايجابية الى دائرة مغلقة من اللوم وتوبيخ وجلد الذات
ولان الانسان مخلوق يحب السيطرة عل مكونات البيئة فانه يمكنك البدء بالسيطرة على عقلك وغضبك وقدراتك الذهنية بالقراءة النقدية والتذكر والحفظ بهدف تحقيق غايتك والوصول الى درجة تحمل مسئولية افعالك الشخصية.
وتذهب بعض الدراسات العلمية الحديثة لطرح مجموعة من التوصيات للسيطرة على النفس فى ظل انعدام السيطرة على كل شيء آخر وتشمل التنفس ببطء وتفريغ الرئة من الهواء بتمرين يستمر لمدة 10 دقائق لتحسين الصحة النفسية والجسدية خلال اقل من اسبوعين واغسل وجهك فى الصباح الباكر بالماء البارد
كما تتضمن التوصيات والنصائح تناول الماء بدرجة حرارة الغرفة وليس من الثلاجة نظرا لان الماء المثلج يزعج المعدة ويتسبب فى عسر الهضم ولاتتناوله رشفة واحدة ولا تشرب كميات كبيرة دفعة واحدة وانت واقف او اثناء الجرى وان افضل وقت لتناول فنجان القهوة بعد ساعتين من الاستيقاظ
>>>
فعلا ان كثيرا من النفس لامارة بالسؤء لرفضها النصائح العلمية والايمانية وتجاوبها مع ما تهوى اليه وتحبه وتعشقهّ وهو ما قد يؤدى للتعاسة!!