السعادة ليست غاية بعيدة المنال بل هى رحلة تبدأ من الداخل.. يمكن لأى شخص ان يصبح سعيداً إذا تعلم التصالح مع ذاته.. واهتم بحياته النفسية والجسدية.
أول خطوة نحو السعادة هى أن تتصالح مع نفسك ركز على نقاط قوتك وتقبل عيوبك كجزء من شخصيتك.. توقف عن مقارنة حياتك بحياة الآخرين فما تراه فى الآخرين ليس الحقيقة الكاملة.. أمنح نفسك التقدير الذى تستحقه فحب الذات ليس أنانية بل ضرورة لتعيش حياة متوازنة.. الامتنان هو مفتاح آخر للسعادة.. خصص وقتاً كل يوم لتذكر النعم التى تملكها سواء كانت كبيرة أو صغيرة ستشعر بالرضا والامتنان أيضاً السعادة ترتبط بالعلاقات الإيجابية.. احط نفسك بأشخاص يدعمونك ويشجعونك على النمو وابتعد عن العلاقات السامة التى تستهلك طاقتك.
التقدير المتبادل والاحترام فى العلاقات هما أساس السعادة الاجتماعية.. اهتم بصحتك الجسدية فهى أساس المزاج الجيد.. النوم الجيد والرياضة المنتظمة.. وتناول الطعام الصحى كلها عوامل تعزز السعادة.
كذلك ممارسة التأمل أو تمارين الاسترخاء يمكن أن تساعدك فى تهدئة ذهنك وتقليل التوتر ولا تنسى أن تمنح نفسك وقتاً للراحة.. والاستمتاع بهواياتك المفضلة.
السعادة لا تتحقق فقط عبر الاهتمام بالذات بل أيضاً عبر مساعدة الآخرين ابحث حولك عن ناس يحتاجون للمساعدة وعندما تقدم شيئاً للآخرين فقد فتحت باب السعادة لهم ولك أنت أيضاً بالاحساس بكل من حولك سواء كانوا بعيداً عنك أو قريبين منك.
وهذا قد يفتح لك أبواب السماء فيغفر الله لك كل ما ارتكبته من أخطاء فى حق الآخرين بدون أن تقصد.
تقديم شئ للاخرين سواء دعماً مالياً أو نفسياً أو نصيحة أو حتى ابتسامة تجد السعادة تتضاعف بداخلك.
الأعمال التطوعية البسيطة مثل مساعدة صديق أو اظهار الاهتمام بشخص يحتاج إلى دعم.. تعزز من الاحساس بالرضا الداخلي.
وأخيراً السعادة ليست حالة مستمرة بل لحظات يمكننا صناعتها بأنفسنا وقد فعلتها عندما كنت أشاهد اسماعيل يس واستمتع معه بأغنيته المشهورة أصحاب السعادة.. وكذلك عادل إمام الفنان العظيم طوال عشرات السنوات بمسلسله الأخير أصحاب السعادة.
ولا تخف أبدأ من السعى وراء أحلامك أو اتخاذ قرارات جديدة تقربك نفسك مما تحب، السعادة اختيار يومى يبدأ بخطوة بسيطة وهى التصالح مع الذات.
اللقطة العبقرية
قد تكون لقطة واحدة التقطها مصور بارع أبلغ تعبيراً وأكثر تحريكاً للمشاعر فمازالت تهزنى تلك اللقطة العبقرية لطفل فلسطينى من أهالى غزة المنكوبة وهو يجلس وسط حطام هائل يحوطه من كل مكان.. وهو يأكل كسرة صغيرة من الخبز ربما كانت هى نصيبه اليومى من الطعام.. أما نظرات عينيه فهى تحمل من المعانى والكلمات والانفعالات ما لا يكفى لشرحها عشرات السطور إنها خليط من الأحزان المتراكمة على دماء الأهل والأحباب الذين شهد الطفل المسكين نهاياتهم المفجعة وآيات من الألم والحزن التى لن يمحوها الزمن وومضات من ثورة عاتية فى أعماق الطفل تنذر جلاديه بالانتقام فى يوم قريب يوم آت لا ريب فيه.
فلابد أن يدفع الظالم القاتل ثمن ما اقترفته يداه.. إنها سنة الحياة وشريعة الخالق سبحانه وتعالى وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون.
..وكتب نزار قباني
يا تلاميذ غزة
علمونا كيف الحجارة تغدو
بين أيدى الأطفال ماساً ثميناًً
كيف تغدو دراجة الطفل لغماً
وشريط الحرير يغدو كميناً
كيف مصاصة الحليب
إذا ما اعتقلوها تحولت سكيناً