من يتابع مسلسلات رمضان يلاحظ انها جاءت مختلفة ومميزة هذا العام، ليس فقط بسبب تنوع القصص والأفكار، بل لأنها تحمل فى طياتها مزيجًا فريدًا من العلاقات العائلية الحقيقية التى انتقلت من الواقع إلى الشاشة. لم يعد التعاون بين أفراد الأسرة فى عمل واحد مجرد مصادفة، بل أصبح ظاهرة لافتة تعكس كيف يمكن للروابط العائلية أن تضيف بعدًا آخر للأداء الدرامي، حيث يمتزج الفن بالمشاعر الحقيقية، مما قد يخلق حالة استثنائية من التفاعل بين الممثلين والجمهور.
هذا العام نشهد لقاءات درامية مميزة بين الآباء وأبنائهم، الأزواج، وحتى الأشقاء، فى أعمال متنوعة، بعضها يتناول قضايا اجتماعية حساسة، والبعض الآخر يمزج بين التشويق، الكوميديا والدراما الإنسانية.
ولا يقتصر الأمر على الآباء والأبناء فقط، بل يشمل أيضًا لقاءات زوجية مثيرة للاهتمام، حيث يجتمع حسن الرداد مع زوجته إيمى سمير غانم فى مسلسل «عقبال عندكوا»، الذى يقدم توليفة درامية اجتماعية كوميدية عن علاقات الزواج وما يسبقها من تحديات.
كما يشهد مسلسل «وتقابل حبيب» تعاونًا خاصًا بين المؤلف عمرو محمود ياسين وابنه محمود ياسين جونيور، وهو التعاون الرابع بينهما بعد عدة نجاحات سابقة. كذلك الفنان محمد رياض يشارك ابنه فى مسلسل «قبائل الصخرة»، الذى يعيد تقديم أجواء الصعيد بقصة مستوحاة من الواقع حول العمدة الفرماوى والشاب المتمرد عبد الحي.
بينما تتعاون الفنانة مى عمر مع زوجها المخرج محمد سامى فى مسلسل «إش إش»، وهو تعاون ليس الأول بينهما، لكنه دائمًا ما يثير الاهتمام بسبب الكيمياء الواضحة بينهما فى تقديم أعمال ناجحة.
فيما نرى الفنانة علا رامى في تجربة خاصة بمشاركة ابنها عمر خورشيد فى مسلسل «وادى النحل»، حيث تقدم دور أم متسلطة تعيش صراعًا مع ابنها المتزوج.
وعلى نفس النهج، يشهد مسلسل «سيد الناس» لقاءً فنيًا يجمع بين النجمة إلهام شاهين وشقيقها أمير شاهين، وكذلك الفنان أحمد زاهر وابنته ملك، فى دراما تتناول صراعات اجتماعية وإنسانية متعددة.
أما الفنانة فيفى عبده فتعود للعمل مع ابنتها عزة مجاهد فى مسلسل «العتاولة 2»، لتؤكد أن الموهبة لا تحتاج إلى وساطة كما صرحت سابقًا.
هذا التوجه الجديد فى الدراما يطرح تساؤلات حول مدى تأثير العلاقات العائلية على الأداء الفني، وهل تمنح هذه الشراكات مصداقية أكبر للمشاهد أم أن الحكم النهائى يظل فى يد الجمهور، ورغم أن مشاركة أبناء الفنانين أو عائلاتهم تثير دائماً الجدل حول مسألة «الواسطة»، إلا أن الواقع يؤكد أن معظمهم يملك موهبة حقيقية تستحق الفرصة. فالفن فى النهاية لا يعترف سوى بالموهبة والقدرة على الإقناع، والجمهور هو الحكم الأول والأخير. وبينما قد تكون الأبواب مفتوحة أمامهم بشكل أسهل، إلا أن الاستمرار والنجاح لا يأتيان إلا بالاجتهاد والإبداع. فى عالم الدراما، لا يكفى الاسم فقط، بل يبقى الأداء هو الفاصل بين من يستحق البقاء ومن يختفى مع الوقت.