طفرة كبيرة تحققت على صعيد علاقاتنا الخارجية خاصة مع الدول الكبرى التى أصبح ظهورنا فيها يليق بمكانة وتاريخ مصر على المستويين السياسى والاقتصادي، فى الحقيقة إن ذلك يرجع إلى أسباب عديدة تقودها رغبة الدولة الأكيدة والصادقة فى وضع البلاد فى مكانة لائقة وسط الكبار وتحسين علاقتنا مع كافة الدول فى إطار المصالح المشتركة والتنسيق والتكامل دون السيطرة أو الاستحواذ.
هذه الرؤية وضعتها القيادة السياسة منذ البداية فى العشر سنوات الماضية وتوافقت مع كل الآليات التى تصنع مكانة لمصر فى إطار التعاون المشترك وتبادل الأدوار والمهام لخدمة المجتمع العالمى بأنماط وأفكار نتميز بها حصريًا لا يمكن لغيرنا القيام بها خاصةً وأن مصر تمتلك مقومات نجاح دولية عديدة ويكفى انها دولة محورية لديها القدرة على ضبط إيقاع المنطقة على كافة الأصعدة، هذه الريادة النادرة أو القدرات الخاصة نجحت القيادة السياسة فى تعظيم الاستفادة منها بجهود كبيرة تمت بخطوات سريعة على كافة المحاور حتى وصلنا لهذه المكانة التى نحن فيها الآن فى تعاملنا مع كافة الدول بندية وشموخ وتمكن، ويكفى فقط أن نبرز ذلك ونؤكده فى مشهدين أو فعاليتين تحققتا هذا الأسبوع إحداهما فى تركيا والأخرى فى الصين.
إذا تطرقنا للمشهد الأول نجد عمق الدولة المصرية وريادتها فى المنطقة خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للعاصمة التركية أنقرة الأربعاء الماضى واستقبال الكبار والحفاوة التى تليق بشعب مصر ورئيسها، استقبال لبس ثوب الفخامة والعزة والكرامة، لبس ثوب التكامل والمصالح المشتركة ومواجهة الأزمات السياسية وتعزيز الاستثمارات المشتركة ومنح تسهيلات التبادل التجارى وغيرها من المصالح التى تخدم البلدين على كافة الأصعدة والأنشطة المختلفة، أما المشهد الثانى الذى يؤكد مكانة مصر الكبيرة عالميًا فهو ظهورها اللائق وبزوغها اللافت فى المنتدى الافريقى – الصينى الذى عقد هذا الأسبوع بالعاصمة بكين، حيث كان للدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء اهتمام خاص واستقبال يليق باسم مصر وحرصت القيادة السياسية الصينية على استقباله وكل القيادات الأخرى سواء على مستوى الصين أو الحضور من القيادات الأفريقية للمنتدي، ونجح فى توقيع عقود نهائية بمليار دولار تشمل مشروعات ضخمة فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، المنطقة التى لولا وجودها الآن لم نحصل على مثل هذه المشروعات التى تواجه البطالة وتحاصر الضخم وتوفر النقد الأجنبى المباشر.
شهادة لله نحن نعيش أزهى عصور التنمية ومايحدث فى مصر هو إنجاز بل إعجاز وعلينا أن نؤكد ذلك للجميع بكل فخر ولولا هذه الانجازات لانهزمنا فى أول جولة للأزمات والكوارث العالمية التى حدثت مثل كورونا والحرب الروسية– الأوكرانية وحرب غزة والكساد وصراعات الدول المتعددة.
وحتى لا نخرج عن سياق الحديث، أقول إن نجاحات مصر الخارجية وعلاقاتها الممتازة بالدول جاء نتيجة إصلاحات كبيرة على كافة المحاور فى العشر سنوات الماضية، هذه الإصلاحات حققت لمصر قدرات كبيرة نحتاجها فى تحقيق مصالحة سياسية كانت أو اقتصادية ومن هنا تلاقت المصالح وتسابق الجميع فى إنشاء علاقة ثقة ومصالح مشتركة مع مصر، وتحيا مصر آمنة مستقرة إلى يوم الدين.