هل سمعت يومًا خبرًا أن مصر طعنت أو غدرت أو تأخرت أو تدخلت فى شئون الدول الأخري؟ هل تحدث أحد يومًا أنها طمعت فى أى دولة؟ أو انتهكت قانونًا أو سيادة دولة أخري؟ أو تجاوزت الشرعية الدولية؟ أو لديها نوايا ومخططات توسعية؟ هل وجدتها يومًا خذلت الشقيق والصديق؟ هل شاهدتها تأخرت عن تقديم العون والمساعدة والدعم الشامل والإنساني؟ هل امسكت يومًا العصا من المنتصف عندما تتعلق الأمور بالحقوق المشروعة؟.. الحقيقة إن مصر بالفعل دولة عظيمة وشريفة فى زمن عز فيه الشرف.. المحن والشدائد والأزمات والاختبارات الحقيقية تكشف عن معدنها النفيس فهى التى تحيطها الصراعات والانقسامات والحروب والإرهاب والاقتتال الأهلى فى جميع الاتجاهات الاستراتيجية وعلى مختلف حدودها ورغم ذلك لم تتوان عن اطلاق الدعوات والوساطات من أجل توحيد الصف وإعلاء المصالح الوطنية فى هذه البلدان، ونبذ الانقسام، والحفاظ على وحدة وسلامة الدولة الشقيقة التى تجاور مصر وتعتبرها جزءًا من أمنها القومي.. مصر تتحدث بكل لغات العالم دائمًا عن السلام والأمن والاستقرار والبناء والإعمار والتعاون وتبادل المصالح والخبرات تلك معان سامية، لم تتحدث يومًا بلغة المتآمرين الطامعين، الذين يبثون الفتن فى الدول من أجل اسقاطها وافشالها.
حديث مصر عن السلام والأمن والاستقرار والبناء والتنمية والإعمار، لم يأت عن ضعف أو استكانة بل عن قوة وقدرة وثقة فى النفس، تتصرف بمنطق أنها الكبيرة وتتعامل بعزة نفس وكرامة وشموخ وتحفظ للدول والشعوب حقوقها، وترفض أن تشارك فى ظلم مهما كانت الأسباب والدوافع، ورغم الضيق أحيانًا وتراكم الأزمات إلا أن مصر لم تطمع فى أحد، وتتمسك بأهداب الشرف وتقبض على جمر الطهر والنقاء وسلوك الفرسان.. لا تبخل على الصديق والشقيق بالنصيحة الأمينة، والمعلومة التى تحفظ أمنهم والخبرات والدعم .. فى بلدى قيادة سياسية وطنية شريفة وعظيمة تقبض على جمر الشرف، رغم أن السياسة وألاعيبها وخداعها ومناوراتها لا تعرف هذه المباديء لكنه أسس مدرسة دبلوماسية جديدة عقيدتها وجوهرها الصدق والأمانة والسلام والاستقرار والبناء والتنمية بدلاً من الصراعات والحروب، والفتن فالإنسان أيا كان الإنسان وفى أى مكان هو الأعز هو الغاية، فلماذا نهدر الوقت والمال والثروات، فى الدمار والخراب الذى تخلفه الحروب والصراعات والمؤامرات والأطماع فتعالوا إلى كلمة سواء عنوانها الحوار ثم الحوار والتفاوض والحلول السلمية والسياسية، أن نجلس على طاولة واحدة مساحتها بسيطة لكنها تصنع الفارق وتوفر الارواح والدماء وتؤسس للتنمية والبناء والعمران، لا أن نشهر السيوف فى وجه بعضنا البعض، لنزهق الأرواح ونهدر الدماء ونفوت فرصة ثمينة للاستثمار فى البناء والتنمية والتعمير والرخاء وحق الإنسان فى العيش الكريم فخسائر الصراعات والحروب باتت لا طاقة للإنسان على تحملها.
هذه المدرسة العظيمة تنطلق من قوة وقدرة وردع، ترتكز على إيمان وصدق وقناعة، لذلك وصلت إلى عقل ووجدان الكثير والأغلبية من دول العالم إلا من احتل شيطان الاطماع والتوسع والاحتلال والهيمنة رءوسهم تعيث فى الأرض خرابًا ودمارًا وإبادة وقتلاً وطعنًا فى القوانين والمواثيق والمرجعيات والشرعية الدولية.
مواقف مصر وسياساتها فى منتهى النبل تجد خطاباتها تضيء بالعدل والحق والسلام والبناء والتعمير والتنمية، والاستقرار الذى يتحقق بالتعاون والحوار لا بالتطرف واشعال الحرائق وبث الفتن، وممارسة الألاعيب لنقض الاتفاقيات والمواثيق فإذا استرجعنا أزمات المنطقة وكيف تتعامل معها مصر؟ تجد أن خطابها فى ليبيا وسوريا، والسودان واليمن، ولبنان هو التأكيد على إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الانقسام وتوحيد الصفوف والحفاظ على وحدة وسلامة أراضى هذه الدول والجلوس على طاولة الحوار والتفاوض ليس هذا فحسب، بل دعت مصر واستضافت على مدار السنوات الماضية ومازالت كافة الاطياف السياسية فى بعض هذه الدول دون الانحياز لتيار أو فصيل معين، من أجل التقريب بينهم، واصلاح ذات بينهم، ودفعهم للحفاظ على أوطانهم، ومنع التدخلات الخارجية والحفاظ على أراضيهم وسيادة دولهم والتأكيد على أن مصر مستعدة لدعم المسار الذى يحظى بالاجماع من داخل هذه الدول، والمساعدة فى البناء والتنمية والإعمار بما لديها من امكانيات وقدرات وخبرات عريضة وعصرية لا نرى فى خطاب مصر إلا أحاديث الشرف والبناء والتنمية والإعمار تمد يديها للصديق والشقيق، تؤسس لعصر جديد ينطلق من التعاون وتبادل المصالح والاحترام المتبادل واحترام السيادة وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، فوق كل ذلك فهناك دبلوماسية البناء والتنمية والإعمار.
تستطيع أن ترصد خطاب مصر الذى تتصدره عناوين التعاون والبناء والتنمية والإعمار والسلام بات الشغل الشاغل للدبلوماسية الرئاسية المصرية، وأقوى أوراقها وهو ما يجعل مصر تنتصر لأنها تتحدث بلغة الصدق والشرف التى تخترق القلوب تعاون وبناء وتنمية فى دول القارة الإفريقية لدعم جهود الاشقاء فى التنمية وتوفير الخبرات والامكانيات والقدرات وفى الدول العربية الشقيقة مصر دائمًا جاهزة دون تردد وفى فلسطين، قضية مصر والعرب التاريخية رفضت مصر بقوة مخططات التهجير بأى شكل كان وتحت أى مبررات أو ذرائع وقدمت البديل الشامل خطة مصرية فحواها تعمير بلا تهجير، فمصر باتت محترفة عملاقة فى فنون البناء والتنمية والتعمير والإعمار، بلغت من درجات الابداع العمرانى اعلاها وتنطلق من تجربة ملهمة وما بعدها فى أى مكان بالنسبة لمصر نزهة فقد امتلكت جيوشًا جرارة تجيد البناء والتعمير والإعمار والتنمية لذلك فهى الحاضرة بتجربتها..