بعد مقتل طالب.. ووفاة معلم.. وواقعة «التختة»
قرارات الوزير كافية لعودة الانضباط لكنها تحتاج تنفيذ من إدارات التعليم
ظاهرة العنف فى المدارس أصبحت تهدد استقرار العملية التعليمية فى ظل اكتساب الطلاب العديد من الاخلاقيات الخاطئة التى وصلت إلى قيام طالب بقتل زميله مؤخرا داخل المدرسة بسلاح أبيض « مطواه « فى بورسعيد.
و الجديد أن ظاهرة العنف لم تعد تقتصر على الطلاب ولكنها امتدت إلى بعض المعلمين هذا العام التى وصلت إلى قيام مديرة مدرسة بالاعتداء على التلاميذ لفظيًا والتهديد «بالشبشب» فى المرج، وقيام ولى أمر بالاعتداء على معلم توفى بازمة قلبية نتيجة التجاوز فى مدرسة المقطم بالإضافة إلى واقعة التختة الشهيرة التى اصرت ولية الأمر على استعادتها بسبب نقل ابنها.
المؤكد ان القرارات التى أعلنها وزير التعليم ستعيد الانضباط إلى المدارس وبالفعل زادت نسب الحضور لكن المهم أن يمارس مدير المدارس والنظار سلطاتهم فى مواجهة العنف والتعاون مع الأسرة.
«الجمهورية» رصدت تصاعد وتير ة العنف وحاورت أطراف العملية التعليمية، من أجل التصدى لها، ومحاصرتها لضمان عدم استفحالها بشكل يهدد استقرار العملية التعليمية خاصة فى ظل ارتفاع نسب الحضور إلى 85٪ من الطلاب المسجلين.
خبراء التعليم، أكدوا على ضرورة عودة دور الأسرة كشريك أساسى فى تقويم سلوك أبنائها من الطلاب، مع تفعيل دور الأخصائى النفسى والاجتماعى بالمدارس لإعادة الانضباط مرة أخري، خاصة أن العديد من تلك الأفعال العنيفة والالفاظ التنمر التى يرددها بعض التلاميذ دون ادراك لتأثيرها السلبي، تكتسب من مشاهد العنف التى شاهدها الطلاب من خلال المسلسلات والأفلام وصفحات السوشيال ميديا.
أجمعوا أن قيام وزارة التعليم بتشديد العقوبات فى لائحة الانضباط المدرسي، مسألة إيجابية وضرورية لكونها مسألة رادعة للطلاب، كما أن سياسية الوزارة التى نفذتها مع بداية العام للحد من الكثافات فى الفصول مسألة ستنعكس بشكل إيجابى على الحد من تلك الظاهرة.
قال دكتور سليم عبد الرحمن استاذ المناهج وطرق التدريس، إن التربية الأسرية غير المناسبة لطبيعة الطالب بجانب الخلافات الأسرية والاعمال الدرامية التى تحتوى على مشاهد العنف والضرب والسب لا تتناسب مع طبيعة المجتمع المصرى والتى تصدر مفهوم البقاء للاقوى خاصة فى المناطق الشعبية.
طالب بضرورة عقد ندوات وبرامج توعوية لأبناء واسر المناطق والبيئة الشعبية حتى نقوم سلوكيات هؤلاء الطلاب من أجل تعامل سوى مع اقراهم.
أوضح أن سياسة وزارة التربية والتعليم فى تقليل الكثافات تساعد فى الحد من ظاهرة العنف ففى السابق كان يجلس فى الفصل الواحد 100 طالب لا يستطيع اى معلم السيطرة عليهم.
أشار الى ان غياب دور الأخصائى النفسى والاجتماعى له أثر سلبى فى غياب التواصل بين المدرسة وولى الأمر من أجل تفهم الخلافات الأسرية والعمل على عدم تأثيرها على الطالب خلق مناخ جيد لنشأه سوية.
أكد على ضرورة ان تغليظ العقوبة مثلما حدث مع طالبة حلوان التى تعدت على المعلمة وتم فصلها عام ولكن كان يجب نقلها من المدرسة حتى تكون العقوبة رادعة لكل من تسول له نفسه فعل ذلك مثلها.
ياسر عمارة مدير مديرية تعليم السويس، أوضح أن ظاهرة عنف ولى الأمر هى الأكثر انتشارا خاصة هذا العام سواء التلفظ او التطاول مع ارتفاع نسب حضور الطلاب الى المدارس مطالبا بضرورة تعريف ولى الأمر بلائحة الانضباط المدرسي.
أكد ان ارتفاع نسب الحضور مع وجود التقييمات الأسبوعية ساعد فى زيادة الظاهرة لان هناك العديد من أولياء الأمور يرفضون ذهاب أبنائهم الى المدرسة بعد سنوات من عدم الانضباط نتيجة فيروس الكورونا.
اما عن حالات عنف الطلاب بينهم وبين بعض فهى حالات فردية نظرا للثقافة المحيطة بالمناطق الشعبية من عنف نتيجة لوسائل التواصل الاجتماعى والمسلسلات والأفلام بجانب التنمر داخل المدارس لذلك تلعب المدرسة دوراً مهماً فى تقويم السلوك بإقامة جلسات تعديل سلوك للطلاب توجيهه للأنشطة واشراكه فى الشرطة المدرسية أو ابعاد هؤلاء الطلاب عن بعض حتى لا يحدث احتكاك.
أشار إلى ان لائحة الانضباط الجديدة اعادت السلطة الى مدير المدرسة ويستطيع أن يعاقب كل طالب أو يفصله اذا كان عنفه تجاوز الحد مع ضرورة تشديد الاشراف داخل المدارس للحد منها.
مضيفا أن الأهم هو تنفيذ هذه القرارات وطالب بضرورة وجود بند فى اللائحة ضد عنف ولى الأمر ضد المدرسة مع تنظيم ندوات للتعريف خطورة العنف المدرسي.
«أولياء الأمور»
رآى محمود عبدالرازق مدير إدارة المعادى التعليمية، أن أولياء الأمور احد الاسباب الرئيسية فى انتشار العنف داخل المدارس الانفلات الأخلاقى بأنهم تركوهم فريسة لوسائل التواصل الاجتماعى دون متابعة او مراقبة على ما يتم مشاهدته وعدم متابعته داخل المنزل عند استعمال العنف مع الآخرين.
طالب بضرورة تطبيق القانون بحزم من أجل عودة هيبة المعلم مرة أخرى داخل المدرسة والطالب الذى يعتدى على المعلم او احد زملائه يتم تحويله لنظام المنازل ويحرم من الجلوس فى المدرسة الا فى أيام الامتحانات فقط سيعيد الانضباط مرة أخرى داخل المدارس.
أعرب عن اعتقاده، أن قانون 313 الذى اعطى تلاميذ الصفوف الأولى النجاح بقوة القانون ساعد فى عدم وجود التزام من جانب التلاميذ الذين يذهبون الى المدرسة ولم يعتادوا على الإلتزام بقوانين العملية التعليمية.
أضاف اشرف حلمى مدير إدارة الخليفة التعليمية ان الأسرة تلعب دوراً كبيراً فى تنشئة الطلاب من خلال ابعادهم عن مشاهد العنف والبعد عن مشاهد التلوث البصرى والاخلاقى وتوجيه طاقاتهم الى ممارسة الرياضة.
أشار الى ان المدرس مثقل بالحصص والإشراف داخل المدرسة فكيف يستطيع المتابعة الجيدة لسلوكيات الطلاب والإلتزام بالشرح أيضًا ويجب أن تكون للأسرة دور اساسى فى متابعة التنشئة الجيدة وان يكون العقاب الفصل لفترات طويلة للعنصر القلق حتى نتفادى انتشار عنفه لباقى الطلاب وتقليده.
أكد أنه يجب أن تكون هناك توعيه من جانب المساجد والكنائس على حسن التعامل مع الآخرين خاصة زملاء المدرسة والمعلمين وحقوق الجار.
اوضح ان مدارس التربية العسكرية ساهمت فى عودة الانضباط فى مدارس التعليم الفنى فلماذا لا يتم تطبيقها على طلاب المدارس الإعدادية ذات الكثافات العالية وفى مناطق شعبية وتكون هناك صلاحيات لمدير المدرسة بأن يتم التدرج فى العقوبة.
اقترح نقيب المعلمين فى القاهرة الجديدة كرم عبداللاه، بتنظيم لقاءات دورية مع أولياء الأمور بغرض شرح لوائح الانضباط المدرسى التى طبقتها الوزارة هذا العام، ولضمان سرعة علاج آى اعوجاج يظهر فى أحد التلاميذ بشكل يقومه ويجعله ينخرط فى المسار السليم للعملية التعليمية.
وأضاف أن إعادة هيكلة الأنشطة الثقافية والرياضية وتحفيز الموهوبين سوف يجعل الطلاب يفرغون طاقاتهم بشكل إيجابى بعيد عن العنف والتنمر.