ناقش اتحاد المصارف العربية خلال الايام الماضية برئاسة محمد الاتربى رئيس البنك الاهلى المصرى قضية خطيرة ومهمة جدا ألا وهى الاحتيال المالى فى مؤتمر موسع على مدار ثلاثة ايام متواصلة واكثر من 12 جلسة بمدينة شرم الشيخ شارك فيها العديد من الخبراء والمتخصصين وقيادات من البنوك حيث ناقشت جلسات المؤتمر مخاطر تصاعد الجرائم المالية واساليب الاحتيال المالى المصرفى والتى تسببت فى خسائر تقدر بمليارات الدولارات سنويا للبنوك على مستوى العالم.
اوضح الاتربى فى كلمته ان الاحتيال المصرفى من اكبر التحديات التى تواجه البنوك العربية واصبح أكثر تعقيداً من اى وقت مضى حيث يعتمد المحتالون على تقنيات متقدمة مثل الهندسة الاجتماعية واختراق البيانات والبرمجيات الخبيثه وغسيل الاموال والتزوير الالكترونى مشدد على ضرورة التحرك سريعا وفعال لمواجهة مثل هؤلاء المحتلين والنصابين المحترفين الذين يطورون اساليبهم باستمرار مما يحتم علينا سرعة استخدام تقنيات متطورة مبتكرة حديثه الى جانب العمل على زيادة الوعى بحملات مستمرة.
واضاف الاتربى ان لجنة الامن السيبرانى باتحاد البنوك قامت بالتنسيق مع الادارة المركزية لمكافحة الاحتيال بالبنك المركزى المصرى بعقد عدة اجتماعات الفترة الماضية تم خلالها مناقشة احدث انماط الاحتيال المالى المالى واليات واساليب مواجهتها وكان اهمها تبنى حملات توعية موحدة للعملاء من بعض شرائح المجتمع من البسطاء الذين يفتقدون اساليب اساسيات استخدام العمليات المصرفية الرقمية لان تلك هذه الشرائح هى المستهدفة من كافة المحتالين والنصابين بالاضافة الى انه تم ايضا حس البنوك على تطوير ثقافة مكافحة الاحتيال من خلال تدريب موظفى البنوك ونشر الوعى العام.
وشدد رئيس اتحاد المصارف العربية ايضا على ضرورة تطوير اطار تنظيمى وتشريع موحد وتحديث القوانين المصرفية لمكافحة الاحتيال مع فرض عقوبات رادعة وتوحيد معايير الامتثال والمراجعة بين البنوك فى مختلف الدول العربية الى جانب استخدام التكنولوجيا المتقدمة فى مكافحة الاحتيال باستخدام الذكاء الاصطناعى وتحليل البيانات فضلا عن انظمه الانذار المبكر الذى استخدم التعلم الآلى لرصد العمليات المشبوهة قبل حدوثها بالاضافة الى تبنى معايير دولية لمكافحهةالاحتيال من خلال التنسيق مع المنظمات الدولية وتطبيق المعايير العالمية فى مجال غسيل الاموال وتمويل الارهاب مع تبادل الخبرات حول احدث التقنيات واساليب مكافحة الاحتيال.
ورغم الجهود التى تبذلها الحكومات والمؤسسات المالية والبنوك لمكافحة هذه الظاهرة الا ان استخدام النصابين والمحتلين التقنيات المتطورة الحديثة مثل الذكاء الاصطناعى والتزييف العميق او من خلال وسائل البريد الالكترونية المزيفة او المكالمات الهاتفية الوهمية ادت الى تزايد هذه الظاهرة وخير دليل على ذلك ما حدث خلال الايام الماضية فى منصه F.B.C التى التى نصبت على المواطنين وحصلت منهم اكثر من 6 مليارات دولاربزعم توظيفهم ومنحهم ارباحا وهمية خيالية وهو رقم فلكى ضخم يكشف عن احدث الطرق والاساليب المبتكرة التى اتبعها النصابون والمحتالون لخداع وجذب ضحايهم حتى استطاعوا الوصول الى هذه الارقام المفزعة بالعملة الصعبة منهم وهذه حالة واحدة تم ذكرها وهناك حالات أخرى لم يتم ذكرها.
وهناك ضحايا تعرضون لعمليات نصب واحتيال لم الاعلان عنهم وبالفعل حدث ايضا خلال الايام القليلة الماضية تعرضت زوجة احد الزملاء لعملية تحايل ونصب تم من خلال اتصال تليفونى بها على انه موظف من احد البنوك ومطلوب منها تحديث بيانات حساباتها الشخصية الغريب فى هذه الحادثة ان هذا النصاب الذى اتصل بها ابلغها وهو يتحدث معها بكل حساباتها الموجودة فى هذا البنك ونوعيتها وهو ما جعلها لا تشك لحظة فيه وقامت باعطائه بياناتها لتكتشف انها وقعت فى فخ نصب واحتيال ليسحب من رصيدها مبالغ مالية كبيرة.. والسؤال الذى يثير علامات الاستفهام عديدة الا وهو: هل حسابات العملاء فى هذا البنك مخترقة؟ لأنه كيف عرف هذا المحتال والنصاب حجم ونوعية حساباتها بالضبط وكأنه يحفظها جيدا.
لاشك ان ظاهرة الاحتيال المالى والمصرفى تمثل تحدياً خطيراً للبنوك والمؤسسات المالية والمصرفية خلال هذه المرحلة لما لها من اثار سلبية كبيرة على العملاء والمواطنين لانها تتسبب فى احداث نوع من القلق والخوف لدى العملاء على مدخراتهم وتعرضهم لعمليات احتيال ونصب.
فظاهرة المحتالين والنصابين تحتاج الى مواجهة حاسمة تتضافر وتتكاتف فيها كل الجهود للتصدى لها بكل حزم وقوة لحماية المواطنين من خلال استراتيجيات وتكنولوجيا متقدمة واصدار تشريعات مشددة وصارمة مع زيادة نشر الوعى المالى من خلال تكثيف حملات التوعية التى تقوم بها البنوك والمؤسسات المالية والمصرفية للتحذير من المحتالين والنصابين.
فما يقوم به اتحاد المصارف العربية من جهود كبيرة سيساهم بشكل كبير فى مواجهة ظاهرة الاحتيال المالى والمصرفى خلال المرحلة القادمة والتى يتطلب التعاون والتنسيق مع كافه الجهات المعنية للحد منها والسيطرة والتغلب عليها لحماية عملاء البنوك والمواطنين من المحتالين والنصابين.