الطير هو صاحب المنطق والعلم الذى أتاه الله لسليمان.. والطير هو يقين إبراهيم الذى اطمأن إليه قلبه بعد أخذ أربعة وصرهن إلى الجبل وعدن إليه، وحملت الحمامة بشارة النبى نوح والناجين معه من الطوفان عندما جاءت إليه وفى فمها غصن الزيتون وتشير إلى الأرض، وحركة الطير ليست واحدة، وانتبهت اللغة لذلك، فإذا حرَّك جناحيه فى طيرانه وحام حول شيء ثم ارتفع قيل: «رفرف»، وإذا طار فى كبد السماء قيل «حلق»، فإذا بسط جناحيه فى الهواء وسكنهما فلم يحركها قيل «صف» وهذا معنى قول تعالى «والطير صافات». ومن العجب طيران الطير فى الهواء وعدم سقوطه مع ان الهواء اخف وهو أثقل!، وهذا ما استوقف «القزوينى زكريا بن محمد بن محمود» فى كتاب «عجائب المخلوقات»، فالطير مسخرات فى جو السماء لا يمسكهن إلا الله، وربما كان هذا التعبير القرآنى «المسخرات فى جو السماء» أعظم توصيف لكل ذى جناحين يرفرف فى سماء ويحط على أرضه الواسعة بحساب وميقات وميعاد يحدد مواسم التزاوج والهجرة والتكاثر ويجعل الذكر يقترب من الأنثى ويناجيها، فما ان يقترب فصل الربيع حتى تنطلق تغاريد الحب ويناغى البلبل غصن الفل ويستعرض الذكر الريش ويتباهى بقوته، وكلاهما يستخدم التغريد لجذب الطرف الآخر حتى الغربان والبوم تتغير أصواتها فى موسم التزاوج، وتتمتع الأنثى وتنقر ريش الذكر وتهرب منه فيقترب حتى يتناجيان، ويتم التواصل فإن سكن الطائر يتحول من عش واهن وضعيف إلى بيت تنشغل فيه الأنثى بوضع البيض ويقوم الذكر باحضار الطعام ويتناوب كلاهما احتضان البيض إلى ان يفقس، كما يتناوبان حماية الصغار بعد خروجها من البيض، وتوفير الغذاء والماء لها، وتعليمها كيفية الطيران والاعتماد على نفسها فى البحث عن الغذاء وبحلول الربيع تبدأ الذكور، وهى التى اختصها الله بالجمال دون الاناث، فى عرض زينتها وابراز جمال ألوان ريشها وغنائها بعذب الألحان لاستجلاب قلوب الاناث فيتم التزاوج، ثم تبيض ويفقس البيض خلال 14 يوماً إلى شهرين بحسب نوع الطائر،.. وقد ثبت ان هرموناً تفرزه الغدد النخامية فى جسم الأنثى (البلورلاكتين) ينبه إلى افراز «اللبأ» فى بعض الطيور كالحمامة وهو سائل أبيض غليظ القوام تفرزه حويصلة الحمامة وتطعم بها افراخها وهو أشبه بلبن الأم».
ولكن كيف تطلق الأسماء على الطيور مثلاً؟ نقول «هدهد» وفى الانجليزية يقولون «Hoopeo» فالاسم جاء من الصوت «hoop – hoop» كما فعل العرب تماماً واسمه «هدهد»، وكما فعلوا مع طير (الوروار) الذى تغنى له السيدة فيروز، ذلك لأن فى ندائه يصيح بما يشبه هذه الكلمة (ور – ور)، وهناك اسماء من بناء وشكل أجسام الطيور كالشحرور الذى يسمى بالانجليزية Blakbird لعموم السواد بجسمه.
هذا فضلاً عن تسميات أخرى بحسب الأمكنة أو بحسب اسم الشخص الذى اكتشفه.