هل سألت نفسك لماذا الاستعمار قديمًا والحروب التى تشن ضد بعض الدول؟.. وهل سألت نفسك لماذا حديثًا مخططات هدم الدول، ومحاولات اسقاطها؟ ولماذا صنعوا الإرهاب والميليشيات المسلحة التى تتاجر بالدين لخداع وتضليل الشعوب؟ ولماذا زرعوا جماعة الإخوان المجرمين فى الجسد المصرى والعربى وهى صاحبة توكيل الخراب والدمار والتآمر والإرهاب والخيانة؟ خاصة أنه تنظيم وظيفى لا يعترف بأرض أو وطن أو حدود وأنه يدار ويتحرك طبقًا لأجندات ومؤامرات وتعليمات خارجية، ويخوض مع جميع الميليشيات الإرهابية الأخرى حروباً بالوكالة لهدم الدول نيابة عن قوى الشر وهى أيضا التى كانت تقوم بحروب الاستعمار قديمًا، وهل سألت نفسك لماذا حملات الأكاذيب والشائعات المتواصلة؟ ولماذا يستهدفون عقلك بالتشكيك والتشويه والتزييف والتحريض وبث الفتن وهز الثقة بين الشعوب وأنظمتها؟.. الهدف واضح هو هدم الدول واسقاطها واشاعة الفوضى والانفلات فيها بحيث تتساقط فيها الدول الوطنية ومؤسساتها وتفكك جيوشها، وبالتالى لا تجد قوى الشر والتآمر أى مقاومة فى تحقيق أهدافها وسلب مقدرات وثروات هذه الدول وصياغة خرائط جديدة جغرافيًا لا تسمح باستعادة وإعادة هذه الدول إلى مسيرتها الأولى قبل السقوط حيث الدولة الوطنية والمؤسسات والجيوش التى تحفظ أمن واستقرار الأوطان والشعوب.
الحقيقة أن قوى الشر لها أهداف واطماع ومصالح تسعى لتحقيقها عبر هذه المخططات والمؤامرات تبحث عن مصالحها وهى بالنسبة لها عقيدة حتى وأن كانت خبيثة وشيطانية إلا أنها تحقق مصالحها وأهدافها فى مزيد من القوة والتوسع والهيمنة ليست فقط أفكاراً سياسية ولكن ربما تكون أوهاماً دينية، مثل إسرائيل تزعم أنها تحقق نبوءات تليمودية وتوراتية تحت مزاعم وأوهام إسرائيل الكبري.
هذا هو شأن دول وقوى الشر التى تسعى إلى استعمار دول أخرى والهيمنة على أرضيها وثرواتها ومقدراتها من خلال هدمها واسقاطها، لكن السؤال المهم هل انتبهت الدول المستهدفة لهذا الخطر الداهم، والمؤامرات والمخططات الشيطانية، هل استفادت من التجارب الأخرى فى الماضي؟ هل قرأت خريطة التهديدات، واخترقت عقل المؤامرة المريض؟ ثم ماذا فعلت بعد أن ادركت أنها فى دائرة الخطر والاستهداف وعلى قوائم المطلوبين فى مخطط الشيطان لقوى الشر؟ هناك دول لم تع ولم تنتبه فكما أن الشعوب يجب أن تتمتع بأعلى درجات الوعي.. الدول أيضا لابد أن تملك الرؤية والاستشراف واليقظة، وبالتالى تتسلح بمقومات القوة والقدرة على المواجهة، والاستعداد للمواجهة وسيناريوهات الشيطان بل تم استدراجها واستنزاف قواها فى مهاترات، ومقامرات لم تسمن أو تسفر عن أى نتيجة سوى اضعاف قدراتها كما أن بعض الدول لم تنتبه لخطورة الانقسام واهمال بناء الدولة الوطنية ومؤسساتها وجيشها تحت ما يسمى دولة القانون والمؤسسات والمواطنة ولكنها سمحت بتفشى وتفاقم ظاهرة الطائفية والمذهبية والانقسام وأيضا هناك من تجاهلت مشروعات الاصلاح الحقيقى والشامل سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا لتعظيم تماسك واصطفاف الشعوب فى مواجهة الطوفان القادم.
من نعم الله على مصر أنها استطعت قبل أكثر من 11 عامًا ويمكن أن أقول إن مؤامرة 25 يناير 2011 ينطبق عليها قول المولى عزوجل «وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم» فقد ادركت مصر أنها هدف ثمين وعلى رأس المطلوبين وأنها الشوكة التى تقف فى حلق المخطط والمؤامرة بعد أن نجت من براثن مؤامرة يناير 2011 ثم من نعم المولى عز وجل أنه سخر لها قائدًا عظيمًا وطنيًا وشريفًا بالمعنى الحرفى للكلمة وعى مبكرًا وأدرك واستشرف المستقبل من هنا تفرغ وسابق الزمن لبناء قواعد القوة والقدرة الشاملة ليس عسكريًا فحسب بل اقتصادى وتنموى وسياسى واجتماعى وخارجى فباتت مصر تقف على أرض شديدة الصلابة، بل اكتملت معادلة القوة المصرية فى قيادة حكيمة وواعية لم تغامر بمصر فى مواجهات الاستنزاف واحتفظت بكامل قوتها وقدرتها، ثم بناء الدولة الحديثة القوية القادرة على تلبية احتياجات الحاضر والمستقبل تمتلك أدوات النهوض واستقبال الفرص الثمينة، وشعب على درجة كبيرة من الوعى الحقيقى والفهم الصحيح والاصطفاف وبالتالى الأمن والاستقرار، وهو ما يجب الحفاظ عليه بتواصل مستمر لعملية بناء الوعى والفهم، ثم بناء الجيش الوطنى القادر والمتمثل فى جيش مصر العظيم وتحول إلى أحد أقوى الجيوش فى العالم برؤية تستوعب كافة متطلبات حماية الأمن القومي، والتصدى لمحاولات المساس بالأمن القومي، ومصر العظيمة لم تقبل يومًا وجود قواعد أجنبية على أراضيها وهو تجسيد حقيقى للشموخ والقوى المصرية، ولم تستعن بأى جيوش خارجية لحماية أمنها ومقدراتها وهو ما يعكس عظمة القرار والجيش المصري.
الرئيس عبدالفتاح السيسى تحدث خلال زيارته لإكاديمية الشرطة السبت الماضى أن هناك أجهزة مخابرات معادية تسعى لهدم الدول، وهى عبارة عن مباراة يتصارع فيها طرفان الأول غير أخلاقى يسعى للهدم والاسقاط ويتسلح بكل صنوف العتاد، والثانى هناك احتمالان إما أن يكون لم يستعد جيدًا ولم يتسلح باللاعبين الاكفاء والخطط والرؤى الصحيحة، وبالتالى فإنه مهزوم لا محالة، والاحتمال الثانى ويمثل مصر السيسى أنه ادرك مبكرًا واستعد جيدًا وبنى القوة والقدرة وعرف وألم بخطط الخصم، لذلك هو قادر على المواجهة والانجاز الذى لا ينساه المصريون لقائدهم أنه بنى دولة قوية وجيشاً فى أعلى درجات الجاهزية وشعباً حرص على مصارحته وانتهاج الصدق معه فعاشت مصر دولة فتية عصية.. لذلك علينا أن نعيد قراءة رؤية البناء والتنمية والإصلاح التى قادها الرئيس السيسى لندرك أنه قائد عظيم واستثنائى ومازال يسابق الزمن ويتعامل بحكمة ورؤية فى مواجهة تهديدات غير مسبوقة، بنى دولة، واقتصاداً وجيشاً ومؤسسات، دولة وطنية عظيمة، شعب واع وفاهم وصاحب إرادة صلبة وفى حالة اصطفاف وطنى لذلك لا خوف على مصر التى حفظها الله وسخر لها من الشرفاء من يوفر لها الحماية والأمن والاستقرار..