فى الوقت الذى يعانى فيه أهالينا فى الصعيد من موجات الحر الشديد ومحاولة التعايش مع قرارات تخفيف الأحمال على شبكة الكهرباء، وما يعانيه كبار السن والمرضى من اضرار نتيجة ارتفاع حرارة الشمس.
هناك طرف ثالث يبتلع التيار الكهربائى بأحمال مرتفعة مثل ورش كسارات ومطاحن أحجار معدن الذهب فى اطراف قرى أسوان، والتى تعمل غالبيتها دون ترخيص.
الحكاية بدأت عندما تقدم أهالى مدينة الرديسية فى ادفو بأسوان بعدة شكاوى للمسؤولين تتهم ورش كسارات وطحن معدن الذهب فى إضعاف التيار الكهربائى بالمدينة
وقرر محافظ أسوان اللواء أشرف عطية إعداد حملة لضبط المخالفين، وقامت الحملة بفصل التيار الكهربائى المغذى لكسارات وطواحين الذهب وقطع الكابلات الموصلة لها ومصادرتها، والسؤال الآن: هل تمتد حملة ضبط مخالفات استخدام التيار الكهربائى الى قرى مراكز أسوان الخمس؟
وتاريخيا تعانى القرى النائية وقرى الظهير الصحراوى ونهايات المدن من ضعف التيار الكهربائى وانخفاض الجهد، ومؤخرا عملت الدولة جاهدة من خلال مشروعات حياة كريمة على تدعيم خطوط الكهرباء فى تلك القرى بمحولات وتجديد شبكات هوائية واستبدال أعمدة، لتحسين جودة خدمة الكهرباء فى نهايات القرى وقرى الظهير الصحراوى لضمان ثبات التيار الكهربائى والحفاظ على الأجهزة المنزلية للأهالي.
وفى الحقيقة نحن بحاجة الى حملات توعية لحراسة ثمار المشروعات القومية ومشروعات حياة كريمة والحفاظ على المال العام من خلال مواد إعلامية وجهود مؤسسات المجتمع المدنى وشباب حياة كريمة والتحالف الوطنى حيث يعتقد الكثيرون أن سرقة التيار الكهربائى لا تؤثر على الدولة ممثلة فى وزارة الكهرباء فقط، ولكن الحقيقة أن المواطن هو المتضرر الأول من سرقات التيار بخلاف الخسائر المالية الضخمة التى تتكبدها الدولة والتى تجاوزت الـ 2 مليار جنيه سنويا.
كذلك المواطن يتضرر من تذبذب الجهد الكهربائى بسبب سرقة التيار ومن الممكن أن يؤدى إلى حدوث ماس كهربائى وتلف الأجهزة الكهربائية، والسرقة تؤدى الى زيادة الفقد الفنى فى التيار الكهربائى وبالتالى انخفاض جودة الخدمة،والمناطق التى يكثر فيها سرقة التيار الكهربائى والوصلات غير الشرعية حتما يؤدى ذلك الى انقطاع مستمر للتيار الكهربائي.
كما يؤدى الاستخدام المخالف للتيار الكهربائى الى عدم قدرة الدولة على الاستمرار فى تطوير الشبكة القومية وبالتالى تراجع مستوى الخدمة.
وختاما أوضحت دار الإفتاء المصرية حكم سرقة التيار الكهربائى انه يُحرم شرعا الاستيلاء على التيار الكهربائى بأى طريق من غير الطرق المشروعة، لأن ذلك يُعد خيانة للأمانة ومخالفة لولى الأمر ويُعد أكلا لأموال الناس بالباطل وتضييعا لحقوقهم وكل واحدة منها تعتبر من كبائر الذنوب.