فى زمن يبحث فيه الجمهور عن ممثل قادر على الموازنة بين الضحك والوجع بين الطموح الشعبى والبعد الإنسانى بزغ نجم الفنان طه دسوقى ليشغل هذه المساحة الفارغة بحضور حقيقى لا يشبه سواه. بدأ من مقاطع كوميدية على منصات التواصل الاجتماعى لكنه لم يرض بالبقاء فى منطقة «الترفيه السريع»، فقرر أن يثبت نفسه على الساحة الفنية من خلال أدوار جادة ومعقدة تارة تلامس قضايا المجتمع وتارة تغوص فى المشاعر الإنسانية العميقة.خلال سنوات قليلة تنقل بين المسرح والتلفزيون والسينما تاركًا فى كل محطة بصمة واضحة لم يكن مروره فى أى عمل عابرًا بل محملا دوما بشخصيات تنبض بالحياة شخصيات من لحم ودم تقترب من الناس دون تكلف وتتحدث بلسان حالهم دون تصنّع . فى هذا الحوار يفتح لنا طه دسوقى قلبه ليتحدث عن كواليس أعماله الأخيرة وعلاقته بالجمهور وطقوسه فى اختيار أدواره وسعادته بالتكريم من السيدة انتصار السيسى ورؤيته للمستقبل الذى يبدو أنه يخطط له بهدوء وثقة وإصرار.. وكأنه يقول من خلال كل دور«أنا هنا».

فى البداية حدثنا عن تجربتك الأخيرة فى فيلم «سيكو سيكو»؟
بصراحة سيكو سيكو من أجمل التجارب اللى اشتغلت عليها الدور مختلف تمامًا وكنت متحمس أقدم شخصية شاب بسيط شغال فى برمجة الألعاب عنده طموح وعايز يطور نفسه لحد ما بيقابل ابن عمه وبتبدأ مغامرة تغير مجرى حياته الفيلم نجح فى أن يجمع بين الكوميديا والمشاعر الإنسانية وده النوع اللى بحب أشتغل عليه.. نضحك لكن نحس كمان.
هل تعمدت اختيار شخصية «سليم» علشان تكون قريبة من الشباب؟
طبعا. أنا دايما بحاول أختار شخصيات تشبه الناس اللى حوالينا. «سليم» يمثل شريحة كبيرة من شبابنا اللى بيحاول ينجح رغم التحديات وشدنى جدا إن الفيلم يطرح قضايا اجتماعية بشكل خفيف فممكن توصل للناس من غير تعقيد.
وماذا عن تجربتك الرمضانية فى «ولاد الشمس»؟
«مفتاح» كان تحدياً كبيراً جدا بالنسبة لى شخصية عاشت طفولة صعبة فى دار أيتام وواجهت قسوة من بدرى وأنا بحب الشخصيات اللى فيها وجع حقيقي.. لأنها بتخلينى أخرج كل طاقتي. المشاهد المؤثرة خصوصًا مشهد الوفاة كان صعباً جدا وتأثرت بيه فعلا كأن مفتاح حد أعرفه بجد.
كيف كانت تجربتك مع الفنان أحمد مالك؟
تجربة مميزة جدا مالك ممثل شاطر ومريح وقدرنا نخلق بين شخصياتنا علاقة أخوية حقيقية وده انعكس على الشاشة كنا حريصين نوصل صدق العلاقة دى للناس والحمد لله رد الفعل كان جميل.
وماذا عن العمل مع الفنان الكبير محمود حميدة؟
ده كان شرف كبير بالنسبة لى أستاذ محمود حميدة مدرسة تمثيل والتزام وتواضع كنت بتعلم من كل كلمة بيقولها وكل مشهد معاه كان درس فى الاحترام والإبداع.
شاركت مؤخرًا فى مسلسل «حالة خاصة».. كيف أثرت فيك التجربة؟
المسلسل كان علامة فارقة فى مسيرتي. لما عرض على دور محامى مصاب بطيف التوحد حسيت بثقل المسؤولية قعدت أبحث وأتفرج على تجارب حقيقية علشان أقدم الدور بأمانة واحترام والحمد لله الناس صدّقته وحبوه
وماذا عن تكريمك مؤخرا من السيدة انتصار السيسى ضمن مبادرة «أسرتى قوتي»؟
ده من أروع اللحظات فى حياتى وشرف كبير وشهادة نجاح عظيمة فى مسيرتي الفنية والحياتية بصفة عامة فالتكريم كان مش بس تقدير لشغلى لكن كمان احتفاء بكل أسرة بتتحمل مسؤولية كبيرة فى تربية ودعم أولادها من ذوى الهمم حسيت إن التعب ما راحش على الفاضى وإن الفن ممكن يكون له دور حقيقى فى دعم القضايا الإنسانية
وهل طه يبحث عن البطولة ؟
«أنا مش بدور على البطولة».. بدور على الدور اللى يلمس الناس حتى لو كان مشهد واحد بس قوى ومؤثر فى الأحداث
وكيف تختار أدوارك ؟
أنا بحاول دايما أختار أدوار تعبر عن ناس حقيقية وتشبهنا.. ناس ممكن تقابلهم فى الشارع أو تكون واحد منهم.»
ما مشروعاتك الفنية القادمة؟
إن شاء الله عندى شغل جديد فى فيلم «برشامة»مع هشام ماجد وكمان» رزق الهبل»مع منى زكى و هنبدأ تصوير الجزء التالت من مسلسل «موضوع عائلي» وفيه كمان مسلسل جديد اسمه» فقرة الساحر «مع أسماء جلال وعلى قاسم.
أخيرًا.. كيف ترى نفسك كممثل فى الوقت الحالي؟
شايف نفسى فى بداية الطريق بحب أشتغل بصدق وأختار بعناية وأقدم فن يعيش مش هدفى أكون تريند لكن أسيب بصمة.. بصمة حقيقية.