تتصاعد التهديدات الإيرانية بضرب أهداف إسرائيلية، وذلك ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية فى طهران، بينما تتأهب إسرائيل لمثل تلك الهجمات فى الوقت الذى يزداد فيه الترقب فى المنطقة خوفا من عقبات التصعيد، وفى ظل هذا التوتر غير المسبوق دخلت واشنطن على خط التحذيرات خشية اتساع نطاق الحرب.
قال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إن صمت المجتمع الدولى ودعم الدول الغربية لجرائم دولة الاحتلال الإسرائيلية، يشجع الكيان على مواصلة جرائمه، ويهدد أمن المنطقة والعالم، بحسب وكالة «تسنيم» الدولية للأنباء. وناقش الرئيس الإيرانى مع رئيس الحكومة البريطانية «كير ستارمر»، فى اتصال، سبل تحسين العلاقات بين البلدين، إلى جانب السبل الكفيلة بإحلال السلام والاستقرار فى المنطقة والعالم.
اعتبر بزشكيان صمت المجتمع الدولى ودعم الدول الغربية لجرائم الاحتلال يتناقضان مع القوانين الدولية، كونهما يشجعان الكيان المحتل على مواصلة جرائمه ويشكلان تهديدًا لأمن المنطقة والعالم.
أضاف، أن الحرب من وجهة نظر الجمهورية الإيرانية ليست فى مصلحة أى دولة، معتبرًا الرد العقابى على المعتدى يعتبر حلًا لإيقاف الجرائم والاعتداءات.
بدوره أكد ستارمر، على ضرورة إنهاء الحرب فى غزة وتسريع إرسال المساعدات إليها. وأعلن رئيس الحكومة البريطانية استعداد بلاده لتوسيع العلاقات مع إيران فى العهد الجديد، معربًا عن أمله فى أن يبدأ السفيران الجديدان للبلدين مهامهما فى أقرب وقت ممكن.
كانت إيران أمس قدر ردت على دعوات الولايات المتحدة ودول أوروبية لها إلى «التراجع» عن تهديدها ضد إسرائيل، مؤكدة أنها لا تطلب «الإذن» من أحد للرد على اغتيال إسماعيل هنية فى طهران.
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعانى فى بيان أن إيران مصممة على الدفاع عن سيادتها.. ولا تطلب الإذن من أى كان لممارسة حقوقها المشروعة.
حضت الولايات المتحدة وحلفاء أوروبيون الاثنين إيران على «التراجع» عن تهديدها بمهاجمة إسرائيل التى تتهمها باغتيال هنية، مع تصاعد المخاوف من هجوم على إسرائيل من شأنه أن يشعل فتيل حرب شاملة فى الشرق الأوسط.
أكد كنعانى أن «مثل هذا الطلب يفتقر إلى المنطق السياسى ويناقض مبادئ وأحكام القانون الدولى ويشكّل دعماً علنياً وعملياً» لإسرائيل. وندّد بإعلان لا يتضمّن «أى مأخذ على الجرائم الدولية» التى ترتكبها إسرائيل، غير أنه «يطلب بوقاحة من إيران عدم الردّ بشكل رادع» على من «انتهك سيادتها.
أشار كنعانى إلى عزم إيران على ردع إسرائيل، ودعا الدول الثلاث إلى «الوقوف بحسم ضد الحرب فى غزة وضد تحريض إسرائيل على الحرب.
فى سياق متصل، قال على أصغر المستشار الإعلامى للحملة الانتخابية للرئيس الإيرانى مسعود بيزشكيان، إن عملية اغتيال إسماعيل هنية فى طهران، كانت «مهمة استخباراتية»، وإن «رد إيران سيكون بنفس الطبيعة، وذات المستوي.
أضاف المستشار الإعلامى فى تصريحات لصحيفة «واشنطن بوست»، أن «انتقام طهران من غير المرجح أن يكون مشابهاً للهجوم الذى استمر لساعات فى أبريل الماضي..
فى المقابل، افادت إذاعة جيش الاحتلال بأن إسرائيل أبلغت حلفاءها بأنها سترد على أى هجوم إيرانى بضرب أهداف فى قلب ايران، مشيرة الى أن «رئيس الأركان هرتسى هاليفى صدق على خطط عسكرية لمواجهة هجوم من إيران وحزب الله.
على صعيد دعوات التهدئة، قال جيف فليك السفير الأمريكى لدى تركيا إن الولايات المتحدةطلبت من أنقرة وحلفاء آخرين لهم علاقات مع إيران إقناعها بخفض التوترات فى الشرق الأوسط.
أدلى السفير بهذه التعليقات فى الوقت الذى تتأهب فيه المنطقة لهجمات محتملة من إيران وحلفائها بعد اغتيال عضوين كبيرين فى حركة «حماس» وجماعة «حزب الله» اللبنانية.
قال فليك فى لقاء مع الصحفيين فى إسطنبول مع انتهاء فترة خدمته فى تركيا «نطلب من جميع حلفائنا الذين لديهم علاقات مع إيران أن يضغطوا عليهم لخفض التصعيد، وهذا يشمل تركيا. وأضاف متحدثًا عن الممثلين الأتراك لدى واشنطن «إنهم يفعلون ما فى وسعهم للتأكد من عدم تصعيد الأمور.
إلى ذلك، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكى جو بايدن تحدث فى وقت سابق، إلى زعماء فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، والمملكة المتحدة، لمناقشة تهدئة التوتر فى الشرق الأوسط، ووقف إطلاق النار، وأكدوا على دعمهم إسرائيل لمواجهة أى تهديد إيراني، وطالبوا فى الوقت ذاته بضرورة إيصال المساعدات إلى غزة.