فصول جديدة تكتبها «الجمهورية معاك» يومًا بعد يوم فى سجل الشفاء والاحتواء، آخرها قصة الطفل آدم سامح سمير، ابن الثانية عشرة، الذى شاء له القدر أن يترك مدرسته وكتبه وأصدقاءه، ليخوض معركة مبكرة مع مرض خبيث لا يرحم.
منذ عام توقفت حياة «آدم» الدراسية، وهو لا يزال فى الصف السادس الابتدائي، بعد أن أصيب بورم سرطانى فى المثانة، اكتشفه الأطباء إثر إصابة طفيفة أثناء اللعب، ومنذ تلك اللحظة، انقلبت حياة الأسرة رأسًا على عقب.
الوالد، عامل بسيط من محافظة سوهاج، لم يقف مكتوف الأيدي، باع ما يمكن بيعه، واستدان ما يمكن استدانته، حتى تراكم فوق ظهره قرض بنكى تجاوز 35 ألف جنيه، أنفقه بالكامل على الفحوصات والعلاج الكيماوي، لكن الطريق كان أطول من قدرته، وأقسى من احتماله.
فى ظل هذه الظروف القاسية، لجأت الأسرة إلى «الجمهورية معاك»، تبحث عن بصيص أمل، فكانت الاستجابة فورية من الدكتور أحمد مصطفي، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للتأمين الصحي، الذى لم يتأخر عن مدّ يد العون إلى طفل لا يملك سوى ابتسامة بريئة تتحدى الألم.
فى البداية، تم استخراج بطاقة التأمين الصحى على وجه السرعة، وبدأ «آدم» بالفعل رحلته العلاجية داخل معهد الأورام، تحت إشراف نخبة من الأطباء المتخصصين.
لم تتوقف الرعاية عند هذا الحد، فقد قررت اللجنة المختصة بالتأمين الصحى إجراء عملية زرع نخاع على نفقة التأمين الصحي، بتكلفة باهظة تتجاوز مئات الآلاف من الجنيهات، فى تأكيد جديد على أن مصر لا تنسى أبناءها، خاصة الأطفال ممن يواجهون المرض وحدهم.
فى لفتة إنسانية مؤثرة، تزامن يوم نشر القصة مع الاستجابة، حيث تطوع أهل الخير بمبلغ مالى ساعد الأسرة على سداد جزء من قرض العلاج، لتشعر الأم «للمرة الأولى منذ شهور» أن الزمن بدأ يبتسم.
تقول الأم، والدموع تملأ عينيها: «لم أكن أتخيل أن نجد من يسمعنا.. وعندما بدأنا العلاج، شعرت أن الدولة معنا، وأن ابنى ما زال أمامه فرصة جديدة فى الحياة.»
هذه شهادة حيّة على الدور الإنسانى للدولة، وعلى أن «الجمهورية معاك» حلقة وصل صادقة بين معاناة الناس وقلوب المسئولين.
اليوم، يبدأ الطفل آدم المحارب مشواره العلاجى بابتسامته الطفولية، ويحلم بالعودة إلى مدرسته، وأصدقائه الذين غاب عنهم عامًا كاملاً، وها هو الوطن يكتب له سطرًا جديدًا فى دفتر الحياة.