لاشك أن السعودية تحظى بمكانة خاصة جداً فى نفوس المسلمين على مستوى العالم لما تضمه أراضيها من مقدسات لها مشاعر خاصة وفى مقدمتها الكعبة المشرفة التى يتوجه لها سنوياً ملايين المسلمين من شتى بقاع الأرض إما لأداء فريضة الحج أو لأداء مناسك العمرة.. وكذلك قبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.. وجبل عرفات.. وغير ذلك من الأماكن التى تتوق نفس كل مسلم لزيارتها.
كلنا يعلم كيف تمت هجرة الرسول الكريم بصحبة سيدنا أبوبكر الصديق من مكة إلى المدينة المنورة وما شهدته تلك الرحلة المباركة من معجزات إلهية ومشقة وعناء.. ولذلك فإن كل المسلمين يتمنون السير على طريق هذه الرحلة المباركة التى تطهرت بسير سيد الخلق أجمعين وصاحبه عليها.. ولذلك أطلقت المملكة الأسبوع الماضى مشروع «درب الهجرة النبوية» وتجربة اسمتها «على خطاه» والمقصود بها خطوات سيدنا محمد فوق طريق الهجرة فى محاكاة لمسيرة الهجرة النبوية.. وأطلق المشروع الأمير سلمان بن سلطان أمير منطقة المدينة المنورة من جوار جبل أحد.
ومن وجهة نظرى الشخصية فإن هذا المشروع الذى سيتم تدشينه فى نوفمبر القادم هو الحدث الأهم يعد من بين أبرز ما قامت به السعودية من تطوير وتحديث للمزارات المقدسة على مدى تاريخها لما يحمله من أهمية بالغة فى نفوس المسلمين.. وأوضح تركى آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه فى الاحتفالية أن طريق الهجرة بين مكة والمدينة يمتد بطول 470كم يتضمن تطوير 41 معلماً تاريخياً و5 مواضع توضح عدداً من قصص الهجرة ومرتبطة بالرحلة العظيمة.. وتساهم فى إنشائه على مدى ستة شهور خمس هيئات ومؤسسات وشركات سعودية عملاقة.
هذا المشروع رغم أن التفكير فيه تأخر كثيراً.. إلا أنه خطوة كبيرة فيما تنتهجه السعودية من جذب للسياحة بعيداً عما تنظمه من مهرجانات فنية مختلفة ومتنوعة.. لأنه سيتم تنظيم الزيارات الخاصة على درب الهجرة النبوية بعيداً عن موسمى الحج والعمرة.. وبالتأكيد سيتم توفير الكثير من الخدمات التى يحتاجها الزائرون.. وأعتقد سيكون له مردود رائع.