المشاهد للشاشات الفضائية فى رمضان وجد نفسه أمام امتحان عسير فى الظواهر السلبية التى تعكسها بعض المسلسلات الدرامية.. والتى تدنت بلغة الحوار وطرقت حرمة بيوتنا بلا استئذان لتقدم صورة بعيدة تماما عن أخلاق مجتمعنا المصرى وأسرتنا المصرية المتمسكة بالأخلاق والقيم والنبيلة.. وما تقدمه بعض هذه الدراما لا يعكس واقعنا.. ويغذى أولادنا بنين وبنات بأفكار مشوهة وفى شهر القرآن.. بالصدفة ومن قراءاتى قاطعت كل المسلسلات عندما شاهدت أحد البرامج المبتذلة وقررت ألا أرى هذا السوء فى شهر رمضان وغير رمضان.
اسأل كتاب السيناريو ما هذا الوباء السئ من الألفاظ التى «تقال» وشتائم يعف اللسان عن نطقها يسمعها أبناؤنا وأحفادنا الأطفال وفى ساعة الافطار والأذان يعلن انتهاء يوم لنبدأ ليوم جديد فى الشهر الكريم نسمع سبابا ونشاهد بلطجة وتلوثا سمعيا ولفظيا.. قدم لى ابنى فى العقد الثانى حلقة ويتساءل الشاب الجامعى لما يتم تقديم أسوأ ما يمكن أن يتعلمه الأطفال.
السؤال الآن: ما الهدف فى تشويه صورة المجتمع بدراما «خبيثة» صنعها خبثاء وأنتجها منتجون لبضاعة راكدة وخيال مريض لنماذج بشرية أتى بها الكتاب بينها المخدرات والخيانات الزوجية والعنف.. هل يجوز للأجيال الجديدة التى ترى كل يوم الشهداء فى غزة يقتلون ظلماً من جانب عدو جبان.. ويرون مقاتلونا من أبناء القوات المسلحة يرابطون على الحدود حماية لأمن مصر القومى ومستعدون للتضحية بحياتهم فى سبيل الأرض وفى المقابل يرون نماذج لسلوك غير إنسانى فى خيانات أسرية وتفكيك فى صلب المجتمع.
قال لى ابني.. اننى فى الشارع وفى العمل وفى الساحلين البحر الأحمر والأبيض لم أجد مثل هذا الذى يصدروه لنا.. مصر ليست بهذا السوء.. ان الفن دراما أو كوميدى أو تاريخ يعد نموذجا بفكر الكتاب الكبار والمفكرون الذين نهلنا منهم أفضل القصص الإسلامية والدينية وأفضل المسلسلات الدرامية التى تعكس القيم النبيلة.. أين أمثال الرايا البيضا.. الحاج متولى وليالى الحلمية وأرابيسك ورأفت الهجان والاختيار والقاهرة كابول.. المسلسلات الجميلة التى تقدم ثقافة وفكرة ورؤية وليس مسلسلات تخدش حياء المجتمع ومكوناته عبر ممثلين بعيدين عن الثقافة ومؤلفين صنعوا دراما بهدف «لئيم» وهو تجريف المجتمع من القيم والأخلاق ونشر أفكار الرذيلة والخيانة.. أين زمن أفواه وأرانب والأيام وشخصيات فى الإسلام والعبقريات خالد وعمر وأبو بكر وغيرها.
لا تزال الأعمال الجيدة التى رأيناها فى رمضان منذ نصف قرن وتحديدا مع دخول التليفزيون مصر فى الستينيات نرددها ونسعد عند إعادتها لأنها كانت تقدم لنا فكرا وثقافة.. لا مانع أن تعكس الدراما ظواهر المجتمعات لكن ما يحدث فى رمضان 2025 تشويه المجتمع.
ان ما قدم فى رمضان من بعض القنوات والمنصات له تفسيرات كثيرة وهو استهداف هذا الوطن وشبابه وأطفاله بلد الأزهر الشريف وأقدم جامعة عربية جامعة القاهرة.. البلد التى اختارها آل البيت للإقامة والهجرة التى كنا نفتخر بها فى ستينيات القرن الماضى بلد الألف مئذنة واليوم بلد المليون مسجد ومئذنة.. الدولة التى أطلق عليها دولة التلاوة يسعى بعض منتجى الدراما لتشويه صورتها وفى شهر الخير.. الأمر يحتاج إلى مراجعة من العلماء ورجال الاعلام.. صحيح بعض الظواهر موجودة لكن ليست عامة «حرمة البيوت» تحتاج إلى تدخل فى عهد الرقمنة فالفن لا يعترض على الأخلاق والقيم بل يعمل على نشرها لكن ما شاهدناه.. ما أود قولة هو نقلاً عن الشارع والمشاهد حيث قال لى صديق لا يفوته «مسلسل» ان بعض الأعمال فى إحدى القنوات هذا العام هو تشويه للدولة ومخالفا للقيم التى تربينا عليها.. ولابد من تحصين الأطفال ضذ هذا الغزو الغريب.. وحسناً فعل رئيس الوزراء بالإعلان عن تشكيل لجنة لدراسة الأمر تنفيذاً لرؤية الرئيس السيسى فلابد من اجتماع المتخصصين لتقييم ما تم فى رمضان من برامج وتحصين المواطن بدراما منافسة ومصر قادرة وتابعنا فى أعوام سابقة قريبة بعد وقبل ثورة 30 يونيو مسلسلات لا تزال فى الذاكرة الحية تكشف معنى الوطنية والضمير الأخلاقى ويقدمها جادون ومبهرون فى صناعة الدراما فى مناقشة قضايا المجتمع برقى وأخلاق وفروسية ثقافية.. لكن هذا السقوط الذى نشاهده ليس منا ولسنا معه نحن مع دراما تقدم فكرا وثقافة وتعكس واقع المجتمع.
ان ما قدم فى رمضان من بعض المسلسلات التى دخلت من نوافذنا وأبوابنا نحن بريئون منها وبعض ما قدم أخطر ارهاب ثقافى على المجتمع المصرى المتدين بالفطرة والرافض للتطرف والتشدد المجتمعى المفتوح على العالم وجميع الثقافات تعايشت معه.. ان رمضان 2025 ببعض مسلسلاته يقدم طبق دراما فاسد.