إذا كان القرآن قد نزل بمكة فإن آياته سمعها المسلمون من حناجر المصريين الذين عشقوا الكتاب الحكيم ترتيلا وتجويدا.. وفتحوا بهذه التلاوة قلوباً قاسية فتفجرت منها أنهار المحبة.. وأبدع أطفال مصر فى حفظ كتاب الله حتى بلغت براعتهم حفظ أرقام آياته.. ومؤخراً عقد الأزهر الشريف مسابقة السرد القرآنى التى اشترك فيها 6 آلاف طالب وطالبة متضمنة تسميع القرآن الكريم كاملا فى مدة لا تجاوز الـ 8ساعات.. وقد أثبت الأزهر الشريف أنه حامى القوة الناعمة حيث تفوق طلابه درجة أن بعضهم استطاع تسميع القرآن الكريم كاملا خلال «5» ساعات متواصلة فقط.
«الجمهورية» حاورت طالبة معهد الحسن الأزهرى التابع لمنطقة القاهرة الأزهرية خديجة أحمد من دولة غينيا حيث استطاعت تسميع القرآن كاملا خلال 5 ساعات فقط، تحكى خديجة أنها حضرت بصحبة أسرتها وعمرها عامين عاشت مع والدها الذى كان يدرس فى جامعة الأزهر واستقرت فى منطقة المرج بالقاهرة.. حفظت القرآن الكريم واشتركت فى مسابقة سرده حيث قامت بتلاوته كاملا فى «5» ساعات أمام إحدى المُعلمات تقول خديجة الطالبة بالصف الثالث الإعدادى إن حفظ القرآن أفادها فى حياتها وكان سببا فى تقدمها على المستوى العلمى وأن الدراسة فى الأزهر نافعة وعلم رائع يجمع بين علوم الدنيا وعلوم الدين وعن ترشيحها للمسابقة أشارت إلى أنها اشتركت فى المشروع الصيفى بدار تحفيظ تابعة للأزهر بترشيح من المسئولين عن الدار تقدمت وخمسون آخرون معها وأتمت سرد القرآن سردا كاملا متواصلا بلا تقاطع من سورة الفاتحة حتى سورة الناس وحصلت على مصحف تفسير جائزة تقديرية وعبرت عن سعادتها بها ووصفت المنافسة مع زميلاتها بالحماسية وأنها لم تشعر بالتعب أو الإرهاق.
أكدت أنها تملأ وقت فراغها فى الأجازات بالمشروعات القرآنية الصيفية ولها أنظمة كثيرة فى الحفظ بإشراف معلمتها فى الدار كما تتولى منصب معلمة مساعدة للمراجعة مع الطالبات وهو ما يساعدها على الإجادة بالإضافة إلى هوايتها قراءة مجلات الأزهر والكتب فوالدها لديه كتب دينية فى الفقه والتفسير ويقوم بتشجيعها وأخواتها ويزرع الهمة فيهم لتعلم القرآن والدين تحب أن تستمع للقرآن بصوت الشيخ الحصرى ومثلها الأعلى صحابيات رسول الله صلى الله عليه وسلم والسيدة خديجة رضى الله عنها وتتمنى أن تعود إلى بلدها وتعلم أبناءه ما تعلمته فى الأزهر، وتقوم ببناء معهد ودار تحفيظ تساعد به أهلها هناك، وأن تقابل الإمام الأكبر شيخ الأزهر حتى ترسل صورتها معه لأبناء بلدها ليؤمنوا أنها قابلت ذلك الإمام.
وأما طالب الصف الثالث الإعدادى نور سامى لم يتجاوز عمره الـ 14 ختم القرآن كاملاً بعمر التسع سنوات، حصل على المركز الأول فى المسابقة الدينية على مستوى القاهرة ويقيم مع أسرته بمنطقة المرج الجديدة، وقد استطاع نور تحقيق النجاح فى حفظ القرآن بفضل تشجيع والدته التى كانت توقظه فجراً للحفظ والقراءة وهو ما تفعله مع شقيقه الصغير مراد والذى حفظ 10 أجزاء حتى اليوم.
تقدم لمسابقة السرد القرآنى بعد حصوله على دورة مكثفة فى دار للحفظ بإشراف الشيخ محمد جلال والذى أخبره عن ذلك اليوم فشارك فيه وتلى القرآن فى ٥ ساعات ونصف وشعر بتحقيق إنجاز كبير بعد أن قدم له مشايخ الأزهر الشريف الجائزة التقديرية.
يريد نور أن يصبح طبيب جراحة قلب فى المستقبل وينفع الناس بعلمه وعمله مشيرا إلى أن تنظيم الوقت سر النجاح والتفوق ولا تعارض بين القرآن والدراسة فهو يخصص عقب عودته من المدرسة وقت لقراءة جزءين أو ثلاثة وبعدها يذاكر دروسه، موضحا أن القرآن يحقق للإنسان ما يريد من نجاح وتفوق كما أنه يتدرب سباحة لأن الرياضة مفيدة للجسم والعقل.